ترجمة خاصة - شبكة قُدس: كشف الخبير العسكري الإسرائيلي "يتسحاق بريك"، عن سلسلة من التحديات التي تعصف بجيش الاحتلال في حربه على قطاع غزة.
وقال بريك، إن المعضلة الرئيسية التي يواجهها جيش الاحتلال في قطاع غزة هي شبكة الأنفاق التي تديرها حركة حماس تحت الأرض، ورغم الجهود المستمرة منذ بداية الحرب، لم يتمكن جيش الاحتلال من الوصول إلى هذه الأنفاق، مما يعيق العمليات العسكرية الرامية إلى إيجاد بديل لحكم حماس أو تدمير الأنفاق بشكل فعال.
التحركات عبر الأنفاق والضغط السياسي
ووفقًا لشهادات الجنود على ممر نتساريم، يُعتقد أن مقاومي حماس يستخدمون هذه الأنفاق للتنقل في أنحاء غزة، مما يجعل فكرة ممارسة الضغط السياسي التي يروج لها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وأتباعه غير فعالة.
ويصف بريك هذه الفكرة بأنها خداع، مؤكدًا أنه لا يوجد ضغط عسكري حقيقي على حماس فيما يتعلق بالأنفاق.
الإفراج عن الأسرى وأزمة الجيش
واعتبر بريك أن الضغط العسكري للإفراج عن الأسرى غير ممكن، حيث تستخدم هذه القضية كوسيلة للبقاء في السلطة من قبل نتنياهو.
ويرى الخبير العسكري الإسرائيلي، أن المعلومات التي يتلقاها الخبراء في الولايات المتحدة والجمهور الإسرائيلي من الجيش غير دقيقة، مما يؤدي إلى تقديرات خاطئة للوضع.
وقال، إن الجيش يعاني من نقص في الموارد البشرية، وتحدى بريك جيش الاحتلال بأن تحرير الأسرى لن يكون ممكنًا حتى بعد 6 أشهر من الضغط العسكري، نظرًا لتعذر الوصول إلى شبكة الأنفاق.
انعدام الثقة وحرب الاستنزاف
ومن المعضلات الخطيرة التي يواجهها جيش الاحتلال بحسب بريك؛ هي انعدام الثقة داخل الجيش وبين المؤسسة السياسية. مشيرا إلى "أننا نشهد حرب استنزاف حقيقية في الشمال، حيث تسبب حزب الله في تهجير السكان وإحراق عشرات الآلاف من الدونمات، مما أدى إلى دمار واسع النطاق، وجنود الاحتياط يعانون من تدهور أوضاعهم الأسرية والعملية، وإذا استمرت حرب الاستنزاف، فإن إسرائيل قد تخسر جيش الاحتياط بالكامل".
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية
ويرى بريك، أن الاحتلال الإسرائيلي يحتاج إلى مئات الملايين من الدولارات لإعادة بناء المناطق المتضررة في الشمال والجنوب، كما أن العلاقة مع المجتمع الدولي بدأت تتدهور، حيث بدأت بعض الدول في النظر إلى الاحتلال كمشكلة، ويتجلى ذلك في قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الأوضاع في الضفة الغربية، مع توقعات بفرض مزيد من الدول للمقاطعة على الاحتلال، مما يثير التساؤلات حول إمكانية البقاء في عزلة عن العالم.
تفكك الجمهور الإسرائيلي داخليا
يشهد الجمهور الإسرائيلي تفككًا داخليًا يتسم بالكراهية والتطرف، ويعتبر بريك أن هذه الظواهر تعود إلى الحرب وحرب الاستنزاف، كما يرى أن نتنياهو ومن حوله يشكلون خطرًا على مستقبل الدولة، ويشير إلى أن الذهاب إلى حرب مع لبنان قد يؤدي إلى قصف إسرائيلي شامل بالصواريخ.
التهديدات الإقليمية
وأعرب بريك عن قلقه من أن قصف القنصلية الإيرانية في سوريا قد فرض معادلة جديدة، حيث إن أي حرب مع لبنان تعني مواجهة مباشرة مع إيران، التي أعلنت استعدادها لمواجهة جيش الاحتلال.
ويشير إلى أن أي رد على حزب الله قد يؤدي إلى حرب إقليمية تشمل إطلاق مئات الصواريخ على كافة المواقع والأهداف الإسرائيلية.
