شبكة قدس الإخبارية

ماذا وراء اختيار السنوار رئيسا لحركة حماس؟

photo_2024-08-07_10-50-40

فلسطين المحتلة - متابعة شبكة قُدس: أثار إعلان حركة حماس، عن اختيار يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا للشهيد إسماعيل هنية تفاعلات واسعة محليا ودوليا، والتي اعتبرت أن اختيار السنوار، ينبئ بصعوبة "المهمة" الإسرائيلية القادمة في مواجهة حماس وقائدها الجديد.

والسنوار الذي قضى 22 عاما من حياته في سجون الاحتلال؛ تعرض للتعذيب الشديد والتحقيق الطويل ما مكنه من فهم العقلية العسكرية الإسرائيلية، حيث من المتوقع مع تسلمه منصب رئيس المكتب السياسي، أن تصبح حركته أكثر صرامة، دون أن يغير من استراتيجية الحركة أو من مواقفها من القضايا الأساسية.

ويعتبر مختصون، أن اغتيال هنية كان يهدف إلى الحصول على تنازلات من قبل الحركة فيما يتعلق بإدارة المفاوضات التي كانت تجري فلسطينيا تحت إشراف هنية، ولكن أصبحت هذه المفاوضات تدار تحت إشراف السنوار الذي يعتبر مهندس عملية طوفان الأقصى، التي مرغ خلالها أنف قادة الاحتلال وصورة الاحتلال العسكرية والأمنية أمام العالم.

ويؤكد اختيار الحركة للسنوار رئيسا لها، أولا على أن السنوار على قيد الحياة بعد مساع إسرائيلية مستميتة وكثيرة لاغتياله.

كما ويشير إلى إبراز دعم الحركة الكامل له منذ السابع من أكتوبر، وكذلك التأكيد على تماسك الحركة وتوحدها خلف "القائد العسكري"، بالإضافة إلى التأكيد على خيار التصدي للعدوان الإسرائيلي وعدم إبداء أي مرونة في التوجه للتفاوض بعد اغتيال رئيس الحركة السابق، وكذلك يؤكد أن حماس تدار من قبل مؤسسات، وأثبت اختيار السنوار أنها حركة شورية تمارس الديمقراطية في كل مستوياتها القيادية.

ويتضح أن حماس أردت أن توجه رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي بأنها اختارت السنوار الذي يعدّ من أكثر قياداتها خبرة وإلماما وحديّة بالتعامل مع الاحتلال ومن المؤسسين لأجهزة حماس الأمنية، وبأن "إسرائيل" بكامل أجهزتها فشلت في خلق فوضى داخل الحركة بعد اغتيال هنية.

ووجهت الحركة بخيارها، رسالة إلى الاحتلال وحلفائه بأن حركة ‏حماس موحدة في قرارها، وصلبة في مبادئها، وثابتة في خياراتها خاصة ما يتعلق بطريق المقاومة والجهاد. ومن المتوقع أن يكون لاختيار السنوار رئيسا لحماس تأثير على مستقبل الحركة والمقاومة.

واعتبر مراقبون، أن اختيار السنوار، يؤكد أن اغتيال القادة والمسؤولين في المقاومة لم يحقق أهدافه على الإطلاق، فدائما ما كان يخرج قادة جدد بصلابة توازي أو تتجاوز من سبقوهم من القادة، وتنتقل الراية من يد إلى يد دون أن تسقط ودون أن تؤثر على فكرة ومسار المقاومة.

وخلال معركة طوفان الأقصى، كان السنوار محور كثير من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، الذين أقروا أنه يعرف "إسرائيل" أكثر مما تعرفه، وبات يحمل رمزية كبيرة في الوعي الإسرائيلي تستميت أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية في محاولة الوصول إليه واغتياله كأحد أبرز قادة حماس ومهندس طوفان الأقصى.

ويعرف السنوار على أنه رجل ذكي وصلب ويمتلك قدرات تنظيمية كبيرة ويفهم الاحتلال، وساعده الاعتقال على فهم العقلية العسكرية الإسرائيلية، التي ترى في السنوار عدوا عنيدا وخطيرا.

وقد نشر معهد السياسات والاستراتيجية الإسرائيلية، تقريرا عام 2017، حول شخصية السنوار اعتبر فيه أن الأخير يُغيِّر قواعد اللعبة مع "إسرائيل"، فهو يعمل ضمن خيارات واعية ويُقيِّم تحرُّكاته على أساس التجربة ونتائجها الخاطئة والصحيحة.