خاص - شبكة قدس الإخبارية: قبل أيام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نقصٍ في أعداد دباباته اللازمة لاستكمال الاجتياح البري في قطاع غزة، ويأتي هذا لإعلان بعد مرور 10 شهور على اندلاع معركة طوفان الأقصى بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
يأتي هذا الإعلان على ضوء استمرار استهداف فصائل المقاومة للدبابات الإسرائيلية دون انقطاع منذ الأيام الأولى للمعركة، وفي خضم عدة تصريحات متداخلة تصدر عن قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية، أبرزها تصريح وزير حرب الاحتلال "يواف جالانت" الذي قال فيه: "الدبابة التي تخرج من رفح يجب أن تصل نهر الليطاني" في تلويحٍ بتنفيذ عملية عسكرية ضد حزب الله في لبنان، إضافة للادعاءات الأمريكة التي جاء فيها وقف تصدير الأسلحة إلى الاحتلال، فما الذي يعنيه جيش الاحتلال بتصريحه الأخير عن نقص الدبابات؟
تسولٌ من جهة ومكرٌ عسكري من جهة أخرى
وحول ذلك قال المحلل السياسي محمد القيق إن هذا الإعلان يحمل افتراضين الأول يأتي كتسولٍ غير مباشر بعد الادعاءات الأمريكية بوقف تصدير الأسلحة لجيش الاحتلال، وهذا يأتي في إطار تحضير نتنياهو لاستغلال الحكومة الأمريكية الجديدة قبل تشكيلها، أما الافتراض الثاني فهو عبار عن فخ عسكري يحاول الاحتلال من خلاله استدراج حزب الله إلى حرب.
ويُعلل القيق ذلك بإحدى تصريحات نتنياهو السابقة التي ادعى فيها عن عدم قدرة جيشه في لبنان لجر حزب الله إلى المبادرة بالحرب وتحشيد العالم ضد لبنان، غير أن واقع التصعيد يعكس مدى رغبة الاحتلال بشن حرب مدمرة على لبنان، وقد يكون تصريحات نقص الدبابات ضمن هذه المكائد.
وأضاف القيق أن جيش الاحتلال لا ينشر تفاصيل هذا النقص العسكري بل ينشر ذلك بشكلٍ مبهم بغرض جلب أسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو بمثابة ادعاء إعلامي لإحضار المزيد من الدعم.
أثر التصريح على جنود الاحتلال ومجتمعه
أما عن الداخل العسكري والقضائي للاحتلال ودوره في هذا الإعلان، فيشير المختص بالشأن الإسرائيلي ياسر مناع أن المحكمة العليا الإسرائيلية لها دور بنشر تصريح نقص الدبابات للرد على دمج المجندات بسلاح المدرعات.
وأضاف مناع أن هذه المعلومة تدلل وجود عجز بالمجهود الحربي للاحتلال ويتم تعويضه بجنود مقاتلين، وهذا ما يؤثر على معنوية جنود الاحتلال، مع تأكيد الإعلان على مصداقية رواية المقاومة الفلسطينية باستهدافها للدبابات على مدار الحرب.
ويشير مناع أن إعلان جيش الاحتلال من الممكن أن يكون ورقة ضغط على "بنيامين نتنياهو" لضرورة إنهاء الحرب والإنسحاب من قطاع غزة، مع التأثير على قطاع الصناعة العسكرية للاحتلال وتصديره إلى العالم.
وفي الواقع أظهرت فيديوهات المقاومة حجم الأثر التدميري على دبابات الاحتلال عقب استهدافها بالقذائف والعبوات الناسفة، إضافة إلى ترك الاحتلال لعددٍ من دباباته وآلياته المدمرة بالكامل في أحياء قطاع غزة بعد انسحابه.
ومن المؤكد أن جيش الاحتلال قد دخل مرحلة استنزاف عسكري حقيقية بعد مرور شهور على القتال ضد المقاومة في قطاع غزة بشكلٍ متواصل واستهدافه على مدار هذه الشهور.
ويُعتبر سلاح المدرعات الذي يضم الدبابات السلاح الأبرز لدى جيش الاحتلال بحسم المعركة على الأرض، وضعف هذا السلاح يعني تخلخل إضافي لواقع جيش الاحتلال على أرض المعركة، فيما تُقارب الحرب على إتمامها ل300 يوم، في ظل استمرار عمليات المقاومة التي تستهدف آليات الاحتلال وجنوده.