خاص - شبكة قدس الإخبارية: تُعتبر الأغوار الفلسطينية، الهدف الاستيطاني الأكبر لحكومات الاحتلال المتعاقبة، منذ إتمام احتلال الضفة الغربية عام 1967، وسعى الاحتلال للسيطرة عليها في إطار مخططات استيطانية وقرارات سياسية كمخطط الضم، وصفقة القرن عام 2020.
وتمتد الأغوار الفلسطينية على طول الحدود الشرقية للضفة الغربية من قرية عين جدي في الجنوب قرب البحر الميت، حتى منطقة عين البيضا ملامسة منطقة بيسان المحتلة في الشمال، بمسافة تقدر بـ120 كم وبعرض يتراوح ما بين 5–20 كم حسب اقتراب أو بعد السلاسل الجبلية من نهر الأردن، وبذلك تشكل الأغوار الفلسطينية 28% من مساحة الضفة الغربية، بمساحة تقدر بنحو 1600 كيلو متر مربع، ويعيش فيها قرابة 70 ألف فلسطيني.
ظهرت أولى البؤر الاستيطانية الرعوية عام 2016 في منطقة الحمة بالأغوار الشمالية، وتلتها خلال السنوات اللاحقة عدة بؤر، وتظهر البؤر الرعوية ليس فقط في مناطق الأغوار وإنما أيضا في المناطق المطلة عليها وهي المناطق المعروفة باسم "شفا الغور".
وخلال السنوات الماضية شهدت الأغوار إقامة 13 بؤرة استيطانية رعوية في كافة المناطق، وفي المناطق المطلة على الأغوار، حيث يستولي المستوطنون من خلالها على آلاف الدونمات من المراعي، ويمنعون الفلسطينيين من الاقتراب منها.
عمليات المقاومة في وجه الاستيطان
منذ تصاعد وتيرة المقاومة المسحلة في الضفة الغربية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان الاستيطان أحد أبرز أهداف المقاومة، بل يمكن القول أن أساس المواجهة في الضفة الغربية هي مواجهة الاستيطان على الأرض، لما يشكله من معاناة كبرى لفلسطينيين، وحرب وجود حقيقية.
وضمن ذلك، أصبح التوسع الاستيطاني في الأغوار ضمن دائرة نيران المقاومة، والذي شهد عمليات إطلاق نارٍ نوعية نفذتها خلايا المقاومة، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال ومستوطنيه.
كانت أولى عمليات إطلاق النار التي وقعت في الأغوار يوم 4 أيلول/سبتمبر 2022، عندما نفذ الأسير ماهر تركمان وابنه الشهيد محمد وابن شقيقه بتنفيذ عملية إطلاق نار على حافلة للمستوطنين، ومحاولة إحراقها، ما أدى لإصابة 7 مستوطنين بجروحٍ متفاوتة.
الثأر للمسجد الأقصى في قلب الأغوار
في إحدى ليالي الاعتكاف الرمضانية عام 2023، اقتحمت شرطة الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، وقامت بالاعتداء بالضرب على المصلين والمرابطات، مع اعتقال عشرات الفلسطينيين من ساحته بعد التنكيل بهم.
لم تمضي ساعات على الاعتداء، حتى كان الثأر للمسجد الأقصى والمرابطين فيه قد تم داخل الأغوار الفلسطينية، عندما نفذ الشهيدان معاذ المصري وحسن قطناني عملية إطلاق نارٍ أدت لمقتل 3 مستوطنات على الفور، وكان ذلك في 7 نيسان/أبريل 2023.
جاءت العملية كثأر للجرائم الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وتحدياً للتمدد الاستيطاني في الأغوار، ثم تبعها عدة عمليات إطلاق نار، كان أبرزها عملية إطلاق نار في 28 آذار/مارس الماضي، وقد استهدفت حافلة للمستوطنين على خط 90 وأدت لإصابة 3 مستوطنين بجراحٍ خطيرة.
وخلال الأيام الماضية، شهدت مستوطنة "بكعوت" في الأغوار 3 عمليات إطلاق نار استهدفت منازل المستوطنين فيها خلال الأسبوع الماضي، أما عملية اليوم الأحد فقد تمكن مقاومون من إطلاق نارٍ على سيارة للمستوطنين قرب مستوطنة "روتم" في الأغوار ما أدى لمقتل جندي في السيارة، فيما نُفذت عملية إطلاق نارٍ أخرى استهدفت سيارة على مفترق مستوطنة "ميحولا" أصيب بها مستوطن بجراح وصفت بالمتوسطة.
وفي أعقاب العملية شرع جيش الاحتلال في اقتحام قرى الأغوار والتجمعات البدوية في إطار البحث عن منفذ العملية، وأغلق جيش الاحتلال شارع 90، وعلى الرغم من التحصين الأمني الشديد للمنطقة التي نُفذت بها العلمية، استطاع المنفذون إطلاق النار مرتين ثم الانسحاب من المنطقة دون تمكن جيش الاحتلال من اعتراضهم، فيما تأتي العملية في إطار الصراع مع الاستيطان في الضفة الغربية.