ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قال موقع "جلوبس" الاقتصادي العبري، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اشترى آلاف الطائرات بدون طيار من شركتي DJI وOtel الصينيتين لدعم قواته البرية، بعد أن تم التبرع بها من قبل جهات خارجية، وذلك على الرغم من القيود المفروضة في الولايات المتحدة وتحذيرات أخرى من الجيوش الغربية بشأن إمكانية التجسس الصيني، حيث أكد جيش الاحتلال أن الطائرات معدلة لضمان أمن المعلومات.
وفي التفاصيل، علم موقع "جلوبس" أن طلب جيش الاحتلال قدمته وحدة الذخائر في جيش الاحتلال وطلبت إمدادات كبيرة من الطائرات بدون طيار المصنعة من قبل شركتين صينيتين تقعان في مدينة شنتشن جنوب الصين، وهما شركة DJI التي تسيطر على سوق الطائرات بدون طيار المدنية العالمية، وشركة Autel Robotics المالكة لطراز EVO الشهير.
ومن المتوقع وفق الموقع، أن تُستخدم هذه الطائرات بدون طيار بشكل أساسي لأغراض التصوير القريب وجمع المعلومات الاستخباراتية في قطاع غزة، ومن المحتمل أن تواجه الطائرات الصينية بدون طيار صعوبة في العمل في شمال فلسطين المحتلة، حيث يمتلك حزب الله القدرة على اكتشاف وتحديد مواقع الطائرات بدون طيار الصينية من خلال نظام يُعرف باسم "إيروسكوب".
وتُعتبر الطائرات الصينية بدون طيار سهلة الاستخدام والتعلم، مما يجعلها مثالية لجنود الاحتياط الذين ينضمون للخدمة لفترات قصيرة.
وقال الموقع، إنه بعد تلقي الجيش مئات الطائرات بدون طيار الصينية الصنع من DJI وUtel و Skydio الأمريكية من "متبرعين"؛ قرر جيش الاحتلال شراء الطائرات من هذه الشركات وإجراء "تعديل" تقني عليها لمنع الاتصال بالشركة المصنعة، بحيث تُخصص الطائرات بدون طيار الأكثر تعقيدًا والمنتجة محليًا لاستخدام القوات النظامية في الجيش.
محاذير قائمة الاستخدام
ويعتبر، وفق الموقع العبري، استخدام الطائرات الصينية بدون طيار ليس خيارًا بسيطًا نظرًا لحظر الولايات المتحدة استخدامها في الهيئات الحكومية على خلفية العلاقات بين الصين وإيران ودعمها لروسيا في الحرب الأوكرانية.
وتُعرف شركة DJI بتوفيرها منتجات "ذات الاستخدام المزدوج"، ما يجعلها عرضة للرقابة الغربية، حيث أدرجت وزارة الدفاع الأمريكية شركة DJI على القائمة السوداء للمصدرين الصينيين في عام 2022، ومنعت استخدامها من قبل المؤسسات الأمنية خوفًا من إمكانية نقل البيانات إلى الحكومة الصينية أو تعرضها للهجمات الإلكترونية.
بينما لم تُدرج شركة Autel على القائمة السوداء، إلا أنها تخضع للتحقيق في الكونجرس الأمريكي بسبب مخاوف من نقل معلومات حساسة ودعم روسيا في أوكرانيا، وطالبت بعض الأطراف بإدراجها في القائمة السوداء لوزارات التجارة والدفاع والمالية الأمريكية.
وصرحت شركة Autel بأنها تعارض استخدام طائراتها لأغراض عسكرية تنتهك حقوق الإنسان، وأكدت أن المخاوف بشأن منتجاتها لا أساس لها، ويُعتقد أن الطائرات المطلوبة من Autel سيتم تصنيعها في الولايات المتحدة لتهدئة المخاوف الأمنية الإسرائيلية، وفق "جلوبس".
التحديات في الاستخدام الصيني
تواجه الطائرات بدون طيار الصينية الصنع عدة قيود، منها قدرة العدو على اكتشاف مواقعها وتحديد مواقع المشغلين، واحتمال نقل المعلومات إلى السلطات الصينية أو تعرضها لهجمات إلكترونية، كما توجد تحديات في تعديل الطائرات لتلبية متطلبات الوحدات المختلفة بشكل غير احترافي، مما يسبب إصابات للجنود، بالإضافة إلى الاعتماد على معدات أمنية صينية قد تتوقف عن العمل بسبب قرارات سياسية.
يقول الموقع العبري، إنه منذ اندلاع حرب غزة الحالية، أظهرت الصين دعمها لحماس وإيران من خلال عدم إدانة هجمات 7 أكتوبر واستخدام حق الفيتو ضد قرارات الأمم المتحدة، وعززت الصين تحالفها مع إيران، وهي أكبر مستورد للنفط منذ عام 2018.
كما أن الحظر الغربي على المنتجات الصينية ليس أحادي الاتجاه؛ حيث بدأت الصين في تقليص صادرات الطائرات بدون طيار إلى الدول الغربية، مما أثر سلبًا على الحرب في أوكرانيا وأدى إلى نقص في قطع الغيار لدى الاحتلال الإسرائيلي.
البحث عن البدائل
وأظهرت حرب غزة أن جيش الاحتلال غير جاهز لمواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار، حيث بدأت هجمات حماس بطائرات بدون طيار عطلت أنظمة المراقبة الإسرائيلية، مما أتاح اختراق السياج الحدودي، وفي ظل هذا الفراغ، تبرع آلاف جنود الاحتياط بطائراتهم الخاصة، بما في ذلك الطائرات الصينية من DJI ذات الجودة العالية والتكلفة المنخفضة.
بالإضافة إلى ذلك، يشتري جيش الاحتلال الإسرائيلي طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع من شركات مثل Elbit وRobotican وExtend لأغراض المراقبة والهجمات، وتتميز بعض هذه الطائرات بقدرتها على دخول المباني والأنفاق وتحييد الأهداف، لكنها أكثر تكلفة من نظيراتها الصينية.
ويعمل جيش الاحتلال على تطوير بدائل محلية الصنع للطائرات الصينية لتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا المحلية لضمان الأمن المعلوماتي.