تقارير خاصة - قدس الإخبارية: الليلة الماضية، استهدف شبان منزل الحاخام دوف ليئور في مدينة القدس المحتلة بزجاجة حارقة.. فمن هو هذا الحاخام؟
الأب الروحي لتيارات "الصهيونية الدينية" و"الإرهاب اليهودي" الذي يدعو إلى تدمير العرب والفلسطينيين والسيطرة على البلاد من البحر إلى النهر.
يعتبر دوف ليئور من الرموز التي رعت تيار "الصهيونية الدينية" الذي يتغلغل في مفاصل دولة الاحتلال، خلال السنوات الماضية، بقيادة وزير المالية والوزير في وزارة جيش الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
يدعو ليئور للسيطرة على كامل فلسطين من البحر إلى النهر، وتدمير أي كيان آخر غير دولة الاحتلال، ولا يهمه في هذا السياق إطلاق اسم نظام "فصل عنصري" على "إسرائيل"، بسبب نظامها الذي يقوم على معاداة الفلسطينيين باعتبارهم قومية أخرى، بل يرى أن تحقيق "الحق التوراتي" حسب زعمه لا ينظر إليه من جانب "ديمقراطي".
خطط لتفجير قبة الصخرة، وتدمير حافلات للفلسطينيين في القدس المحتلة، ورعى المنظمات الإرهابية الاستيطانية بهدف تعجيل ما يطلقون عليه "الحرب الأخيرة" التي ستضمن لهم تدمير العرب وقدوم "المخلص"، بالمفهوم التوراتي.
دعم ليئور الإرهابي باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي، في 1994، وبقيت صورته في مكتب بن غفير الذي يعتبر من تلاميذ التيار الكاهاني وهذا الحاخام نفسه.
"في الحرب يسمح بقتل الرجال والنساء والأطفال والمسنين"، وردت هذه العبارات في كتاب "توراة الملك" الذي أصدره الحاخامان إسحاق شابيرا ويوسف إليتسور، ويتحدث عن قوانين الحرب من وجهة نظر "توراتية"، وينص على السماح بقتل "الأغيار" أي الفلسطينيين والعرب وغير اليهود، وكان الحاخام الذي كتب المقدمة للكتاب ودعم فيها أفكاره هو دوف ليئور.
دعا حاخام "الصهيونية الدينية" إلى طرد الفلسطينيين واعتبر أن السلام ممنوع معهم ووقع على فتوى مع حاخامات آخرين تمنع بيت البيوت للعرب في الداخل الفلسطيني المحتل.
فتاوى وتحريض ليئور وحاخامات هذا التيار لم تتوقف على قتل العرب بل نالت من رئيس حكومة الاحتلال السابق، اسحاق رابين، بسبب توقيعه اتفاقية "أوسلو"، التي جاءت لتحقيق "مصالح أمنية واستراتيجية" كان يراها، كما يؤكد مستشاروه في تلك الفترة، لكن "الصهيونية الدينية" وقادتها اعتبروا ذلك "تفريطاً" في احتلال كامل أرض فلسطين، وهو ما أدى إلى قتله اغتيالاً.
"النازية تسيطر على إسرائيل"، هكذا وصف وزير جيش الاحتلال السابق والذي شغل منصب رئاسة الأركان أيضاً، موشيه يعلون، الأفكار التي يدعو لها ليئور ويحملها تلاميذه سموتريتش وبن غفير في حكومة الاحتلال، رغم أن يعلون يقف خلف جرائم ومجازر ارتكبت بحق الفلسطينيين خاصة خلال توليه قمع الانتفاضة الثانية، لكنه شهادة من داخل البيت.
ليئور الذي شغل سابقاً حاخام مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الفلسطينيين، يعتبر الأب الروحي والمؤثر من خلف الأضواء في التيار الذي بات يسيطر على الحكم في دولة الاحتلال، في السنوات الأخيرة، وتعزز بعد تحالفه مع بنيامين نتنياهو.
يدعو ليئور المستوطنين من أتباعه للتصويت لتيار "الصهيونية الدينية"، وبينه حزب "القوة اليهودية" بقيادة بن غفير، ويؤثر أيضاً في أفكار سموتريتش الذي يعمل على برنامج يقوم على حسم القضية الفلسطينية، و"إخضاع" العرب في دولة اليهود التي يطمح أن تكون من البحر إلى النهر دون أي وجود لدولة فلسطينية، وقتل وطرد من يقاوم.
في 2011 احتجزت شرطة الاحتلال الحاخام ليئور للتحقيق معه حول كتاب "توراة الملك"، بعد أن رفض لسنوات الاستجابة لطلبات الاستدعاء، وفوراً نزل أنصاره وتلاميذه في المدارس الدينية إلى الشوارع وأثاروا الشغب رفضاً لاعتقاله، وأجبروا الشرطة على الإفراج عنه.
سيرة ليئور والصهيونية الدينية تبين وضوح صعود التيار الذي كان ملاحقاً من قبل النخبة التقليدية في دولة الاحتلال وسيطر اليوم على مفاصلها