متابعة خاصة - قدس الإخبارية: قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، سهيل الهندي، إن الحركة تطالب بالتزام واضح من قبل الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في الثاني من الشهر الماضي وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات.
وأضاف الهندي، في تصريح لـ"شبكة قدس": إذا حصل ذلك فالحركة جاهزة للدخول في آليات تنفيذ الاتفاق، ولن تكون جزءا من المفاوضات القادمة المزمع عقدها غدا الخميس سواء في القاهرة أو الدوحة.
ويأتي ذلك، بعدما ذكر موقع أكسيوس الأمريكي أن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز يغادر إلى الدوحة اليوم، للمشاركة في اجتماع رباعي غدا في الدوحة مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ورئيسي الموساد والمخابرات المصرية.
وكانت القناة القناة ١٣ العبرية قالت إن نتنياهو قرر ارسال وفد كامل لمحادثات قطر غداً يضم كلاً من رئيس الشاباك ورئيس الموساد ومسؤول ملف الأسرى، بعدما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن عائلات مجندات أسيرات أنهم وصلتهم معلومات تقول إن رئيس الموساد ديفيد برنيع وحده من سيتوجه لمحادثات الدوحة، ورأت العائلات أن عدم إرسال الوفد الإسرائيلي كاملا يعني التخلي عن الأسرى.
كيف نقرأ موقف حماس؟
بالنسبة للكاتب والباحث الاستراتيجي أحمد الطناني، فإن قرار حركة حماس يأتي كتعبير أولًا عن أن الحركة لن تبقي تكتيكاتها التفاوضية على حالها بعد جرائم الاحتلال وخصوصًا عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس واستمرار المجازر في قطاع غزة.
وبالتالي فإن الحركة، وفق الطناني، تقطع الطريق أمام التكرار المستمر لنتنياهو لعملية "شراء الوقت" عبر الذهاب لجولات تفاوضية تلو الجولات التفاوضية، ومن ثم العبء كالعادة في تفويض الوفد وإضافة اشتراطات جديدة، بعد أن يكون قد ضمن تخفيف الضغط الدولي والحراك الداخلي الضاغط.
ويقرا الطناني، في حديثه لـ "شبكة قدس"، أن الحركة قررت أن لا تنجر إلى ذات الدائرة مرة أخرى معتبرة أن ما قدمت الموافقة عليه والقبول بالمحددات التي رسمها الرئيس الأمريكي بايدن في خطابه الأخير هي أقصى ما يمكن تقديمه وأن لا قيمة لأي جولات تفاوضية جديدة.
إفراغ رد محور المقاومة من مضمونه
على جانب آخر، فإن المقاومة الفلسطيني تعي تمامًا أن الهدف الرئيسي من هذه الجولة التفاوضية على نحو التحديد هو محاولة تجنب دخول المنطقة في موجه تصعيد إقليمي قد يطور الأمور لحرب إقليمية يسعى الجميع إلى تجنبها، بحسب الطناني، الذي يضيف أن المقاومة ترى في الجولة التفاوضية الحالية مناورة لتلافي وإفراغ الرد المفترض من محور المقاومة على الاغتيالات الأخيرة في بيروت وطهران، عبر التصوير وكأن اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة بات قوسين أو أدنى.
ويشيرالكاتب والباحث الاستراتيجي إلى أن المقاومة أرسلت رسالتها من مقاطعة المفاوضات وأيضًا من الصاروخين الذين تم إطلاقهما على تل أبيب بالأمس، أن المقاومة الفلسطينية ترى أن الأولوية هي الرد على جرائم هذا الاحتلال والإرتقاء إلى مستوى المواجهة الذي رفعه بجرائم الاغتيال واستمرار المجازر في قطاع غزة عبر رد واضح وصريح ومباشر من محور المقاومة، وعدم السماح باستخدام الجولة التفاوضية الجديدة كمادة لافراغ هذا الرد من مضمونه أو خفض سقفه ومستواه.