الضفة المحتلة – قدس الإخبارية: دخل العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية يومه السابع، مع تركيزه في مدينة جنين وطولكرم، وأسفر عن استشهاد 31 فلسطينيًا آخرهم الطفلة لجين مصلح برصاص الاحتلال في بلدة كفر دان قضاء جنين.
وكشف هذا العدوان عن تطور ملحوظ في أداء مقاومة الضفة المحتلة، التي ألحقت بالاحتلال خسائر بشرية أدت حتى لحظة كتابة التقرير إلى مقتل4 من عناصره في جيش وشرطة الاحتلال وإصابة آخرين بينهم قائد "لواء عتصيون" في مدينة الخليل، وكبدته خسائر مادية بإعطاب عدد من آلياته وجرافاته في شمال الضفة المحتلة.
وتطورت أساليب المقاومة في الضفة المحتلة، مع تصاعد كبير في استخدام العبوات الناسفة والكمائن في طولكرم وجنين، وتجهيز المركبات المفخخة والتحضير لعمليات استشهادية كما في الخليل، جنوب الضفة، وقرب مستوطنة "عطيروت" في الوسط.
وكشفت عن حجم تنسيق عالٍ بين كتائب المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فكان الإعلان عن العمليات والكمائن في جنين والخليل وطولكرم عبر القنوات الرسمية لكتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس، وبينما توعدت القسام من غزة بالرد من جنوب الضفة، ضرب الاحتلال بسيارات مفخخة وبعملية إطلاق نار في مدينة الخليل.
وخلال شهر أغسطس\آب وحده، رصد مركز معلومات فلسطين "معطى" عن 137 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح، في الضفة والقدس، أسفرت عن مقلت 5 و إصابة 42 آخرين، في صفوف الاحتلال والمستوطنين.
جبهة ثانية
كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" عبرية، اليوم الثلاثاء، عن تصنيف إسرائيلي للضفة الغربية، باعتبارها منطقة قتال ثانية، بعد جبهة قطاع غزة، وذلك في ظل الأحداث الأخيرة في شمال الضفة.
وذكرت الصحيفة أن "الأحداث الأخيرة أدت إلى تحول سياسي كبير في نهج إسرائيل تجاه الضفة الغربية، فبعد أن تم تصنيفها منذ بداية الحرب باعتبارها ساحة ثانوية، فإن الهجمات الأخيرة أقنعت كبار المسؤولين بأن هذا الموقف لم يعد قابلاً للاستمرار".
وتابعت: "تؤكد موجة الهجمات الشديدة الأخيرة، بما في ذلك الهجوم المزدوج في (مستوطنة) غوش عتصيون والحادث في ترقوميا (جنوب الضفة)، والهجوم الذي أحبط في عطيرت (وسط) على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات شاملة في مختلف أنحاء الضفة".
وذكرت الصحيفة أنه "في غضون 48 ساعة فقط، تحولت الضفة الغربية من برميل بارود إلى منطقة على شفا الانفجار"، مؤكدة أن "المؤسسة الأمنية تواجه معضلة خاصة في منطقة الخليل، التي كانت منبعاً لهجومين خطيرين في الآونة الأخيرة".
فيما نقلت مراسلة قناة "كان" أن السيارة المفخخة التي عثر عليها الاحتلال بالأمس قرب رام الله كان بداخلها عبوة ناسفة تزن 49 كغم، وبداخل السيارة كاميرا تنقل عبر البث المباشر للمقاومين لتفجير السيارة عن بعد.
ماذا تعني الجبهة الثانية؟
يجيب الباحث والكاتب السياسي ساري عرابي على هذا السؤال، بالقول إن جبهة الضفة الغربية ستكون جبهة رئيسية ثانيه وليست جبهة ثانوية كما كان يعرفها سابقا، ما يعني بالتأكيد زيادة الجهد الأمني والعسكري الإسرائيلي داخل الضفة الغربية.
ويشير عرابي في حديثه لـ "شبكة قدس": بالتالي سنرى المزيد من حملات الاعتقال الواسعة وحملات الاقتحام والمواجهات والقتل والاغتيالات والقصف من الجو.
وبحسب عرابي، فإن الاحتلال يسعى شحن المجتمع الإسرائيلي خلف خيارات الحرب والقبول بأن الحرب لم تنته، وأن الحرب ليس فقط في غزة، بل في الضفة الغربية أيضًا، حتى لو قيل، مثلًا أنه لم يعد هناك أهداف داخل قطاع غزة سيقال إنه هناك أهداف داخل الضفة الغربية، هو بكلمات أخرى جزء من إرادة استمرار الحرب.
كذلك، يسعى الاحتلال إلى ترهيب الفلسطينيين وتخويفهم داخل الضفة الغربية، كما يقول الباحث والكاتب السياسي، ويقرأ في ذلك محاولة الاحتلال استعادة مظاهر لجرائم شنها في قطاع غزة أو عاشها الفلسطينيون في الانتفاضة الثانية، من خلال توسيع عمليات القصف والاغتيال من الجو، وليس فقط بالمسيرات، وإنما ربما بالطائرات المروحية والحربية، وربما العودة لمشاهد الدبابات الإسرائيلية من جديد داخل الضفة الغربية.
يشار إلى أن جيش الاحتلال وسع عدوانه في الضفة الغربية تزامنا مع عملياته العسكرية في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 683 فلسطينيا وإصابة نحو 5 آلاف و700 واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400.
وأسفرت حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة عن 135 ألف شهيد وجريح في صفوف الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، على جانب ما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.