خاص - شبكة قدس الإخبارية: تعيش الضفة المحتلة تهديداً من نوع آخر يلقي نفسه على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي الفلسطيني، نتيجة ملاحقة السلطة الفلسطينية للمطاردين ومحاولات اعتقالهم واغتيالهم.
تكثفت هذا المرحلة مع نشوء ظاهرة المطاردين والمجموعات المقاومة في مدن الضفة منذ عام 2021، وباتت عملية ملاحقتهم مهمة تتكفل بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في المحافظات التي تنشط بها المقاومة، كانت جنين ونابلس أولى هذه المدن، ثم انتقلت إلى طولكرم وطوباس مع امتداد مجموعات المقاومة إليها.
تحمل هذه الممارسة تهديداً حقيقياً للسلم الأهلي الفلسطيني، تجلى ذلك بوضوح عند اعتقال السلطة للمطارد مصعب اشتية في مدينة نابلس، عقب هذا الحدث موجة صدامات عنيفة شهدتها المدينة بين الأهالي والأجهزة الأمنية، استمرت لعدة أيام نتج عنها استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات، إضافة لتحطيم العديد من مرافق المدينة.
ورغم تدخل الوساطات العاجلة لاحتواء الموقف لم تفرج السلطة عن اشتية حتى يومنا هذا فيما عكست تلك الحالة حجم الخطر المحدق بالشعب الفلسطيني جراء ملاحقة السلطة للمطاردين.
ولم تتوقف ملاحقة المطاردين بعد اعتقال مصعب اشتية، بل ازدادت كثافة في محاولة لاحتواء المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، يلحق كل عملية اعتقال لمطارد إطلاق نارٍ كثيف على مقرات الأجهزة الأمنية ومباني المقاطعة، خاصة في جنين وطولكرم.
كانت ليلة أمس الليلة الأعنف بين الفلسطينيين والأجهزة الأمنية الفلسطينية في طوباس وبيت لحم، حيث حاولت قوة أمنية اعتقال مطارد من مدينة طوباس وشرعت بإطلاق النار عليه فور انسحابه، فخرج سكان المدينة في مسيرة ليلية ضخمة احتجاجاً على ذلك، ودارت مواجهات عنيفة بين الطرفين تخللها إغلاق شوارع المدينة، فيما أطلقت السلطة سراح شقيق المطارد نتيجة احتجاج شعبي ضخم.
سبق هذه الأحداث، حصار المطارد محمد جابر (أبو شجاع) نهار أمس الجمعة، في مشفى ثابت ثابت بمدينة طولكرم، ومحاولة اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية، وعلى الفور وصلت تحشدات الأهالي إلى المشفى وأفشلت محاولة اعتقاله، فيما أطلق عناصر الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع على المشفى ومحيطه.
يقول أحد المواطنين من مدينة طوباس، إن الخطر التي تحمله هذه السلوكيات قد يكون الأخطر على الشعب الفلسطيني، وخاصة في حالة وقوع ضحايا جراء تلك الأحداث، قد يؤدي على تفكك النسيج الاجتماعي وانهيار السلم الأهلي بشكل فعلي ، مع اتساع رقعة الدمار والدم.
ووجه أحد المواطنين رسالة للسلطة الفلسطينية تناشدها بالاحتكام إلى العقل والكف محاولات اغتيال المقاومين واعتقالهم، وتجنب الصدامات مع الشعب الفلسطيني في ظل ما يعانيه من مشاكل وجرائم من قبل الاحتلال.
وعلى صعيدٍ فصائلي أكدت مختلف فصائل العمل الوطني والإسلامي على أن سلوكيات السلطة قد تقود حتماً على انعدام السلم الأهلي بالضفة المحتلة والغرق في صراع داخلي لا يستفيد منه سوى الاحتلال.
ووصلت إجراءات السلطة بملاحقة المطاردين إلى درجة التصفية الجسدية واغتيالهم، كالشهيدين معتصم العارف وأحمد أبو الفول في طولكرم، اللذين أطلقت عليهم الأجهزة الأمنية الرصاص بشكلٍ مباشر ما أدى لارتقائهم.