خاص - شبكة قدس الإخبارية: مطلع شهر تموز/يوليو الحالي، منح المستوى السياسي في حكومة الاحتلال، الضوء الأخضر للانتقال إلى المرحلة الثالثة من حرب الإبادة على قطاع غزة، وتزعم أنها "تتضمن انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة مع البقاء في محوريين: "نتساريم" و "فيلادلفيا"، والاقتصار على عمليات عسكرية محددة في القطاع".
يدعي الاحتلال بذلك توقف الغارات المكثفة والمجازر ضد الفلسطينيين هناك والاستعداد لنهاية الحرب، غير أن الواقع يكشف كذب هذه الدعاية فيما يخص بالمرحلة الثالثة، حيث يشهد قطاع غزة العديد من المجازر الفظيعة التي يرتكبها جيش الاحتلال في خضم المرحلة الثالثة، إضافةً إلى استمرار الاجتياح البري لعدة مناطق.
وحول المرحلة الثالثة من الحرب يقول الكاتب والباحث سليمان بشارات، إن مسميات مراحل الحرب هي جزء من محاولات تسويق الاحتلال أن الحرب تحقق أهدافاً من جهة، إضافة إلى إيهام العالم ككل بوجود خطة إسرائيلية لإدارة الحرب، وأن الحرب لا تنتهي على بانتهاء هذه المراحل.
ويضاف بشارات أن جيش الاحتلال لا زال في ذات الآلية الإجرامية وذات السياق، بارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، وكجزء من دعاية الردع التي يتبناها، إضافة لإلحاق أكبر ضررٍ ممكن في الشعب الفلسطيني.
ويؤكد بشارات لقدس، أن هدف الاحتلال من هذه المجازر هو الإيقاع بين فكر المقاومة والحاضنة الشعبية، من خلال رفع تكلفة هذه الحرب، وسفك المزيد من الدماء، على الرغم من عدم مقدرة جيش الاحتلال الوصول إلى نقطة حسم في الحرب.
وخلال الأيام الماضية ارتكب جيش الاحتلال العديد من المجازر في مناطق متفرقة من قطاع غزة، أبرزها منطقة النصيرات ورفح ومواصي خانيونس والتي أوقعت مئات الشهداء والاف الجرحى، إضافة إلى الاستهدافات المتواصلة بمسيرات "الكواد كابتر" التي تفتك بالنازحين، واستمرار عمليات نسف المربعات السكنية.
ويوضح بشارات هدف الاحتلال من هذه الجرائم، هي تحويل غزة إلى منطقة جغرافية غير قابلة للحياة، ومحاولة فرض التهجير الطوعي بعد الحرب، فيما يستمر جيش الاحتلال بجرائمه دون أي فروقات بين مرحلةٍ وأخرى، وأن مراحل الحرب هي محض مسميات لعملية إبادة شاملة تُرتكب في قطاع غزة.
ويوم أمس الأربعاء، ألقى رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" خطاباً، أكد فيه استمرار الحرب على قطاع غزة، وربطها بمزاعم محاربة الإرهاب، محاولاً تزوير حقيقة الفظائع التي ارتكبها جيشه هناك، ومحاولة استعطاف الولايات المتحدة الأمريكية لدعمه باستمرار حرب الإبادة.
