شبكة قدس الإخبارية

تحقيق يكشف: هكذا يستخدم جيش الاحتلال المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية في قطاع غزة

photo_2024-08-13_19-32-29

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة دروعا بشرية بعلم كبار الضباط ويضعهم في مقدمة قواته لتفتيش المباني والأنفاق.

ويقول تحقيق الصحيفة العبرية، الذي استند لشهادات من جنود ومسؤولين في جيش الاحتلال، أن الجيش قد استخدم مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية، حيث يتم نقل هؤلاء الفلسطينيين المدنيين إلى مواقع عسكرية لجيش الاحتلال، ويتم احتجازهم مثل المعتقلين، ثم يُرسلون لتفتيش الأنفاق والمباني قبل دخول قوات الاحتلال.

وأضافت الصحيفة، أن استخدام المدنيين دروعا بشرية في غزة، يأتي من مبدأ "يُقال للجنود إن الأفضل أن يتم التضحية بالفلسطينيين والدفع بهم نحو الانفجارات المحتملة، بدلاً من الجنود". 

وغالبا ما يستخدم جيش الاحتلال المدنيين في عمر العشرينيات، ويحيط بهم جنود من مختلف الرتب، لكن، في الحقيقة، يكونون عُرضة للخطر، يرتدون ملابس عادية وأحذية في الغالب رياضية، وظيفتهم هي أن يكونوا دروعًا بشرية للجنود في عملياتهم، وقد صرح العديد من الجنود بأن "حياتنا أهم من حياتهم".

هذا الوصف وفق الصحيفة، يتطابق مع سلسلة شهادات حصلت عليها "هآرتس" من جنود ومسؤولين، حيث تُظهر الصورة العامة أن هذه الممارسة كانت متبعة في الأشهر الأخيرة في جميع أنحاء قطاع غزة، وبمعرفة كبار الضباط، بما في ذلك مكتب رئيس الأركان.

والممارسات التي توصف بالخصوص تتكرر بانتظام؛ حيث يحدد  الفلسطينيين "المناسبين" للمهام، ويجلبونهم إلى الألوية والكتائب الميدانية، وقد تم توثيق ذلك أيضاً في مقطع فيديو نشر على شبكة الجزيرة في وقت سابق، حيث يظهر جنودا إسرائيليين وهم يلبسون المعتقلين الفلسطينيين الزي الرسمي ويستخدمونهم لتفتيش المنازل والأنفاق، في حين تكون أيديهم مكبلة.

ويقول أحد الجنود للصحيفة: "عندما رأيت تقرير الجزيرة، قلت: أوه، نعم، هذا صحيح"، وقد تم التوضيح للمسؤولين أن هذا الوضع كان معروفاً، أما جيش الاحتلال الإسرائيلي فينكر أي مخالفة رغم توثيق عدد منها.

وتشير الصحيفة العبرية، أن هذه الممارسات كانت أيضاً سائدة في عملية "الجدار الوقائي" عام 2002، وأعلنت المحكمة العليا لدى الاحتلال في عام 2005 أن هذا الإجراء مخالف للقانون الدولي، ورغم ذلك، يبدو أن هذه الممارسة قد عادت في الآونة الأخيرة، دون حديث جيش الاحتلال عنها بشكل رسمي.

وتؤكد المصادر العسكرية للصحيفة، أن بين كبار المسؤولين الذين يعرفون بهذه الممارسات هو رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ويفيد جندي تحدث للصحيفة، بأن هذه الممارسات لم تبدأ مؤخراً، بل كانت موجودة منذ فترة طويلة، مع مزاعم بأن التعليمات كانت تستهدف استخدام المدنيين كدروع بشرية تحت ذرائع مختلفة.