ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قال موقع وللا العبري، إن جهاز "الشاباك" لدى الاحتلال تحت قيادة "نداف أرجمان" و"رونان بار"، تحول من جهة تعتمد على الذكاء البشري إلى الاعتماد بشكل أساسي على التكنولوجيا.
وأشار الموقع العبري، إلى أن أحداث السابع من أكتوبر، أثارت تساؤلات مقلقة حول كيف سمح جيش الاحتلال والشاباك لحركة حماس بتنفيذ الهجوم المباغت في الغلاف، وأدى هذا السؤال إلى تشكيل "لجنة تحقيق مدنية" لفحص السلوك الذي سمح لحماس بارتكاب المجزرة.
وقال وللا، إنه سيكون من المناسب تشكيل لجنة تحقيق في نهاية الحرب، بالاستناد إلى رأي رئيس محكمة الاحتلال العليا مئير شمغار، الذي شارك في لجان التحقيق أكثر من جميع القضاة الإسرائيليين.
وكتب شمغار في كتابه "تم ولن ندفع" الصادر عام 2015: "من تجربتي تعلمت عمق الفجوة بين الآمال المعلقة على لجان التحقيق وقدرتها على التأثير على ما يتم في الواقع. لا توجد لجنة تحقيق مهما كان أعضاؤها معروفين، يمكنها حل المشكلات التي لا يستطيع المجتمع ككل التعامل معها. علاوة على ذلك، فإن الرأي العام يطالب بمعرفة "من هو المسؤول"، وحتى ذلك الحين لا يريد سماع أن قطع الرأس لا يحل المشكلة دائمًا، ومن الأفضل التركيز على التغييرات الهيكلية".
وأشار الموقع، إلى أن هناك جملة من العمليات التنظيمية التي أدت إلى الفشل الأمني الأخطر منذ قيام الاحتلال، أبرزها المفاهيم الخاطئة والتغييرات التنظيمية في الشاباك.
وأوضح، أنه منذ عام 2012، سادت بين النخبة الأمنية الإسرائيلية نسخة مفادها أنه لم يعد هناك تهديد وجودي لدولة الاحتلال، وأن التهديد الأهم هو تحولها إلى دولة ثنائية القومية، وقد أدى هذا التصور إلى رؤية خاطئة لحماس باعتبارها منظمة براغماتية تهتم برفاهية سكان غزة، وبدأت العمليات التي أدت إلى هذا المفهوم في الشاباك مع إنهاء منصب يورام كوهين وتولي نداف أرغمان ورونان بار القيادة.
وأشار إلى أن هذه العمليات شملت تغييرا في مفهوم الاستخبارات البشرية؛ فبعد فك الارتباط عن القطاع، وجد الشاباك صعوبة في تشغيل عملاء في المنطقة، وحولت حماس غزة إلى دولة شمولية، وعزلت سكانها عن الاحتلال وعاقبت بشدة أولئك الذين يشتبه في تعاونهم مع الاحتلال، ونتيجة لذلك، تضاءلت الثقة في فعالية وكلاء التشغيل، والتي كانت تشكل حجر الزاوية في أنشطة المنظمة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك تغييرات تنظيمية في التغطية الاستخباراتية في غزة، ساهمت في هذا الفشل، فحتى عام 2016، جاء رؤساء الشاباك من خلفية وكلاء التشغيل، ومع تعيين نداف أرغمان، حدث تحول نحو الاعتماد على العمليات المتكاملة تكنولوجيًا، وواصل رونان بار هذا الاتجاه، مما أدى إلى إضعاف المقرات القطاعية للوكلاء وتقليص كبير في عمل الوكلاء في غزة.
وذكر، أن تعزيز التكنولوجيا على حساب الذكاء البشري، كان عاملا رئيسيا في هذا الفشل، حيث نما قسم التكنولوجيا بشكل ملحوظ وأصبح العامل المهيمن في الشاباك، ونتيجة لذلك، فقدت المنظمة استقلاليتها العملياتية.
وأدت هذه التغييرات إلى إضعاف قدرة الشاباك على جمع المعلومات الاستخباراتية البشرية الفعالة في غزة، مما ساهم في الفشل الأمني الأخطر منذ قيام الاحتلال، وتحتاج عملية الشفاء إلى التركيز على التغييرات التنظيمية وبناء ثقافة تنظيمية جديدة، توازن بين الاعتماد على التكنولوجيا والحفاظ على فعالية الذكاء البشري.