شبكة قدس الإخبارية

رئيس جديد لاستخبارات الاحتلال.. مهمات كثيرة لترميم جهاز فاشل

WhatsApp Image 2024-08-22 at 1.52.17 PM
هيئة التحرير

خاص - شبكة قدس الإخباريةنحو حقل ألغام، تقدم الجنرال شلومي بيندر نحو منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال "أمان"، خلفاً لأهارون حاليفا الذي ترك المنصب والفشل يلاحقه حتى بعد نهاية خدمته العسكرية، بعد نجاح حماس والمقاومة الفلسطينية في توجيه أكبر ضربة استخباراتية استراتيجية منذ عقود، في صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.


من هو رئيس "أمان" الجديد؟
بدأ شلومي بيندر خدمته العسكرية في جيش الاحتلال، في 1993، وتدرب في وحدة المظليين ثم التحق بوحدة هيئة الأركان "سييرت متكال"، وشارك في القتال خلال فترة احتلال جنوب لبنان، وأصيب بجروح خطيرة عقب انفجار عبوة ناسفة بالقوة التي كان يتدرب معها.
بعد التعافي من الإصابة عاد للعمل في جيش الاحتلال، وشارك في الحرب على لبنان في 2006، والعمليات القتالية خلال العدوان على غزة في 2014، وتسلم منصب قائد دورية هيئة الأركان، ثم تولى مسؤولية تشكيل الجليل.
خلال عملية "طوفان الأقصى" كان بيندر مسؤولاً عن قسم العمليات في جيش الاحتلال، ووجهت له اتهامات بأنه سحب قوات من مستوطنات "غلاف غزة"، نحو الضفة الغربية المحتلة التي كانت تشهد تصعيداً في عمليات المقاومة، وأن أدائه كان سيئاً خلال المعارك، بينما قال مناصروه إن نقل قوات من المنطقة إلى الضفة جاء في ظل عدم توفر معلومات استخباراتية عن نوايا كتائب القسام تنفيذ هجوم.
عائلات الجنود والمستوطنين الذين قتلوا في معركة "طوفان الأقصى" احتجت على تعيين بيندر، مسؤولاً عن قسم الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، بسبب دوره في الفشل، لكن المحكمة الإسرائيلية العليا رفضت الاعتراض الذي تقدموا به.


الدخول في العاصفة… مهمات كبيرة لترميم جهاز فاشل
يدخل بيندر إلى أروقة جهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال في أحد أقسى وأسوأ المراحل، بعد أن فشل في أهم مهمة له وهي كشف وتوفير معلومات عن نوايا حماس تنفيذ هجوم على مستوطنات ومواقع عسكرية في "غلاف غزة"، وما لحق بهذا الفشل من تبعات ما زالت تتفاعل حتى اليوم، خاصة أن الحركة مارست خداعا استراتيجياً طويل الأمد أوهمت فيه صناع القرار السياسي والاستخباري الإسرائيلي أنها تجنح نحو الهدوء وتسوية طويلة.
ربما لم يتكرر في تاريخ المؤسسة العسكرية في دولة الاحتلال تعيين ضابط في منصب عال مكان آخر، في أوج الحرب، كما في استلام بيندر قيادة جهاز "أمان" بدلاً من حاليفا، في حرب 1973 حلَ الجنرال حاييم بارليف مكان شموئيل غونين في قيادة المنطقة الجنوبية لكن الأخير بقي محتفظاً بمنصبه ظاهرياً، حتى نهاية القتال، واستقال أودي آدم من قيادة الجبهة الشمالية لكن بعد نهاية حرب 2006، وتولى غابي أشكنازي قيادة الأركان بدلاً من دان حالوتس لكن بعد نهاية التحقيقات في الفشل أمام حزب الله، وليس خلال القتال.
العاصفة التي عصفت بالجهاز بعد الفشل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وفي كثير من التقديرات التي وضعها بين يدي حكومة الاحتلال، خاصة في قضية الرد الإيراني على قصف السفارة في العاصمة السورية دمشق، في نيسان/ إبريل الماضي، حين توقع أن يكون رداً محدوداً وليس مباشراً على "إسرائيل"، لكن ما حصل هو العكس، تدفعه إلى بؤرة من "اللايقين" حول المستقبل الذي سيكون عليه، وسط مطالبات إسرائيلية ونقاشات حول أسباب الفشل، هل هو الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، أم الترهل الإداري، أو عدم كفاءة ضباط قسم الأبحاث، أم ثقافة عامة في المجتمع الإسرائيلي ترى العرب والفلسطينيين غير قادرين على القيام بعمل نوعي وصادم للمنظومة الأمنية في دولة الاحتلال، أو تعيين ضباط لقيادة الجهاز من خارجه لم يمتلكوا الدربة اللازمة لتفكيك العقل الفلسطيني والعربي خاصة لجهة تنظيمات المقاومة.
الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت اعتبر في مقال على "معاريف"، اليوم، أن على رئيس جهاز "أمان" الجديد إعادة الاعتبار لعملية "التحليل الكلاسيكي" قبل إصدار الموقف السياسي والعسكري، في إشارة إلى طغيان الاعتماد على التكنولوجيا والتجسس، في السنوات الأخيرة، وقال: "يجب إعادة الاهتمام بالدراسات العربية الأولية، عدد الضباط في الجهاز الذين يعرفون اللغة العربية انخفض، كأن التكنولوجيا ستقول لنا كل شيء، يجب علينا استعادة الجهد لفهم العدو، الاقتراب منه، وشمه، وتقليل الاعتماد على الانترنت".
بيندر قال في خطاب توليه قيادة الجهاز، يوم أمس، إن الأولوية ستكون التركيز على الملف الإيراني، قائلاً: "إيران ليست الدائرة الثالثة في الصراع، بل الدائرة الأولى، وهي ليست نووية فقط، بل على حدودنا".

تأتي تصريحات بيندر عن إيران في وقت شديد التوتر في الصراع بين الطرفين، خاصة مع ترقب الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في العاصمة طهران، بعد شهور من تبادل الضربات في القتال المباشر الأول في تاريخهما، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، التي شهدت دخول ساحات إقليمية في القتال (لبنان واليمن).
اللواء احتياط في جيش الاحتلال، غيرشون كاهان، اعتبر أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لديها "قدرات ممتازة" في عمليات التجسس التكتيكية أي معرفة معلومات عن الأعداء، والمنشآت الاستراتيجية في الدول المعادية، والقيادات، وتنفيذ عمليات اغتيالات، إلا أنها فاشلة في عمليات الاستخبارات الاستراتيجية.
وأوضح أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية توفر معلومات عن مفاعل نووي إيراني وتفاصيله التقنية والعمرانية، إلا أنها تفشل في تقدير نوايا النظام الإيراني، وأهدافه المرحلية والمستقبلية، وهذا ينطبق على بقية الساحات.
ويضيف: على سبيل المثال يجب أن يركز الجهد الاستقصائي للاستخبارات العسكرية على فهم أحلام وطموحات صالح العاروري لفهم شبكة التحديات ومواجهتها في المستقبل القريب والبعيد.
وأشار إلى سلسلة إخفاقات للجهاز بسبب عدم الاهتمام بدراسة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والدينية، في الصراع، بينها عدم توقع اندلاع انتفاضة 1987، وعدم فهم سلوك حزب الله بعد تحرير جنوب لبنان في أيار/ مايو 2000.

#قطاع غزة #حزب الله #جيش الاحتلال #طوفان الأقصى #استخبارات الاحتلال