شبكة قدس الإخبارية

الدعم الدبلوماسي للاحتلال.. سياسة تتعمق في كل مرحلة

WhatsApp Image 2024-08-20 at 4.40.29 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: على مدار التاريخ عملت الولايات المتحدة الأمريكية على توفير كافة أشكال الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لكيان الاحتلال بشكلٍ غير محدود، ومنذ دخول مرحلة المفاوضات العربية والفلسطينية مع الاحتلال أو ما يُسمى ب"عملية السلام"، كانت الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأبرز لهذه العملية، وحتى في خضم هذه العملية سعت الإدارة الأمريكية لتحقيق أكبر قدرٍ ممكن من المكاسب لصالح الاحتلال، عن طريق الضغط الكامل على الطرف العربي والفلسطيني، مقابل فرض مساحة واسعة للطرف الإسرائيلي ومطالبه.

تجلى ذلك بوضوح على مدار عدة مراحل من تاريخ التفاوض مع الاحتلال، منذ مؤتمر مدريد عام 1991، مروراً باتفاقيات أوسلو ووادي عربة، ثم قمة كامب ديفيد بين السلطة الفلسطينية والاحتلال عام 2000، إضافة للخطاب الإعلامي للرئاسة الأمريكية عبر الزمن والتي أجمعت على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الاحتلال بشكلٍ دائم.

 

تصريحات رئاسية متتالية بالولاء أمام لجنة أيباك

تُعتبر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) من اللجان الأمريكية للاحتلال، والتي من مهامها توفير الدعم المالي والدبلوماسي الأمريكي للاحتلال، ويقام لها مؤتمر سنوي في الولايات المتحدة الأمريكية، يؤكد بها رؤساء أمريكا بتجديد دعمهم للاحتلال الإسرائيلي.

وفي أحد هذه المؤتمرات أعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عن التزام الولايات المتحدة باستمرار دعم دولة الاحتلال عسكرياً وسياسياً، وصرح كلينتون في خطابه عام 1995 أنه مستمر بدعم جيش الاحتلال بأكثر من 200 طائرة مروحية، مع إبداء سروره "أن التفوق العسكري الإسرائيلي أكبر من أي وقت مضى".

تبعه بذلك جورج بوش الابن الذي أوضح بخطابه أمام الأيباك عام 2004 عندما قال: "إن أمتنا أكثر قوة وأمناً لأن لدينا حليفاً حقيقياً هو إسرائيل"، وإن "أيباك تقوم بعمل مهم في واشنطن وخارجها، وتوجه الانتباه إلى التحديات الأمنية الكبيرة في وقتنا هذا."

إضافة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي لم يختلف في خطابه عن مَن سبقوه من الرؤساء، وكان أوباما قد دعا للمرة الأولى إلى قيام دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 "مع تبادلات يتفق عليها الطرفان"، خلال خطاب له أمام الأيباك عام 2011 وسارع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى رفض الفكرة أثناء لقائه أوباما في البيت الأبيض ، مما دفع الرئيس الأميركي إلى الحديث عن إساءة تفسير لما ورد في تصريحاته، وصولاً إلى تصريحات دونالد ترامب وجو بايدن على مدار السنوات الماضية.

 

التحيز الأمريكي في قمة كامب ديفيد

تجلى التحيز الأمريكي للجانب الإسرائيلي في المفاوضات خلال قمة كامب ديفيد عام 2000 والتي كان من أسباب فشلها تعنت رئيس حكومة الاحتلال آنذاك يهود باراك، بالعديد من القضايا التي كان من المفترض حلها، ثم حملت الحكومة الأمريكية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسؤولية فشلها، وتفجُر انتفاضة الأقصى.

وكانت تلك القمة قد تضمنت ملف الاستيطان في الضفة المحتلة وقطاع غزة، والسيطرة على مدينة القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، حيث استندت المفاوضات على مبدأ "كل شيء أو لا شيء"، في حين تنصلت حكومة الاحتلال بقيادة بارك من وعودها بشأن هذه القضايا، وسعت الإدارة الأمريكية لتجزئتها ومحاولة تقسيمها، وتبرير رفض الاحتلال، في حين قوبل ذلك برفض من قبل ياسر عرفات، وفشلت القمة، تبع ذلك تحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية الفشل، دون النظر إلى الرفض الإسرائيلي، ثم تفجر الأوضاع في انتفاضة الأقصى بعد اقتحام ارائيل شارون للمسجد الأقصى المبارك.

وبعد ذلك صرح الرئيس الأمريكي كلينتون أن اياسر عرفات قد "أضاع فرصة ذهبية عام 2000"، وادعى أن مفاوضات كامب ديفيد تعثرت بسبب مسألة مدينة القدس المحتلة والأماكن المقدسة فيها، فيما زعم بتصريحه أن الاحتلال اعترف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وسبق ذلك الضغط الأمريكي والدولي الذي مورس على منظمة التحرير الفلسطينية، بتغير مبادئها التي تتعلق بتحرير كامل التراب الفلسطيني وتدمير الاحتلال، وقد تم ذلك فعلاً، فيما وقفت الإدارة الأمريكية إلى جانب الاحتلال وسعت لتحقيق كافة مطالبه، دون أن تضغط عليه ليحقق مطالب المنظمة في اتفاقيات الحل النهائي.

 

خطة خارطة الطريق والهيمنة الأمريكية

ثم استُكمل الدعم الدبلوماسي الأمريكي للاحتلال بعد انتفاضة الأقصى في ما يُسمى ب"خطة خارطة الطريق" عام 2003، التي قُدمت بواسطة الرباعية الدولية برعاية أمريكية، وحملت في طياتها تحيزاً واضحاً للاحتلال، في حين طالبت الخطة تنازل منظمة التحرير الفلسطينية عن حق عودة اللاجئين، وتفكيك مجموعات المقاومة، ثم استبدال قيادة السلطة الفلسطينية بما فيهم ياسر عرفات الذي كان يتعرض آنذاك لحصار وعزل سياسي.

ومن مفارقات الخطة، أنها من تقديم الرباعية الدولية المكونة من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ولكن يتولى الإشراف عليها بشكلٍ كلي من قبل أمريكا، إضافةٍ لعدم التطرق إلى قضية القدس المحتلة والمستوطنات.

ويتجدد هذا الدعم الأمريكي في جولات المفاوضات الحالية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، من أجل وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وبرز ذلك في المقترح الأمريكي الذي تم تقديمه مؤخراً، والذي وفر كافة مطالب الاحتلال، دون تحقيق مطالب المقاومة بانسحاب جيش الاحتلال من محوري فيلادلفيا ونتساريم.

فيما برز في كافة الجولات السابقة خلال 11 شهراً من حرب الإبادة على قطاع غزة، التي أعلنت فيها الولايات المتحدة الأمريكية الاصطفاف الكامل إلى جانب الاحتلال، والسعي لإعادة أسراه، دون أدنى ضغط لوقف المجازر ضد الفلسطينيين في القطاع.