ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الاحتلال الإسرائيلي "لم يعد دولة منذ زمن طويل، وإنما إسرائيل هي قاعدة عسكرية فقط"، وذلك بسبب صراع نتنياهو على البقاء في الحياة السياسية على حساب أجساد نحو 100 فلسطيني ارتقوا في مجزرة مواصي خانيونس.
وأضافت هآرتس في مقال لـ "ب. ميخائيل"، أن كل ما يزعج أغلبية المقيمين لدى الاحتلال هو السؤال المصيري حول "مَن هو الذي سيتحمل أكثر هذا العبء، لكن لا يهم إطلاقًا، من الشخص التالي الذي سيتم حمله على النقَالة، مَن يحملون وما الذي يحملونه على أكتافهم، وفي الحقيقة، يوجد على هذه النقالة مجموعتان من المكاره المدللة؛ الأولى حصلت على مصادقة وتمويل للبطالة كما تشتهي، والثانية تنتظر قدوم المسيح وتجعل حياة الآخرين كالجحيم".
ويقول الكاتب: تحت الحمّالة، تتزاحم ملايين الأعشاب الضارّة، هؤلاء الذين من المسموح الدوس عليهم، مسموحٌ البصق عليهم، ومنهم ينهبون الضرائب اللازمة لتمويل ملذات السلطة، وهناك يُسمَح لهم، أيضًا، بأن يموتوا في الحرب، أو أن يقعوا في الأسر، وهو الشيء ذاته في الواقع، ثم يمتدحونهم ويحتفون بهم، فعاجلًا أم آجلًا سوف تحتاج السلطة، مرة أخرى، إلى المغفّلين الذين سيعودون ويُقتَلون من أجله لتجديد وتحديث الحرب المقدسة.
ويضيف، أن "لا أحد يُخبرهم بالحقيقة المُثيرة للإحباط، أن الحرب ليست وسيلة لتحقيق هدف ما؛ الحرب هي الهدف، لأن السيطرة على الدولة في حالة الحرب هو أسهل بكثير جدًا، خلالها، كل شيء يكون مقدسًا للغاية، ممنوع وسرّيّ وليس الآن وعندما تنتهي الحرب، لكنها لن تنتهي، إلى الأبد، لأن الحرب هي حياتنا، لا وجود لنا بدونها، ونحن إلى الأبد سنأكل الحِراب، وإلى الأبد سُنطعِم الحِراب، وإلى الأبد سنبيع الحِراب، لكل راغب".
ويشير الكاتب، إلى أنه "في الواقع، منذ يومها الأول، تخوض الدولة حربًا واحدة طويلة لأن هذا ما نحبّه نحن، لأنك إن أخذتَ مِنّا الحرب، فسوف نتفكك إلى عناصرنا المُكوِّنة، على الفور، لذلك، ثمة اسم واحد فقط مناسبٌ لحرب الـ 80 سنة هذه وهو حرب سلامة الحرب".
وأكد، أن "نحن نحبّ أن نحاربَ الشعب الفلسطيني، بالأساس.. ليس بالقذائف والمدافع فحسب، بل بالمستوطنات أيضًا، بالتمييز أيضًا، بالنهب والسلب أيضًا، وبمجرّد التنكيل والاضطهاد المُمتِع، أيضًا، لأن هذا هو الموجود، لأنه يبدو لنا أن هذا هو الأكثر سهولة".
ويشير، إلى أنه "في مهامّ الدولة، قاعدتي العسكرية لم تعد تتدخل، لأن هذا ليس شأنها، ونحن في خضمّ الحرب، والأبناء يسقطون، والتعليم والصحة والرفاه وغلاء المعيشة والبنى التحتية، ورغم كل ذلك نحن مشغولون فقط بالحمّالات فقط".
وعن مجزرة مواصي خانيونس، يقول الكاتب: "ثماني قذائف تزن الواحدة منها طنَا واحدًا من أجل قتل شخص واحد، من أجل الثأر والانتقام.. ليعلم الجميع أنه مسموحٌ قتلُ مائة شخص بريء من أجل إصابة شخص واحد، هذا لن يساعد في شيء حقًا، لكن هذا جيّد للمعنويّات، هذا سيملّس قليلًا الأنا الذي تجعّد، سيُسعِد المستوطنين وينقذ بيبي نتنياهو".
ويضيف: "كانت القذائف دقيقة بالطبع، اسألوا جميع المراسلين العسكريين، بل كانت جراحية حتى، لو كانت غرف الطوارئ تستخدم مثل هذه الجراحة الدقيقة إلى هذه الدرجة، لكان عدد السكان لدينا قد تقلّص بمقدار النصف، بمنتهى السهولة".
وأردف: هل تعلمون كم من المال كان سيوفّر هذا على سموترتيتش؟ ليس من السهل انتشال أنفسنا من الحفرة العميقة التي دهوَرْنا أنفسَنا إليها، وربما لم يعد هذا ممكنًا، الحفرة ليست مكانًا لإنجاب الأولاد وتنشئتهم.