خاص - شبكة قدس الإخبارية: منذ نشوء ظاهرة المجموعات العسكرية المقاومة في الضفة الغربية خلال عام 2021، عادت كتائب شهداء الأقصى (الذراع العسكري لحركة فتح) إلى الظهور مجدداً بعد سنينٍ من الغياب، ولكن في ظروف مختلفة عن سابقتها، وبتشكيلٍ جديد اتخذ مجموعاتٍ عسكرية في مخيمات الضفة الغربية.
نفق الحرية والانبعاث من جديد
جائت عملية نفق الحرية والتي استطاع فيها 6 أسرى فلسطينيين الهروب من سجن جلبوع في أيلول/سبتمبر 2021، مُحفزاً إضافيةً للحالة النضالية في الضفة الغربية، والتي بدأت بالنمو بالتزامن مع معركة سيف القدس في أيار/مايو من ذات العام.
في مخيم جنين، البؤرة الأنشط للعمل المقاوم، ظهر مجموعة من المقاومين المسلحين باسم "كتائب شهداء الأقصى"، الاسم الذي أمسى ذكرى من ذكريات انتفاضة الأقصى، عاد للبروز مجدداً في مخيم جنين شمال الضفة المحتلة.
يُعتبر الشهيد داود الزبيدي هو أول من سعى لإعادة كتائب شهداء الأقصى إلى واجهة مقاومة الاحتلال في الضفة وأطلق عليها اسم "لواء الشهداء"، ولم يقتصر دوره على جنين فقط، بل سعى لنقل التجربة إلى ممخيم بلاطة في نابلس ومخيمات محافظة طولكرم، وتولى الشهيد د.عبد الله أبو تين مسؤولية قيادة "لواء الشهداء" بعد استشهاد داود.
وفي مخيم بلاطة شرق نابلس، برز الاسم ب: كتائب شهداء الأقصى – شباب الثأر والتحرير، مُستحدثاً من مسمى كتيبة بلاطة، وقد تولى قيادة الكتائب هناك الشهيد سعود الطيطي فور تحرره من سجون الاحتلال، واستمر في دوره القيادي حتى استشهاده، أثناء تنفيذه عملية إطلاق نار على مستوطنة "ألون موريه" في نيسان 2023.
وكان لشباب الثأر والتحرير في مخيم بلاطة، ارتباط وثيق بمجموعة عرين الأسود بنابلس، جمعتهما عمليات التصدي لقوات الاحتلال المقتحمة للمدينة، وعمليات إطلاق نارٍ على ميليشات المستوطنين المقتحمة لقبر يوسف، إضافة لإعلان "كتيبة الفجر" التي نشطت جنوب نابلس اندماجها مع شباب الثأر والتحرير، فيما تستمر الكتائب بنشاطها المقاوم رغم إرتقاء ثلة من قيادتها في خضم معركة طوفان الأقصى كالشهيد محمد زهد.
إلى مدينة طولكرم راج نشاط الكتائب في إطار مسمى كتائب شهداء الأقصى – كتيبة الرد السريع، أُطلق هذا المسمى كارتباطٍ تاريخي بتجربة الشهيد رائد الكرمي، أبرز قادة ورموز الكتائب أبان انتفاضة الأقصى، وما تحمله طولكرم من إرث الرد السريع على جرائم الاحتلال.
برزت هذه المجموعة في طولكرم خلال عام 2023، وتولى الشهيد جهاد شحادة قيادتها حتى اغتياله برفقة الشهيد عز الدين عواد قائد كتائب القسام بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى، ونفذت كتيبة الرد السريع عدة عمليات عسكرية مع فصائل المقاومة في مخيمي نور شمس وطولكرم، وأبرز قادة المجموعة الشهداء: رامي الشوملي ومعتصم العلي الذين تم اغتيالهم، وآخرهم الشهيد محمد أبو عبدو الذي استشهد جراء قصفٍ جوي على مخيم طولكرم يوم أمس الاثنين.
وفي محافظة قلقيلية ظهرت مجموعة عسكرية باسم: كتائب شهداء الأقصى – ليوث المجد، وقد أسس هذه المجموعة الشهيد علاء نزال، بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى بأيام، ونفذ عدة عمليات إطلاق نارٍ باسمها حتى استشهاده، وتستمر "ليوث المجد" بنشاطها العسكري.
نهج فتح القديم ومعارضة السلطة
سعت التشكيلات الجديدة من كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية، إلى تبني نهج المواجهة المسلحة مع الاحتلال، وتبني خطاب حركة فتح القديم "خطاب ما قبل أوسلو"، الذي يتخذ البندقية نهجاً ووسيلةً في الصراع مع الاحتلال، إضافةً لتوحيد الجهود العسكرية مع باقي الفصائل، وتجسيد الوحدة الوطنية على أساس العمل المقاوم.
على إثر هذا النهج الذي اختاره التشكيل الجديد لكتائب شهداء الأقصى، سعت السلطة الفلسطينية لملاحقة الناشطين فيه، كسائر باقي المطاردين من الفصائل الأخرى، على الرغم من إنتمائهم لحركة فتح.
وتستمر مجموعات كتائب شهداء الأقصى بنشاطها في المحافظات الشمالية من الضفة الغربية منذ قرابة 3 سنوات، دون أي تراجع عن نهج المقاومة رغم ملاحقة العناصر بالاغتيال والاعتقال، واستشهدا غالبية قيادة الصف الأول والمؤسسين في كافة المناطق.