القدس المحتلة - خاص شبكة قُدس: تتوالى تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، لتثير جدلا في كل مرة يخرج بها بتصريحات حول القدس والمسجد الأقصى، المكان الذي لا يستطيع الوزير المتطرف الدخول إليه إلا بحراسة أمنية مشددة، وهذه المرة خرج بتصريح جديد اعتبر البعض أنه يشكل تغييرا للوضع القائم في الأقصى.
وحذر فلسطينيون، من خطورة ونوايا بن غفير وحكومة الاحتلال الرامية إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى، وفرض رؤية جديدة من شأنها تهويد المدينة بالكامل.
ويحاول الوزير المتطرف، استغلال الحرب على قطاع غزة والانشغال العالمي بها من أجل محاولة فرض واقع جديد، على الرغم من وجود فتاوى يهودية تحرم دخول الأقصى، ما يعني أن بن غفير تقوده رؤية ودافع سياسي بالأساس.
وأدانت الهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس تصريح الوزير المتطرف، واعتبرته اعتداء على أحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام وانتهاكاً واضحاً لالتزامات الاحتلال كقوة قائمة بالاحتلال في مدينة القدس والتي تنص بحسب قرارات الأمم المتحدة التي أكدتها محكمة العدل الدولية في لاهاي بتاريخ ۱۹ تموز ۲۰۲٤، على أن أي تغيير احتلالي للوضع القائم في القدس يعتبر باطلا ولاغيا ويجب إلغاؤه.
واعتبرت الهيئات الإسلامية، أن هذا التصريح الذي يستند إلى مشاريع وروايات متطرفة وافتعال للفتن والحروب بهدف تحقيق مآرب أيديولوجية سياسية، ليضاف إلى سلسلة انتهاكات غير مسبوقة بحق المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف وهو مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، إن القرار الذي اتخذه بن غفير هو الذي كان يعتبر من المحرمات بحسب الرعاية الهاشمية للمسجد الأقصى المبارك والمقدسات والذي كان أصلا في انتفاضة الأقصى قد حرم.
وأضاف القيق في حديث خاص لـ "شبكة قُدس"، أنه اليوم كسرت هذه المحرمات، وهذا لا يعني أن بن غفير كشخص اتخذ هذا القرار الذي هو أصلا بات يهيئ له ما قبل بن غفير ضمن معادلة القدس الكبرى ومعادلة القدس موحدة وأبدية.
وتصريح بن غفير، بحسب القيق، التقى مع خطاب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في الكونغرس حينما قال إن القدس موحدة ولا يمكن فصلها، وهذا يعني أن المسجد الأقصى لم يعد للمسلمين، وأيضا بالتامن مع فكرة نقل السفارة الأمريكية من قبل ترامب خلال دورته الانتخابية السابقة إلى مدينة القدس.
وأشار القيق، إلى أن "هذا يؤشر على أن المخطط الاستراتيجي أن لا يكون هناك وجود للفلسطينيين وأحد أهم عناصر الوجود الفلسطيني هو المسجد الأقصى المبارك وبالتالي اليوم الحديث عن التقسيم الزماني والمكاني بات من الماضي والمخطط اليوم هو إفراغ المسجد الأقصى من فكرة المسلمين وتطبيقها على أرض الواقع بحجج إسرائيلية.
وأردف القيق، أن تجاوز الخطوط الحمراء هذه لها مردود سياسي مبني على فكرة "إسرائيل دولة اليهود التي وعد ترامب أن يلبيها"، ومبني على توحيد القدس لصالح اليهود التي نادى بها نتنياهو وهذا ليس خطابا فرديا من بن غفير وإنما هو قرار سياسي استراتيجي كلل بقرار الكنيست الإسرائيلي بمنع إقامة دولة فلسطينية وعزز بالفيتو الأمريكي على مشروع القرار الخاص بدولة مستقلة للفلسطينيين في مجلس الأمن.
وأعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الأربعاء، تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، والسماح بصلاة اليهود هناك في كل الأوقات.
وقال بن غفير في مؤتمر عقد بالأمس: أنا المستوى السياسي، والمستوى السياسي يسمح بصلاة اليهود في الأقصى”.
وحذرت المرجعيات والهيئات الإسلامية في القدس، كافة دول العالم والمنطقة من مغبة السكوت عن خطورة ما يحدث في الأقصى المبارك ودعت جميع الدول والمنظمات إلى كشف مخاطر هذه الاعتداء الذي لا تقل تداعياته عن فتاوى التحريض على القتل باسم الدين والتاريخ والأيديولوجيا.
ودعت الهيئات الإسلامية في القدس القيادات الدينية والسياسية في العالم لرفض ومواجهة تخريب الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وبين أتباع الديانات السماوية في مدينة القدس منذ ١٤٠٠ عام، وذلك حرصا على الأمن والسلم العالميين ومنعاً لإشعال حرب دينية لا تحمد عقباها.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس، أن التصريحات التي أطلقها بن غفير، تؤكّد المخاطر المحدِقة بالمسجد الأقصى، والنيّات الإجرامية لحكومة الاحتلال باتجاه تكثيف خطوات تهويده، وسلخه عن هويته الإسلامية، وهو ما يتطلّب تحرّكاً عربياً وإسلامياً شاملاً، لحمايته، وصدّ هذه الهجمة التي يقودها النازيون الجدد.
وأكدت أن "شعبنا الفلسطيني سيواصل طريق الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين بكل ما تملك، وإن كل المحاولات الخائبة لهذه الحكومة الفاشية، للعبث بهوية القدس والأقصى، ستسقط أمام إصرار وثبات شعبنا وتمسكّه بأرضه ومقدساته الطاهرة".