خاص - شبكة قدس الإخبارية: سعى الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 إلى فرض السيطرة الأمنية والاستيطانية على الضفة المحتلة، كانت الشوارع الاستيطانية الضخمة أحد أبرز هذه الوسائل ولا زالت كذلك، من أطول هذه الشوارع وأهمها بنظر الاحتلال شارع 55 الاستيطاني قرب محافظة قلقيلية.
يتربع شارع 55 على 68 دونماً من أراضي الفلسطينيين، والتي سُلبت منهم عنوةً وأُقيم عليها الشارع وتم توسيعه عدة مرات آخرها عام 2021، يربط الشارع بين مستوطنة "كفار سابا" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وعدة مستوطنات شمال الضفة.
ويتقاطع الشارع مع أراضي بلدة عزون شرق قلقيلية وعدة من القرى الفلسطينية كقرية النبي إلياس وغيرها، وخلال السنوات الماضية تردد اسم الشارع بكثرة بعدة مجموعة من العمليات العسكرية والشعبية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية عليه، آخرها عملية إطلاق نار صباح اليوم أدت لإصابة 3 من جنود الاحتلال.
بداية جديدة مع نهاية انتفاضة الأقصى
ما إن انتهت انتفاضة الأقصى عام 2005، حتى افتُتحت مرحلة جديدة من المقاومة الشعبية في منطقة قلقيلية ألقت بثقلها على شارع 55، تصدرت بلدة عزون شرق المدينة عنوان المواجهة، متخذةً من رشق الحجارة والزجاجات الحارقة وسيلةً لإلحاق الضرر بالمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي حاول الاحتلال فرضها لتأمين المستوطنين في الضفة.
شهدت تلك سنوات مئات عمليات إطلاق الزجاجات الحارقة وتحطيم سيارات المستوطنين وإصابة بعضهم بتلك العمليات، فرضت هذه المرحلة حالة من المواجهة الشبه يومية بين جيش الاحتلال وسكان عزون، وأدت إلى نصب نقاط عسكرية مستمرة على مداخل البلدة واقتحامها بشكلٍ متكرر، وتوسيع حملات الاعتقالات ضد الفلسطينيين هناك.
اشعال الشارع في جميع الهبات
في الفترة الممتدة بين عامين 2014 – 2021 شهد شارع 55 الاستيطاني تكثيفاً لعمليات رشق الحجارة والزجاجات الحارقة، كان الشارع أحد ميادين التصعيد، أثناء الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهبات المواجهة في الضفة المحتلة.
إضافة إلى ذلك كانت عمليات تحطيم سيارات المستوطنين المارة من هذا الشارع، رداً على الاعتداءات الاستيطانية التي تُنفذ ضد الفلسطينيين في الضفة، وكجزء من موازنة المواجهة المتصاعدة مع مليشيات الاستيطان.
من الحجارة إلى العبوات محلية الصنع
مع تصاعد جذوة المقاومة في الضفة المحتلة عام 2021، ارتفعت نسبة العمليات التي تستهدف شارع 55 حتى دخلت بها العبوات محلية الصنع والتي شكلت فارقاً في المواجهة، أوقعت المزيد من الإصابات في المستوطنين وجنود الاحتلال، حتى باتت العبوات تشكل هاجساً لمخابرات الاحتلال التي لا زالت تطارد هذا الهاجس إلى الآن.
خلال الشهور التي سبقت معركة طوفان الأقصى عام 2023، رُصد إصابة 25 مستوطناً بفعل عمليات المقاومة الشعبية اليومية، وشملت الإصابات جنديين أصيبا بالعبوات محلية الصنع والحجارة، وبشكل شبه يومي تتداول المواقع الإسرائيلية صوراً لمركبات مستوطنين بعد تحطيمها بالحجارة على شارع 55 في محيط بلدة عزون.
الطوفان وعمليات إطلاق النار
منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى كان شارع 55 احد البؤر المشتعلة بالضفة المحتلة، حيث سُجلت أعلى نسب عمليات إلقاء الزجاجات الحارقة واستهداف دوريات جيش الاحتلال بالعبوات محلية الصنع، وسرعان ما تطورت هذه العمليات إلى إطلاق نار يستهدف قوات الاحتلال المنتشرة على امتداد الشارع، ومداخل بلدات عزون والنبي إلياس.
وشهدت هذه المرحلة تطوراً بصناعة العبوات الناسفة التي تستهدف جنود الاحتلال على مدخل بلدة عزون الذي يقتحمها جيش الاحتلال بشكل مستمر، إضافة لتنفيذ كتائب القسام عملية إطلاق نار على حافلة للمستوطنين على الشارع الاستيطاني قرب بلدة النبي إلياس، وقد أدت العملية لإصابة مجندة من جيش الاحتلال ومستوطنة، في شهر نيسان/إبرايل 2024.
وتأتي عملية إطلاق النار التي استهدفت جيش الاحتلال صباح اليوم على الشارع الاستيطاني، جزءاً من تاريخ عمليات المقاومة التي استهدفت المنظومة الأمنية الإسرائيلية والتواجد الاستيطاني في الضفة المحتلة.