شبكة قدس الإخبارية

لماذا يرفض الحريديم التجنيد في جيش الاحتلال؟

photo_2024-07-17_14-49-19 (3)

ترجمة عبرية - خاص شبكة قُدس: على مدار أشهر مضت، دخلت أزمة تجنيد المتدينين اليهود لتأخذ حيزا في الأزمات الداخلية لدى الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب جملة من الخلافات التي خلقتها أحداث السابع من أكتوبر الماضي والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فالجيش يعاني من نقص كبير في القوة البشرية والمتدينون متشددون في موقفهم الرافض للتجنيد. 

هذه الأزمة الممتدة على مدار سنوات مضت وعادت للواجهة بقوة من جديد، وصلت الخلافات بشأنها حدّ دعوة الحاخام الأكبر لدى الاحتلال الإسرائيلي والذي يدعى "يتسحاق يوسف"، إلى العصيان ورفض الدعوة للتجنيد وحتى تمزيق قرار التجنيد وعدم الامتثال لهذه الأوامر. 

وهذا الرفض نابع جزء منه من عدم الاعتراف بالدولة، وينظرون إلى حكومة الاحتلال على أنها حكومة يجب استغلالها وابتزازها بأكبر قدر ممكن، وهو ما ظهر في عديد التصريحات لحاخامات الاحتلال بالدعوة إلى تمويل المدارس الدينية بدلا من تجنيد المتدينين.

ويرى الحريديم، الدولة على أنها استمرار مباشر "للنفي" بدلا من بداية "الخلاص" كما يرى العلمانيون، ورغم ذلك، إلا أن بعض الحاخامات هم في دائرة المشهد السياسي لدى الاحتلال وبعض طلبة المعاهد الدينية تطوعوا في الجيش بعد دخول الأحزاب الدينية إلى الكنيست، كما وتحصل المعاهد الدينية على تمويل من الحكومة.

وأجمع المتدينون والحاخامات منذ احتلال فلسطين على معارضتهم ورفضهم الانخراط في الجيش الذي اعتبروه مفسدة للأخلاق المجتمعية وتهديدا للمعاهد والقيم الدينية وتعاليم التوراة، ورفضوا المشاركة في حرب 1948، حيث واجه الاحتلال مسألة تجنيد المتشددين، وعاملهم أول رئيس وزراء للاحتلال ديفيد بن غوريون معاملة خاصة، كونهم كانوا ضامنين لاستمرار دراسة تعاليم الديانة اليهودية.

وأكد حاخامات الاحتلال في وقت سابق، أن فرض التجنيد على المتدينين "يعكس الوجه الحقيقي للصراع بين التيار العلماني الصهيوني والتيار الديني حول ماهية ومستقبل وهوية نظام الحكم، بين طرف يريدها دولة يهودية صهيونية وطرف آخر يريدها "دولة تحكم بتعاليم التوراة حين نزول المسيح المنقذ".

في وقت سابق، قال باحث إسرائيلي، إن المتدينين عندما يُطلب منهم، في المحادثات الخاصة، الإجابة عن السؤال: لماذا لا يخدمون في الجيش؟، فإنهم يندهشون ويجيبون بسؤال آخر: "لماذا يجب أن نجند للقتال في الحروب التي تشنها أنت؟ تريد القتال، يمكنك أن تخدم. نحن لسنا على استعداد للتضحية بأطفالنا من أجل دولتكم".

الحاخام الأكبر الحريدي يتسحاق يوسف، قال سابقا، إنه "دون التوراة، دون المدارس الدينية للرجال المتزوجين، لن يكون هناك شيء، لن يكون هناك نجاح للجيش. الجيش ينجح فقط بفضل أولئك الذين يدرسون التوراة، التوراة هي ما يحمينا".

وبحسب كتاب إسرائيليين، فإن المتدينين دائما ما كانوا يتهربون من القتال، حتى قبل احتلال فلسطين، وعند وجودهم في الدول الأوروبية كان موقفهم كذلك من القتال مماثلا.

 وينصح الحاخام دوف لانداو طلاب المدارس الدينية بعدم حضور الجنازات العسكرية أو حتى القيام بزيارات المستشفى للجنود الجرحى، ويقول "دعهم يموتون في سلام، ماذا يهم؟".

أما الحاخام يسرائيل بونيم شرايبر فيقول إن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي هم مثل "رجال القمامة"، و"لا يهمنا من قُتلوا، ليس لديهم أي صلة بنا، فهم ليسوا إخواننا".

ويرى المتدينون، أن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع القواعد والقوانين العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم الأيديولوجية للدولة العلمانية، ويرون أن مهمتهم تقتصر على دراسة التوراة والتفرغ لها على أنه لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.

وبحسب تعاليمهم، يعدّ اليهود المتشددين دراسة التوراة هي الضمان للحفاظ على بقاء "إسرائيل"، و"سلاح روحاني لحماية شعب إسرائيل".

ويوم أمس الثلاثاء، كشف موقع "واينت" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سوف يستدعي الآلاف من اليهود المتشددين (الحريديم) للخدمة العسكرية في وقت مبكر من الأسبوع المقبل رغم الاحتجاجات المتواصلة ضد القرار.

وأوضح أن جيش الاحتلال يرى أن إرسال أوامر استدعاء سيمكنه من تجنيد الأعداد المطلوبة وأنه لا يمكن الاعتماد فقط على من يريد التجنيد طوعا، في ظل الأزمة في القوة البشرية لدى جيش الاحتلال.

وقبل أسابيع، قررت محكمة الاحتلال العليا إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.

ونظم الحريديم احتجاجا في بني براك للتعبير عن رفضهم الخدمة العسكرية -قمعتهم قوات الاحتلال-، حيث يشكلون نحو 13% من الجمهور لدى الاحتلال.