شبكة قدس الإخبارية

بمعدل 6 أضعاف.. ارتفاع كبير في عدد الجنود الذين طلبوا المساعدة النفسية بعد الحرب

photo_2024-07-22_14-40-14

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن ارتفاعا كبيرا سُجل في عدد جنود الاحتلال الذين طلبوا المساعدة النفسية بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأضافت، أن عدد الجنود الذين طلبوا المساعدة النفسية ارتفع بمعدل ستة أضعاف منذ بداية الحرب، كما أبلغت خطوط المساعدة التابعة لجمعية "ضحايا الصدمة" عن زيادة بنسبة 145% في عدد مكالمات الانتحار منذ 7 أكتوبر.

كما أن هناك زيادة ملحوظة في نداءات الاستغاثة من جنود الاحتياط والجنود، بالإضافة إلى مكالمات من عائلاتهم، وتقول جيلي جاميش، مديرة خط المساعدة في جمعية ضحايا الصدمة، إنها تتلقى مكالمات كثيرة، خاصة بعد انتحار جندي الاحتياط "إليران مزراحي" الشهر الماضي، و"نشهد قفزة في عدد التحقيقات وخطورتها، كما أن الوضع قد يستمر على هذا النحو لفترة طويلة".

وذكرت، أن "إليران مزراحي"، جندي احتياط يبلغ من العمر 40 عامًا، كان قد استُدعي للخدمة في 7 أكتوبر، وبعد مشاركته في الحرب تم تشخيصه باضطراب ما بعد الصدمة بعد انتهاء الجولة الأولى من القتال.

وشير "جاميش" إلى أن قضية "مزراحي" كانت نقطة تحول بالنسبة للعديد من الجنود، حيث ساهمت الأحداث الأخيرة، وخاصة حالة الانتحار الصادمة لـ "مزراحي"، في تفاقم الاضطراب العقلي حتى بالنسبة للجنود من الحروب الماضية.

وقالت الصحيفة، إن تفاقم الاضطرابات النفسية لدى الجنود لا يتجلى فقط في زيادة عدد الإحالات، بل أيضًا في إلحاحها؛ على سبيل المثال، خلال الأسبوع الماضي، تلقى الخط الساخن أربع استفسارات ذات طابع انتحاري تتطلب تدخلًا فوريًا من قبل الشرطة.

وتشير بيانات الجمعية المختصة، إلى أن خطوط النجدة كانت تستدعي الشرطة 35 مرة بسبب الخوف من الانتحار قبل الحرب، بين تشرين الأول/أكتوبر 2022 وحزيران/يونيو 2023.

وبعد مرور عام، ارتفع هذا الرقم إلى 86، بزيادة قدرها 145%، كما أظهرت البيانات أن عدد المراجعات ارتفع ستة أضعاف مقارنةً بما كان عليه قبل الحرب، وأن الطلبات الليلية قد تضاعفت في الأسابيع الأخيرة.

وتقول "جاميش" إن بعض الإحالات تأتي من مرضى كانوا يتلقون دعمًا نفسيًا منذ فترة، لكن مع مرور الوقت، يزداد شعورهم باليأس والقلق بشأن تحسن الأمور.

ولا تقتصر أزمة جنود الاحتياط على النداءات الفورية لخطوط النجدة، بل تنعكس أيضًا في غرف العلاج التي يترددون عليها، وحتى اليوم يتلقى أكثر من ألف جندي احتياط رعاية نفسية من الجمعية، وبلغ العدد التراكمي لحالات الرعاية خلال الأشهر القليلة الماضية حوالي 2000.

وقالت "إيريت ألوني" المتخصصة في رعاية الصدمات ومديرة الوحدة السريرية في جمعية ضحايا الصدمة، إن "موجة الإحالات التي نراها في الأسابيع الأخيرة تتعلق بما يُعرف بالصدمة المتأخرة، وعندما ينتهي الشخص من الاحتياط، يركز كل طاقاته العقلية على أداء وظائفه والعودة إلى الروتين، ثم بعد عدة أشهر، قد تظهر الصدمة فجأة بسبب محفز معين، وتطفو كل المشاعر".

وأضافت "ألوني" أن انتحار "إليران مزراحي" كان له تأثير كبير، وتبين أن المحفزات التي تسبب الضيق قد تختلف من مريض لآخر، وقد تكون رسالة أو شيء بسيط يبدو غير مهم لنا، لكنه قد يسبب تأثيرًا كبيرًا، على سبيل المثال، تسببت رائحة اللحم في مطعم في تجربة صعبة لأحد المرضى".

أوضح مدير الوحدة السريرية في جامعة تل أبيب، أن بعض المتقدمين يشعرون بالذنب لأنهم نجو بينما لم يتم إنقاذ أصدقائهم، مشيرًا إلى ما يُعرف بـ "ذنب الناجي". وأضاف أن العيادة تستقبل أيضًا نساء الاحتياط وأفراد عائلات الجنود، الذين يعانون من صعوبات في العودة إلى الروتين بعد تجربة الخسارة المؤلمة لأصدقائهم.