شبكة قدس الإخبارية

تقريرعملية تل أبيب والسعي المقاوم الذي لم ينقطع

WhatsApp Image 2024-08-19 at 5.05.32 PM
يزن حاج علي

خاص - شبكة قدس الإخبارية: لم تكن العملية الاستشهادية في تل أبيب يوم أمس العملية الأولى التي استشهد منفذها قبل وصوله إلى هدفه المنشود، بإيقاع خسائر بشرية في صفوف الاحتلال، بل سبقها بذلك الكثير من العمليات المشابهة على مدار سنين الصراع، في إطار محاولات مقاومة الاحتلال وتطوير الوسائل والأسلحة.

استشهد المنفذ يوم أمس بعد انفجار العبوة الناسفة التي كان يحملها في حقيبة على ظهره، تبع ذلك بيان كتائب القسام بإعلان مسؤوليتها عن العملية الاستشهادية بالاشتراك مع سرايا القدس، ما أكد بشكلٍ قطعي أن الشهيد كان في طريقه إلى عملية فدائية داخل تل أبيب وقد انفجرت العبوة قبل وصوله إلى الهدف، فارتقى على الفور.

ويمكن النظر إلى العملية بأنها محاولة من محاولات المقاومة على مدار تاريخها لتنفيذ عمليات من هذا النوع، حتى استشهد وأصيب منفذيها قبل أن يتمكنوا من إتمامها بشكلٍ كلي، أو حتى استشهد بعضهم أثناء عملية التحضير والإعداد، نستعرض في هذا التقرير أبرز هذه المحاولات وحكايات أبطالها.

 

نابلس.. أولى خطوات السعي بعد النكسة

في مساء يوم 27 تشرين أول/نوفمبر 1968، دوى انفجار ضخم في أحد منازل حي القصبة أقدم أحياء مدينة نابلس، وسرعان ما تبين مكان الانفجار في منزلة العائلة النابلسية أبو غزالة، حيث تدمرت أجزاء من المنزل واشتعلت فيه النيران وتناثرت أشلاء بشرية في المكان، تعرف عليها أفراد العائلة فأكدوا أنها تعود لابنتهم شادية.

كانت شادية أبو غزالة أول شهيدةٍ فلسطينية في الضفة الغربية بعد احتلالها عام 1967، وبعد حادثة الانفجار كشف الاحتلال مجموعة عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تضم شادية إلى جانب عدة عناصر، وقد استشهدت أثناء تحضيرها لعبوةٍ ناسفة كان من المخطط زراعتها في تل أبيب.

جاءت هذه الحادثة كفاتحة لمحاولات الفلسطينيين داخل الضفة المحتلة وقطاع غزة، تطوير وسائل المقاومة ضد الاحتلال، وكانت المواد المتفجرة إحدى هذه الوسائل، والتي تم السعي لتصنيعها واستخدامها، حتى تراكمت خبرات تصنيعها عبر الزمن.

وشهدت هذه المحاولات استشهاد وإصابة القائمين عليها أثناء الإعداد، أو أثناء تنفيذ العمليات، ولم يقتصر الأمر على الفلسطينيين فحسب، بل شملت مقاومين عرب، كالمقاتل في حزب الله حسين مقداد الذي دخل فلسطين المحتلة متنكراً بشخصية سائح أجنبي عام 1996، مُكلفاً بمهمة عسكرية من الشهيد عماد مغنية أحد قادة الحزب.

وكانت مهمة مقداد استهداف مجموعة من ضباط جيش الاحتلال وقادته بعملية تفجيرية، غير ان القنبلة التي بحوزته قد انفجرت به أثناء مكوثه في أحد فنادق فلسطين المحتلة، وقد أصيب بجراح خطيرة، فقد بها أطرافه وعينيه، حتى تحرر في صفقة تبادل بعد عامين.

 

الاستمرار في السعي المقاوم

خلال الانتفاضة الأولى وسنوات التسعينات، شهدت الضفة المحتلة وقطاع غزة عشرات التجارب المشابهة، وقد وقعت حوادث عرضية أدت لإصابة المقاومين وبتر أطرافهم وحتى استشهادهم، وإحدى هذه الحوادث عام 1997 واستشهد فيها المقاوم موسى غنيمات أحد عناصر خلية صوريف القسامية، أثناء زراعته عبوة ناسفة في مقهى بمدينة القدس المحتلة، وكان من المفترض أن يزرع العبوة وينسحب، غير أن خللاً تقنياً أدى لانفجارها ما أدى لاستشهاده ومقتل 3 مستوطنات وإصابة العشرات من رواد المقهى.

وفي مطلع عام 2000 وقع انفجار عرضي أثناء زراعة قيام مجموعة من كتائب القسام بزراعة عبوة ناسفة قرب مستوطنة أرائيل شمال الضفة المحتلة، حيث استشهد المقاوم نبيل خاطر متأثراً بجراحه، وأصيب بعض أفراد المجموعة بجروح.

 

انتفاضة الأقصى وأبرز المحاولات

مع اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر 2000، سارعت فصائل المقاومة لامتلاك المزيد من السلاح وتطوير المواد المتفجرة المستخدمة في صناعة الأحزمة والعبوات الناسفة، وبعد انطلاق الانتفاضة بشهور استشهد القائد في كتائب القسام عوض سلمي، أثناء زراعته لعبوة ناسفة في طريق آليات الاحتلال شرق قطاع غزة.

ومن الحالات الشبيهة ارتقاء الشهيد سعد غزال من مقاومين كتائب الأقصى والشهيدين سعيد قطب وسعد زامل من كتائب القسام، أثناء زراعتهم لعبوة ناسفة على أطراف مدينة نابلس عام 2004، إضافة للشهيد إيهاب أبو صالحة أحد قادة كتائب شهداء الأقصى والذي استشهد بانفجارٍ عرضي أثناء تحضيره لمواد متفجرة عام 2007، كما ويُذكر إصابة الشهيد أحمد سناقرة أثناء إلقاءه قنبلة على جنود الاحتلال ما تسبب ببتر أصابعه.

ومنذ 2021 تعيش الضفة المحتلة محاولات التصنيع العسكري، وقد نجحت بذلك على الرغم من إصابة القائمين عليها بجروح بالغة، كان منهم الشهيد تامر نشرتي من مخيم جنين حيث استشهد متأثراً بجراحه التي أصيب بها بسبب انفجار عرضي وقع معه أثناء التصنيع.

تُعتبر هذه الحالات التي ذُكرت جزءاً من مئات المحاولات التي بقيت طي الكتمان في مسيرة العمل المقاوم داخل فلسطين المحتلة، إلى جانب عشرات الحالات الشبيهة التي وقعت مع فصائل المقاومة في قطاع غزة، فيما ينظر الشباب الثائر إلى هذه التجارب كمنارةٍ يُهتدى بها لاستكمال مسيرة قتال الاحتلال، والسعي رغم العقبات.

#فلسطين #قطاع غزة #الضفة المحتلة #النكسة #عملية تل أبيب