اسطنبول - قدس الإخبارية: شدد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشعل، على أن "قطاع غزة يخوض حربا عالمية تقريبا وحده"، مشيرا إلى عدد من المتطلبات اللازمة لدعم المقاومة بعد أكثر من 10 أشهر من العدوان بما في ذلك "الدعم من الموقع الجهادي العسكري العملي".
وقال مشعل في كلمة له عبر الفيديو خلال مؤتمر لإطلاق التقرير السنوي لمؤسسة القدس الدولية تحت اسم "عين على الأقصى"، بمدينة إسطنبول، إن "على الأمة أن تجعل الأقصى عنوان معركتها واستراتيجيتها لتحرير فلسطين واستنقاذ القدس والأقصى، ولا معنى لأي عواطف لا تترجم إلى استراتيجية حقيقية".
وأضاف أن هناك "معركة كبرى تجري على أرض غزة، نتابعها منذ 11 شهرا"، موضحا أن "غزة تخوض حربا عالمية تقريبا وحدها، هذه وقفة ينبغي أن تصدمنا، أن تذكرنا بالحقيقة".
ولفت مشعل، إلى ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية و"عدم الاكتفاء بالفخر بها من خلال الفيديوهات على شاشات التلفزة"، وقال: "لا تتركوا غزة وحدها، لا يكفي الفخر بالمقاومة".
وشدد على أنه "مطلوب من التنظيمات والحركات والمجموعات الجهادية، ومن الجميع أن يأخذ قرارا تاريخيا"، مشيرا إلى أنه "على كل صاحب مسؤولية أن يقرر اليوم قبل الغد أن يأخذ قرار المشاركة الفعلية في الطوفان من الموقع الجهادي العسكري العملي".
وقال إن "العدو فتح الصراع على أبوابه جميعا وهو يقول: أنا مجنون".
وأضاف مشعل، أن "على الأمة، أن تتحمل مسؤولياتها"، موضحا أن هناك "حاجة للعودة إلى العمليات الاستشهادية لأن هذه حالة لا يصلح لها إلا الصراع المفتوح"، وفق تعبيره.
وبعيدا عن الخيار العسكري، شدد القيادي الفلسطيني على ضرورة "عودة الشارع العربي والإسلامي والإنساني لحالة الغضب بملايينه الهادرة انتصارا لغزة".
كما طالب بعودة الحراك الجامعي المناصر لفلسطين، قائلا: "بعد أيام، يعود الموسم الدراسي إلى حيويته في جامعات العالم، فيا شباب الأمة، عودوا إلى الحراك الجامعي، لتقولوا رسالتكم القوية لأمريكا والغرب والشرق، وللصهاينة: نحن لن نتوقف حتى يتوقف العدوان".
وفي سياق متصل، تطرق مشعل إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وما وصفه بـ"السياسات الخاطئة من بعض الدول والسلطات"، متسائلا بالقول: "أما آن للتنسيق الأمني أن يتوقف؟ أما آن للتطبيع أن يتوقف؟".
وتابع: "أما آن للتبادل التجاري ومد الكيان بشريان الحياة، وهو الذي يقتل أهلنا في غزة وفلسطين؟ أما آن للعلاقات واللقاءات مع رموز الصهاينة أن تنتهي؟".
وشدد مشعل على أن الاحتلال الإسرائيلي "ليس حليفنا، وليس طبيعيا في بلادنا"، موضحا أن "العدو الصهيوني خطر على الأمن القومي العربي والإسلامي، وخطر على الإنسانية(…) يهدد الأردن، ويهدد مصر، يهدد الأمن القومي، يهدد مصالحنا وثرواتنا ونسيجنا الاجتماعي".
ولليوم الـ327 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ40 ألف شهيد، وأكثر من 93 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.