شبكة قدس الإخبارية

عقب العثور على جثث أسرى العدو الستة.. ما الذي تغير؟

2024-09-03 10.34.37

خاص - شبكة قدس الإخبارية: شكل إعلان جيش الاحتلال يوم الأحد عن عثوره على 6 من جثث أسراه داخل نفق في قطاع غزة، هزة في الشارع الإسرائيلي وخاصة بين عائلات أسرى الاحتلال لدى المقاومة، في حين تصاعدت المطالب الرسمية والغير رسمية لإقامة عصيان مدني داخل مجتمع الاحتلال، وطالبت هيئة عائلا أسرى الاحتلال نقابة العمال والمؤسسات بالإضراب والتظاهر وشلّ الحركة في كيان الاحتلال.

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن من بين الجثث الست التي عثر عليها في غزة جثة المستوطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، في حين أعرب بايدن عن حزنه وغضبه لوفاته، وقال بايدن في بيان له إن قوات الاحتلال عثرت في نفق تحت مدينة رفح على جثث 6 أسرى كانت حركة حماس تحتجزهم، مضيفا "لقد تأكّدنا الآن أن أحد الرهائن كان المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين".

وتصاعدت اتهامات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتخلي عن أسرى الاحتلال وإفشال أي اتفاق يضمن عودتهم، وفي هذا السياق، قال وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت إن على المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" الاجتماع فوراً للتراجع عن القرار الذي اتخذه يوم الخميس بشأن البقاء في محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

وفي جولات سابقة رفض نتنياهو عقد أي صفقة تبادلٍ مع المقاومة الفلسطينية، بسبب إصراره على عدم انسحاب جيش الاحتلال من محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة.

 

"حكومة الموت"

وردّاً على ذلك، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد، بحسب إذاعة جيش الاحتلال، إن نتنياهو وحكومة الموت قررا عدم إنقاذ المحتجزين في قطاع غزة، داعياً نقابات العمال والسلطات المحلية إلى إغلاق الاقتصاد، وهو ما اعتُبر بمثابة انهيار  لمجتمع الاحتلال.

وبحسب صحيفة هآرتس العبرية نقلاً عن مصدر إسرائيلي، إنه كان من المفترض الإفراج عن اثنين من الأسرى الستة الذين عثر على جثثهم في المرحلة الأولى لصفقة تبادل محتملة، وأضاف المصدر أن "أسماء ثلاثة كانت موجودة في قوائم سلمت في بداية شهر يوليو، وكان من الممكن إعادتهم أحياء".

كما نقلت الصحيفة ذاتها عن مصدر في حكومة الاحتلال أن "نتنياهو كان يعي جيداً معنى قراراته، إنه يتصرف بقساوة، ويداه ملطختان بالدماء.. رئيس الحكومة هو المسؤول المباشر عن القبور الستة الجديدة، والمتعاونون معه كذلك".

 

إضراب شامل ومطالبة حكومية بإنهاءه

وعم إضراب شامل صباح أمس الاثنين في كافة مناحي الحياة كافة داخل ميان الاحتلال استجابة لإعلان رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي (الهستدروت)، لدفع حكومة الاحتلال نحو إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة، وذلك بعد إعلان الجيش العثور على جثث ستة منهم.

في حين أعلن اتحاد نقابات عمال الاحتلال عن انتهاء الإضراب يوم مساء أمس الاثنين، وبحسب وسائل إعلام الاحتلال فإن محكمة العمل أصدرت أمرا بإنهاء إضراب الهستدروت، وأشارت إلى أن محكمة العمل قبلت موقف الحكومة لوقف الإضراب باعتبار أنه إضراب سياسي وليس نزاع عمل.

ورغم انهاء الهستدروت للإضراب العام استمرت المظاهرات الاحتجاجية داخل مدن الاحتلال بمشاركة الآلاف من المستوطنين وعائلات أسرى الاحتلال، في حين قمعت سلطات الاحتلال هذه المظاهرات واعتقلت العشرات من المتظاهرين بعد الاعتداء عليهم.

 

نتنياهو والتعامل مع الاحتجاجات

ووصف رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الإضراب الذي نفذه الاتحاد العام للعمال،  بأنه "عرض مشين لدعم حركة حماس وزعيمها يحيى السنوار"، وفقاً لاقتباسات مسربة من اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي الذي عُقد قبل يومين، فيما وصف نتنياهو الإضراب ب"العار" الذي يسمح بقتل المزيد من أسرى الاحتلال على حد زعمه،  وفقاً لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

ويمكن القول أن نتنياهو قد استخدم وسيلتين في إفشال الاضراب وتخفيف حدة الاحتجاجات داخل لمجتمع الاحتلال، وهما التبريد الإعلامي وتوجيه روايةٍ مُناهضة لخطاب الحراك في سياق إعلامي وحكومي، إضافة لاستخدام النفوذ السياسي هو ووزراءه، حيث أمرت محكمة العمل  في تل أبيب، يوم أمس الاثنين، بوقف الإضراب العام الذي تمت الدعوة إليه لتشكيل مزيد من الضغط على رئيس الوزراء للتوصل إلى صفقة وإطلاق سراح أسرى الاحتلال من قطاع غزة.

وجاء قرار المحكمة بناءً على طلب وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش. ووفق المحكمة، فإن بيان الاتحاد العام لعمال الاحتلال لم يشر إلى أن الدعوة إلى الإضراب كانت لأسباب اقتصادية، بل من أجل العمل على تحرير أسرى الاحتلال من قطاع غزة.

 

بعد العثور على جثث الأسرى.. ما الذي تغير؟

وشكل إعلان العثور على جثث الأسرى حافزاً قوياً لتفعيل المظاهرات الاحتجاجية داخل مجتمع الاحتلال، في حين شمل الإضراب كافة مناحي الحياة ومن قبل نقابات ومؤسسات رسمية، في حين قوبل ذلك بضغطٍ حكومي مكثف لإنهاء الاضراب.

ومن وأمام مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو في شارع غزة في القدس، اعتقلت شرطة الاحتلال عدداً من المتظاهرين وسط مواجهات بين عناصر الشرطة الاحتلال والمحتجين الذين حاولوا تجاوز الحواجز التي نصبتها الشرطة لمنعهم من الاقتراب من مقر إقامة نتنياهو، فيما استخدمت أجهزة أمن الاحتلال وسائل تفرق أعمال الشغب في مواجهة المتظاهرين، فيما سجلت هذه الاحتجاجات أعلى نسب مشاركة منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، مع اتساع رقعتها لتشمل العديد من المناطق الجديدة في عمق فلسطين المحتلة كمدينتي حيفا وبئر السبع.

#نتنياهو #قطاع غزة #المقاومة #أسرى الاحتلال #حرب الإبادة