شبكة قدس الإخبارية

تقريركيف يسعى الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي منذ عقود؟

WhatsApp Image 2024-07-11 at 7.35.55 PM
يزن حاج علي

خاص - شبكة قدس الإخبارية: منذ السابع من أكتوبر/2023 يمر الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بهجمة استيطانية غير مسبوقة، زادت واقعه صعوبةً فوق الصعوبة الواقعة عليه منذ أكثر من 30 عاماً.

 

صباح اليوم الخميس استفاقت البلدة القديمة في الخليل على خطوة استيطانية جديدة، تمثلت بسقف ساحة الحرم وجعلها مُخصصة إلى المستوطنين، ولربما تدل هذه الخطوة على نية سلطات الاحتلال بالسيطرة الكاملة على المسجد ومحيطه وتحويله إلى كنيسٍ يهودي.

 

ويُعد المسجد الإبراهيمي ثاني أبرز المساجد وأقدمها في فلسطين بعد المسجد الأقصى المبارك، ومعلماً إسلامياً من معالم الحضارة في فلسطين، وذلك ببناءه القديم وضمه للعديد من المقامات الدينية القديمة كمغارة الأنبياء.

 

تاريخ الصراع


في عام 1967 وفي الساعات الأولى لسقوط الضفة الغربية في يد جيش الاحتلال، اقتحم جنود الاحتلال بصحبة عددٍ من الحاخامات الحرم الإبراهيمي ورفعوا علم كيان الاحتلال عليه، ومنذ ذلك الحين بدأت مخططات الاستيطان والتهويد تُحاك ضد الحرم الإبراهيمي للسيطرة عليه بشكلٍ تدريجي.

 

وعلى مدار السنينين اتسع الاستيطان الصهيوني في محافظة الخليل بوجهٍ عام وفي البلدة القديمة بشكلٍ خاص، هناك أصبحت تُحاك المخططات لتهويد الحرم الإبراهيمي وفرض واقعاً جديداً في المدينة ككل، وأصبحت تدور المواجهات كل فترة وأخرى بين الفلسطينيين من جهة وقطعان المستوطنين وجنود الاحتلال من جهةٍ أخرى، مع فرض تضيقاتٍ مستمرة على سكان البلدة القديمة الفلسطينيين.

 

المجزرة وسيل الدم الذي لم ينقطع


في 25 شباط 1994 الموافق 15 رمضان، كان الحرم الإبراهيمي على موعدٍ مع أحد المنعطفات التي تسرع في عملية تهويده، بل مع مجزرةٍ إسرائيلية وقعت بداخله، عندما هاجم أحد المستوطنين يدعى "باروخ غولدشتاين" المصلين أثناء ركوعهم في صلاة الفجر بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، ما أدى إلى إرتقاء 29 مصلياً من الفلسطينيين داخل الحرم وإصابة العشرات، وما إن حل اليوم الثاني من المجزرة حتى ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 50 شهيداً في أعقاب المواجهات التي دارات في مدينة الخليل بعد المجزرة.

 

على إثر المجزرة أغلقت سلطات الاحتلال المسجد لمدة 6 شهور تحت إدعاء التحقيق في المجزرة، غير أن غاية سلطات الاحتلال كان أكبر من ذلك، حيث تم اقتطاع أكثر من نصف مساحة المسجد وتحويلها إلى كنيسٍ يهودي يُقيم به ميليشيات المستوطنين طقوسهم التلمودية، إضافة إلى إقامة 100 نقطة تفتيش وحاجز في محيط الحرم يسيطر عليها جنود وعناصر شرطة الاحتلال، مع التدقيق في هويات المصلين الذين يدخلون المسجد.

 

منع إقامة الآذان.. وجه آخر للإجرام


لم تكتفي سلطات الاحتلال بالسيطرة على المسجد الإبراهيمي ومحيطه، بل تقوم بمنع إقامة الآذان في عدة أوقات، حيث يُمنع رفع آذان المغرب والعشاء مساء يوم الجمعة، ويُمنع رفع الآذان في أيام السبت والأعياد اليهودية.

 

إضافةً إلى عشرات عمليات الإعدام الميدانية التي قام بها جنود الاحتلال والمستوطنين وأدت إلى ارتقاء عشرات الفلسطينيين في محيط المسجد الإبراهيمي وخاصة في شارع الشهداء، فضلاً عن عمليات تنكيل واعتداءات يقوم بها جنود الاحتلال وميليشيا المستوطنون ضد الفلسطينيين.

 

يستمر الاحتلال بمحاولاته الحثيثة لفرض السيطرة التامة على الحرم بشكلٍ تدريجي وعبر سلسلة مشاريع تغير في نمط عمرانه، أبرز هذه المشاريع إقامة مصعد كهربائي في ساحة الحرم مخصص للمستوطنين والحاخامات لتسهيل عملية صعودهم إلى الحرم والصلاة فيه عام 2021، إضافة إلى إغلاقه كل فترة ومنع الصلاة فيه، وآخر هذه الإجراءات الاستيطانية، قرار سلطات الاحتلال بسقف ساحة الحرم وتحويلها إلى مساحة مخصصة للمستوطنين، وقد بدأ المشروع فجر اليوم الخميس.

 

#الحرم الإبراهيمي #الخليل #الضفة الغربية #شارع الشهداء