شبكة قدس الإخبارية

ثلاثة أوتار

thumbs_b_c_85aca17c4eb7f67476ba9384e187beb8
محمد القيق

 

تسعى أمريكا "وإسرائيل" وغلمانهم في المنطقة لتطبيق متسارع لمسارات ثلاثة تهدف في المحصلة لعزل الساحات وتخدير العالم وردع متعدد الرسائل من خلال:

* إعلانات أمريكية تضليلية يشارك فيها غلمانهم وإعلامهم بأن صفقة باتت قريبة والمفاوضات في نهايتها، وهمٌ ينشرونه لتخدير المجتمع الدولي الذي يطالب بوقف عدوان غزة إذا أرادت أمريكا و"إسرائيل" تخفيض التصعيد الإقليمي، وهذا عمليا غير وارد في أجندتهم، ويحاولون تغليف موقفهم بكذب إعلامي.

* ⁠ضغط عسكري كبير يزداد بمجازر وتشريد وتخويف، وهذا سيكون في غزة وسيطوره نتنياهو لأجزاء من الضفة وجنوب لبنان وجغرافيا أخرى ليعزز نظريته ضد الحاضنة الشعبية والمقاومة؛ أن الضغط العسكري هو الذي سيخضع السنوار.

* ⁠حرب معنوية وإعلامية ونفسية تزيد وتيرتها، وأبطالها غلمان أمريكا وهم إعلاميون وقنوات ومواقع وكتّاب ومؤثرون "مجندو المخابرات" لتسفيه جبهات المقاومة وتشتيت الجهود وجعلها جدلية والتخويف من التمدد الشيعي؛ لتبقى الشعوب مطيعة لحكامها المأمورين أمريكياً، وكذلك تصوير "إسرائيل" أنها رادع قوي ويدها طويلة، وأن غزة بحاجة للطعام ولو على ظهر دبابة "دموع التماسيح".

ثلاثة أوتار ستكون سلاح أمريكا وغلمانها لتفريغ طوفان الأقصى من مضمونه السياسي، وجعله لعنةً على كل ثائر مظلوم ينشد حقه، وعبرة للعالم، وتعزيزا للتحالف الإبراهيمي "الناتو العربي".

بينما المقاومة تزداد رقعة ردعها وجغرافيا سيطرتها وقصفها، وتوقيتها يشتد دقة في تحقيق معادلة ردع وتراكم استراتيجية تحرير يدرك الإسرائيلي أنها أقوى بكثير بعد شهور قتال كان عنوانها سحق المقاومة وتقليم أظافرها في إطار "السيوف الحديدية" التي فشلت في وقف الطوفان، بل كثير من هذه السيوف كُسرت؛ لعل أبرزها الرواية والسياسة والعلاقة الدولية والردع الدبلوماسي والحصانة القانونية، وليس أقلها تلك التي كسرتها صلابة رمال غزة.

المقاومة وجبهاتها تسجل تطورا ومرحلة جديدة تأثيرها سيكون عميقا وواضحا في قادم المحطات في هذا الطوفان.

محاولة اجتماع روما الخبيث اللعب بتوقيت المقاومة باءت بالفشل.