شبكة قدس الإخبارية

تقريرتصاعد عمليات الطعن.. ما الذي تغير بعد طوفان الأقصى؟

WhatsApp Image 2024-08-06 at 1.36.25 PM
يزن حاج علي

خاص - شبكة قدس الإخبارية: مع تصاعد حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، شهدت الضفة المحتلة موجة مستمرة من العمليات التي استهدفت جنود الاحتلال والمستوطنين، تنوعت هذه العمليات بين إطلاق نارٍ وتفجير عبوات ناسفة، إضافة لعمليات طعن ودهس فردية، نفذها شبان فلسطينيين، بعضها وقع في الضفة وأخرى وقعت في مدينة القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 48.

شهدت ساحة الضفة تراجعاً في عدد عمليات الطعن والدهس منذ عام 2021، في أعقاب تطور وسائل المقاومة بها، وتشكيل خلايا عسكرية في شمال الضفة، فأخذت المواجهة مع الاحتلال طابع الاشتباكات وعمليات إطلاق النار التي استهدفت الاحتلال، ثم تلى ذلك التطور في صناعة العبوات الناسفة واستخدمها كسلاحٍ فعال في المواجهة، ولكن عادت عمليات الطعن والدهس لتأخذ حيزاً من الفعل المقاوم مع اندلاع معركة طوفان الأقصى منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023.

هبة القدس عام 2015.. السكين كسلاح مقاومة
في أواخر عام 2015، تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك في محاولات لتقسيمه، تزامنت الأحداث مع غياب تنظيم جماهيري وعسكري للفلسطينيين في الضفة والقدس المحتلتين، فجاءت ردة فعل الشباب الفلسطيني بتنفيذ عمليات فردية استُخدمت بها السكاكين كسلاح ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، إضافة لعمليات دهس.

نجحت هذه العمليات بإيقاع قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين، ومنذ ذلك الحين اتخذت عمليات الطعن كأسلوب من أساليب المقاومة قُتل على إثرها قرابة 50 جندي ومستوطن وأصيب 500 آخرين، إلى أن انحسرت نسبياً لصالح العمل العسكري منذ عام 2021 كما ذكرنا.

طوفان الأقصى.. الطعن والدهس من جديد
جاءت معركة طوفان الأقصى وحرب الإبادة على قطاع عزة، حافزاً إضافياً لتوسيع الفعل المقاوم في الضفة المحتلة رغم الظروف الأمنية المعقدة، فعادت عمليات الطعن من جديد إلى المواجهة، كانت باكورة تلك عمليات بعد طوفان الأقصى بتاريخ 30 تشرين أول/أكتوبر 2023، حيث طعن الشهيد آدم أبو الهوى شرطي من شرطة الاحتلال وأصابه بجروحٍ خطيرة في وسط مدينة القدس المحتلة، تلاها بأسبوع واحد عملية أخرى قُتل على إثرها مجندة في جيش الاحتلال وإصابة جندي آخر، في ذات مكان العملية الأولى ونفذها الشهيد محمد الفروخ.

إضافة إلى ذلك وقعت بعض عمليات الطعن في الداخل الفلسطيني المحتل، نفذ بعضها شبان فلسطيين من سكان الداخل ومنهم من سكان الضفة المحتلة، كعملية الطعن التي نفذها الشهيد جواد ربيع من سكان قرية نحف في الداخل المحتل، وقد تمكن من قتل ضابط في جيش الاحتلال وأصاب جنديين في مجمع تجاري بمستوطنة "كرمائيل" شمال فلسطين المحتلة، فيما تمكن بعض الفلسطينيين من اجتياز الإجراءات الأمنية والوصول إلى عمق الداخل المحتل وتنفيذ عمليات طعن هناك، كان آخرها عملية "حولون" قبل أيام ونفذها الشهيد عمار عودة من مدينة سلفيت، والتي  قتل بها مستوطنيين إثنين وأصيب آخرين.

عمليات الطعن بين هبة القدس وطوفان الأقصى.. ما الذي تغير؟
طرحت عمليات الطعن الأخيرة تسؤلاً بارزاً حول وجود تشابه بين العمليات الأخيرة وهبة القدس عام 2015، غير أن مجريات الأحداث في الضفة المحتلة تجيب عن السؤال وهو تشابه نسبي بين ما يحدث وبين هبة القدس، مع تطورٍ إضافي يشمل تطور مجموعات المقاومة وامتدادها بعدة مناطق من الضفة، ووجود عمليات إطلاق النار كمشهد أساسي، مع وجود عمليات الطعن الفردي التي تفرض تحدياً إضافية لأجهزة الاستخبارات للاحتلال.

غير أن المواجهة الحالية نجحت بإيقاع خسائر في صفوف الاحتلال بشكل أعلى من هبة القدس التي استمرت لسنوات، فعلى سبيل المثال قُتل أكثر من 30 مستوطناً وجندياً منذ بدء طوفان الأقصى حتى الآن في الضفة والداخل المحُتَليين، فيما بلغت خسائر الاحتلال في هبة القدس 50 قتيلاً على مدار سنوات، ما يعكس عنف المواجهة الحالية، وحجم خسائر الاحتلال.

وتكمن خطورة عمليات الطعن بخصوصية منفذيها، وانعدام أي شكوكٍ حولهم، نظراً لعدم الحاجة للبحث عن سلاح ناري أو وجود خطوط اتصال، تمكن مخابرات الاحتلال من اختراق محيط المنفذ وإحباط العملية قبل تنفيذها، ما يجعلها شكلاً آخر من أشكال المقاومة، وعقبة أخرى يواجها الاحتلال في ساحة الضفة المحتلة.

 

#الضفة المحتلة #القدس المحتلة #الداخل المحتل #طوفان الأقصى #عمليات الطعن