خاص - شبكة قدس الإخبارية: منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين أول/أكتوبر 2023، عُقدت عدة جولات تفاهمات من أجل وقف إطلاق النار، ضمن جهود دولية، فكان مصيرها الفشل، وفي كل فشلٍ كان تعنت حكومة الاحتلال ومحاولة الإلتفاف على البنود أسباباً للفشل، فيما تأتي الجولة الحالية فش شهر آب/أغسطس الجاري كجولة إضافية.
كانت أولى جولات التفاهمات في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2023 وقد تمخض عنها هدنة إنسانية في قطاع غزة، شملت صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، حيث أطلقت المقاومة سراح 50 أسير من أسرى الاحتلال مقابل 150 أسير وأسيرة من الفلسطينيين، ووقف إطلاق نار في قطاع غزة لمدة 4 أيام مع إدخال مساعدات إنسانية، وبقيت هذه الجولة الأولى التي تحققت فيما ذهبت باقي الجولات إلى طريق مسدود.
في شهر آذار/مارس وقُبيل شهر رمضان المبارك عُقدت جولة تفاهمات غير مباشرة بين الاحتلال وحركة حماس وبرعاية مصرية وقطرية، من أجل التوصل إلى هدنة قبل دخول شهر رمضان المبارك، وقد أمضت الولايات المتحدة الأمريكية وقطر ومصر أسابيع في مسعى وساطة للتوصل لاتفاق تطلق حماس بموجبه سراح نحو أربعين أسير من أسرى العدو لديها، مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهر، والإفراج عن عدد من السجناء الفلسطينيين وتدفق المساعدات لمعالجة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وكانت حماس رفضت إطلاق سراح جميع أسرى الاحتلال الذين تحتجزهم، وتسليم رفات نحو ثلاثين آخرين، بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي وقف الغارات على قطاع غزة والانسحاب منه، ورفضه إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.
خلال شهر نيسان/أبريل الماضي، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مقترحاً لوقف إطلاق النار وقد تم تقديم المقترح من قبل الوسيطين القطري والمصري لحركة حماس، وقد نص المقترح على عقد صفقة تبادل للأسرى وهدنة مدتها 6 أسابيع، ثم تفاصيل عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وقد أُفشل المقترح بسبب تعنت الاحتلال بإبقاء نقاط تفتيش لجيشه تتحكم بعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال وهذا مار رفضته الحركة.
لم يمضِ شهر على فشل جولة نيسان، حتى عادت الوساطات الدولية بمقترح جديد في شهر أيار/ مايو الماضي، وقد وافقت حماس عليه بشكلٍ مبدئي، وقد تضمن المقترح وقف لإطلاق النار وعقد صفقة تبادل شاملة، وانسحاب جيش الاحتلال من كافة مناطق قطاع غزة، وعودة النازحين، وبعد موافقة حماس على مقترح، جرى تنصل إسرائيلي حول بعض البنود وتلاعب الاحتلال بتفاصيل الاتفاق وهو ما رفضته حماس فأُفشلت الجولة.
وخلال شهر حزيران/يونيو الماضي قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن مقترحاً لوقف النار والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن أسرى الاحتلال في قطاع غزة، وقد أشارت الخارجية الأميركية في حينها إلى أن المقترح جرى تطويره بالتشاور مع قطر ومصر، فيمخا رفض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المقترح الأمريكي ووصفه بالغير دقيق، ورفض وقف حرب الإبادة على قطاع غزة وهو ما دعى له المقترح، وردت فصائل المقاومة الفلسطينية باتهام الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي بعدم الرغبة حقاً في إنهاء الحرب، والسعي عبر المفاوضات إلى كسب الوقت، على أمل أن يحقق نتنياهو أهدافه عبر القتال.
أما في شهر تموز/ يوليو الماضي فقد تم تقديم ذات المقترح بشكلٍ تقريبي دون جدوى، وسط رفض جيش الاحتلال الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا وهو ما طالبت به المقاومة.
وقد تم تقديم مقترح جديد يوم أمس 14 آب/أغسطس وأكدت حركة حماس أنها ستقوم بقراءة المقترح، فيما أكد القيادي بالحركة محمود مرداوي أن حماس لن تشارك بالتفاوض من أجل التفاوض فقط بل من أجل الشعب الفلسطيني الذي سيحدد اليوم التالي للحرب، وأضاف أن المقترح الجديد وافقت عليه الأمم المتحدة.