غزة - قدس الإخبارية: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق عدة بالقطاع الفلسطيني المحاصر مخلفا عشرات الشهداء وجرحى، مع استمرار حرب الإبادة لليوم الـ317 .
وقالت وزارة وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرتين، وصل منهما إلى المستشفيات 25 شهيدا و72 مصابا خلال 24 ساعة.
وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 40 ألفا و99 شهيدا و92 ألفا و609 مصابين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وارتقى 5 شهداء وأكثر من 15 جريحاً بقصف الاحتلال منزلاً لعائلة "الصعيدي" في بلوك "C" بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والأرقام مرشحة للازدياد.
وأصيب عدد من الفلسطينيين إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي عيادة طبية خاصة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، أن شهيدين ارتقيا في قصف اسرائيلي استهدف منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح.
واستشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين إثر قصف مدفعي إسرائيلي على منزل شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي منطقة العقاد في السطر الغربي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، خلف شهيدا وعددا من المصابين.
تقليص "أماكن النزوح"
قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، إن 11 بالمئة فقط من غزة يمكن اعتبارها "منطقة إنسانية"، بعد أحدث أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت الأونروا، في منشور على منصة "إكس": "لا تزال آلاف العائلات نازحة في غزة مع إصدار السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة.
وتقلصت المنطقة الإنسانية المزعومة إلى 11 بالمئة فقط من قطاع غزة، ما تسبب في حالة من الفوضى والخوف بين النازحين"، وتابعت: "ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه. وقف إطلاق النار الآن".
وتأثر أكثر من 120 موقعا للنزوح تستضيف ما يقدر بنحو 170 ألف شخص، وفقا لمكتب أوتشا.
وخلال شهر آب/ أغسطس فقط، أصدر جيش الاحتلال عشرة أوامر إخلاء حتى الآن، أثرت على عشرات الآلاف من الناس في خانيونس، وبدرجة أقل في شمال غزة، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. مشيرا إلى أن النقص المستمر في إمدادات المأوى - بما فيها الخيام ولوازم النظافة، مثل عبوات المياه والشامبو، والوصول المحدود إلى الخدمات الأساسية في مواقع الوصول - يفاقم الظروف التي تواجه الأسر النازحة، ما يجعلها أكثر عرضة للخطر في حين تكافح من أجل تلبية احتياجاتها الأساسية.
جثث متبخرة
أكدت المديرية العامة للدفاع المدني الفلسطيني أن آخر المعطيات الرقمية تظهر حجم تعاظم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل استمرار حرب الإبادة للشهر 11 على التوالي.
وكشف المديرية في مؤتمر صحفي الأحد، وجود 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وقرابة 1760 شهيدا تبخرت جثامينهم لم يعد لهم أي أثر؛ بفعل استخدام الاحتلال أسلحة محرمة تتسبب بتبخر الجثامين.
وجاء مؤتمر الدفاع المدني في غزة، تزامنا في يوم العمل الإنساني؛ للوقوف فيه على آخر مستجدات الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وتحديات العمل الإنساني في ظل الهجمات الإسرائيلية الفاشية، والمخالفة جميع الأعراف الدولية.
وأشارت إلى أن 8240 فلسطينيًا تم إخفائهم قسرا وعدم وجود أي معلومات عن مصيرهم حتى الآن، مضيفة أن هناك 2210 جثمانا تم اختفائهم من مقابر متفرقة في قطاع غزة، وجثامين شهداء تم فقدانهم من المناطق التي يهددها الاحتلال الإسرائيلي.
واستطاعت طواقم الدفاع المدني على مدار حرب الإبادة الجماعية انتشال 35 ألف و580 شهيدا من بين 40 ألف شهيد ممن وصلوا إلى المستشفيات.
وأعاق الاحتلال انتشال 14420 شهيدا، وانتشل الفلسطينيون من هؤلاء الشهداء 4420، وبقي 10 آلاف تحت الأنقاض، كما ونقلت طواقم الإسعاف التابعة للدفاع المدني 8973 شهيداً.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني 82 ألف و800 جريح ومصاب من أصل أكثر 92 ألف مصاب، فيما نقلت طواقم الإسعاف التابعة للدفاع المدني 21 ألف و240 مصاباً، مشيرة إلى إعاقة الاحتلال انتشال 7552 مصاباً من مناطق متفرقة بقطاع غزة.
وحول إجلاء الفلسطينيين، تمكنت طواقم الدفاع المدني من إجلاء 25 ألف و430 عائلة من مناطق خطرة على مستوى قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني “إن إلقاء الاحتلال لقرابة 85 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة تسببت في تدمير ما يزيد عن 80% من البنية الحضرية، و90% من البنية التحتية، منها 17 بالمئة أسلحة لم تنفجر، وتعتبر مخلفات خطيرة تهدد الحياة”.
وبشأن مخلفات الحرب، أفاد الدفاع المدني باستشهاد ما يزيد عن 90 طفلاً؛ نتيجة العبث بمخلفات الاحتلال التي تشبه معلبات الطعام.
وحول مزاعم الاحتلال بشأن “المنطقة الآمنة”، أشار الدفاع المدني إلى أن الاحتلال يحصر الفلسطينيين في منطقة يزعم أنها “إنسانية وآمنة، وهي تعادل 10.5% فقط من مساحة قطاع غزة.
ونبه على أن الاحتلال ارتكب 21 مجزرة بالمناطق التي ادعى أنها “إنسانية”، ووجه الفلسطينيين عليها، مما تسبب في تسجيل 347 شهيداً و766 مصاباً بتلك المناطق.
واستشهد 82 شهيدا من ضباط الدفاع المدني بقطاع غزة، وأصيب أكثر من 270 مصاباً، بينهم ضباط أصيبوا أكثر من مرة ثم عادوا للعمل مرة أخرى.
وأكد الدفاع المدني أن 40 بالمئة من طواقمه تعرضت للخطر الجسدي، وكلهم تعرضوا للأذى النفسي وفقدان أحد أقاربهم من الدرجة الأولى والثانية أو فقدوا بيوتهم.
وتعرضت مقرات الدفاع المدني للتدمير الكلي، والقصف المباشر، والتجريف، والضرر الجزئي بشكل يخالف ملحق اتفاقيات جنيف الخاص بحماية أجهزة الدفاع المدني.
المستشفيات مهددة بالتوقف
بدوره، قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة للجزيرة إن المستشفى سيتوقف عن العمل خلال 24 ساعة بسبب نفاد الوقود وعدم توفر المستلزمات الطبية.
من جهته، أكد صهيب الهمص مدير المستشفى الكويتي في رفح جنوب القطاع أن المستشفى يعاني نقصا حادا في الأطباء والأدوية والوقود، وأنه أوقف العمليات الجراحية لنقص الوسائل والأدوية.
وأضاف الهمص "نشهد انهيارا للمنظومة الصحية وعجزا عن التكفل بالمرضى وحالات الإصابة المتزايدة جراء القصف الإسرائيلي".
فيما حذرالهلال الأحمر الفلسطيني من أن "نقص إمدادات الوقود في محافظتي غزة وشمال غزة يهدد بتوقف خدمات الإسعاف والإغاثة الصحية".