خاص - شبكة قدس الإخبارية: ليلة أمس الجمعة، وفي ظل تواصل مباحثات التهدئة في المنطقة، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على مصنع للحجارة الأسمنتية في بلدة النبطية جنوب لبنان، وقد أودت المحزرة بحياة 10 شهداء منهم عائلة سورية.
في ذات الوقت شنت طائرات الاحتلال غارة أخرى على "بركس" يأوي عائلة فلسطينية نازحة في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد عائلة فلسطينية من 15 فرداً بينهم أطفال إضافة لسلسلة غارات على قطاع غزة أوقعت عشرات الشهداء، تأتي هذه المجازر على وقع جولة التفاهمات المنعقدة حالياً لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة.
ومنذ الأيام الأخيرة في الأسبوع الماضي، عُقدت جولة تفاهمات بين المقاومة والاحتلال عن طريق الوسطاء، وقد أُعلن إعلامياً عن تقدم الجولة منذ يوم الخميس الماضي، فيما أكد بيان الوسطاء إنه سيتم مواصلة العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ تحقيق التهدئة ووقف الحرب، ولكن في الواقع، استمر الاحتلال بارتكاب المجازر.
"ضغط عسكري" يتجسد بالمجازر
حول هذه الأحداث قال المحلل والباحث ساري عرابي، إن هذه المجازر تأتي في سياق ما يُسمى ب"الضغط العسكري" وهو المجازر التي ترتكب ضد المدنيين من أجل إجبار المقاومة على القبول بمقترح التفاهمات الحالي في مدينة الدوحة، والضغط على حزب الله، مع وجود الضوء الأخضر الأمريكي التي أطلق يد الاحتلال لارتكاب المجازر في جنوب لبنان.
وأضاف عرابي أن الاحتلال يرتكب هذه المجازر في ظل سكوت عربي دولي وغياب الحماية الدولية للفلسطينيين واللبنانيين، خاصة مع وجود اتفاق أمريكي – إسرائيلي لتنفيذ هذه المجازر، وفي الواقع الاحتلال الإسرائيلي هو من يرتكب المجازر ضد المدنيين دائماً، في حين تستهدف المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال المتوغل في قطاع غزة، فيما يستهدف حزب الله مواقع عسكرية إسرائيلية، بينما العالم لا يرى هذه الحقيقة ويدعم الاحتلال بقتل المدنيين.
ما بين التهدئة والردع
ويصف الكاتب والمحلل الساسي محمد القيق إن هذه المجازر يحاول الاحتلال من خلالها فرض الردع وتحقيق معادلة الانتقام من جهة، وفي المفاوضات يحاول استرداد رهائنه وهو ما يسعى له الاحتلال، في حين تُرتكب المجازر على الأرض وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتبريدها إعلامياً من خلال الإعلانات المُضللة عن اقتراب الوصول إلى حل، أما الاحتلال فيرى أن هذه المجازر هي الوسيلة الأبرز لتحقيق ضغط عسكري على قوى المقاومة.
وأضاف القيق أن هذه المجازر تُرتكب بالأسلحة الأمريكية التي تصل لجيش الاحتلال حديثاً، مع رغبة إسرائيلية حقيقية لإحداث حرب إقليمية، في حين اتباع حزب الله أسلوب تكتيكي في الرد، يمنع وقوع حرب شاملة، مع إبقاء الجبهة الشمالية كجبهة إسناد.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم السبت، ارتفاع عدد شهداء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 40 ألفاً و74 فلسطينياً، منذ السابع من أكتوبر 2023 الماضي، فيما وصل عدد الجرحى إلى 92537 فلسطينياً، أما في جنوب لبنان فقد بلغ عدد الشهداء منذ بداية الحرب إلى اكثر من 400 شهيد لبناني منذ بداية الحرب.