ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الاحتلال الإسرائيلي أدار خلال الأشهر الستة الماضية مفاوضات للتوصل لاتفاق أسرى مع المقاومة في قطاع غزة، وفي كل مرة كان يتم إحباط المفاوضات مرة تلو الأخرى.
وبحسب الصحيفة فإن رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" قام بعرقلة التقدم بالمفاوضات دائماً، خاصة مع وصول المفاوضات للحظات الحاسمة، وذلك بسبب تقديراته بأن التوصل لاتفاق أسرى سيؤدي باحتمالية كبيرة لانهيار حكومته الحالية، وهو يحاول منع ذلك بأي ثمن.
وأضافت "هآرتس" نقلاً عن مسؤولين أمنيين بأنه بهدف إحباط المفاوضات وعرقلتها اعتمد "نتنياهو" على معلومات أمنية سرية وحساسة واستخدمها لأهدافه، وهكذا كان يحبط المفاوضات دائما.
وقبل أيام، أعلن "نتنياهو" موقفه من المفاوضات الأخيرة غير المباشرة مع حركة حماس، قائلا إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن يتيح لجيش الاحتلال مواصلة القتال حتى تحقيق "أهداف الحرب".
نهج نتنياهو في المفاوضات مصمم لاستغلال الوقت والرهان على مصير الأسرى الإسرائيليين، وفي وسط الحديث عن تحقيق انفراج محتمل في المفاوضات، يكرر نتنياهو ممارسته المعتادة، ويطرح موقفاً متشدداً عشية مغادرة الوفد إلى القاهرة.
هذا التصريح لنتنياهو، جاء قبيل بدء محادثات الصفقة الجديدة مع حركة حماس، حيث توقع محللون وسياسيون إسرائيليون، أن نتنياهو يماطل بشكل متعمد بخصوص أي جهود مبذولة للتوصل لصفقة وإنهاء الحرب.
وذكرت تقارير عبرية، أن نتنياهو منذ السابع من أكتوبر، كانت مصلحته الشخصية هي إطالة أمد الحرب من أجل البقاء سياسيا، على الرغم من أن هذه المسألة قد تقود الاحتلال إلى حرب يكون فيها جيش الاحتلال غير مستعد لها على الإطلاق.
وتشير إلى أن لدى رئيس وزراء الاحتلال سجل حافل بأن مصالح "الدولة" والجمهور الإسرائيلي ليست على رأس اهتماماته، لذلك هناك ما يدعو للقلق.
وقالت مصادر عبرية، إن هناك صدمة داخل المؤسسة الأمنية للاحتلال بسبب بيان نتنياهو، وعدد من المسؤولين الأمنيين انتقدوا سلوك نتنياهو الذي وضع الشروط حتى قبل المشاورات الأمنية التي كان من المقرر عقدها لمناقشة الصفقة.
وجاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن نتنياهو اشترط قبل بدء المباحثات، استمرار القتال حتى تتحقق جميع أهداف الحرب، وألا يكون من الممكن تهريب الأسلحة إلى حماس من حدود غزة إلى مصر، وألا يكون من الممكن عودة آلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة، والعمل على رفع العدد الذي ستفرج عنه حماس.
وأكدت الصحيفة، أن بيان نتنياهو قد يكون بمثابة تخريب للمفاوضات، إلا أنه من ناحية أخرى، قد يكون بداية صعبة للمفاوضات على التفاصيل، خاصة ما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن الصفقة المحتملة، ومن سيحكم قطاع غزة وبأي تمويل ستتم إعادة الإعمار.