شبكة قدس الإخبارية

تقرير"عقيدة الضاحية".. انتقام إسرائيلي يُنفذ في مخيمات طولكرم وغزة

WhatsApp Image 2024-07-09 at 7.28.52 PM
يزن حاج علي

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: منذ منتصف عام 2023 الماضي، بدأت اقتحامات جيش الاحتلال لمخيمات شمال الضفة تأخذ شكلاً مختلفاً بعد اشتداد المقاومة بها، بعدما كانت الاقتحامات قبل ذلك على شكل مداهماتٍ ليلية بواسطة وحدات خاصة ثم دعم عسكري بمدرعات وجيبات ويستمر الاقتحام لساعات قبل أن ينتهي باعتقال فلسطينيين أو اغتيالهم، وخاصة في مخيم جنين ومدينة نابلس ومخيمات محافظة طولكرم.


 أما الشكل الجديد للاقتحامات فبات على شكل اجتياح يستمر لساعاتٍ طويلة أو أيام مع إلحاق أضرار جسيمة في البنية التحتية والمنازل، على غرار حملة "السور الواقي" عام 2002، بدأت هذه الاستراتيجية العسكرية في الاجتياح الكبير لمخيم جنين في حزيران/2023 وازدادت عنفاً بعد معركة طوفان الأقصى.


ولربما كان الثقل الأكبر من هذه الاجتياحات على محافظتي طولكرم وجنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وعلى وجه الخصوص مخيم نور شمس في مدينة طولكرم الذي تعرض اليوم الثلاثاء لعدوانٍ تدميري من هذا النوع.


التدمير والهدم.. سياسة إسرائيلية متجددة عبر الزمن


أعادت الاجتياحات الأخيرة لمخيمات محافظة طولكرم، مشاهد من ذاكرة انتفاضة الأقصى والتي كانت منطقة طولكرم مسرح أبرز أحداثها. خلال الانتفاضة نفذ جيش الاحتلال أشهر عملياته العسكرية والتي عُرفت باسم "السوار الواقي" وكانت قد بدأت في أواخر شهر آذار عام 2002.


كان أحد أهداف "اجتياح السور الواقي"؛ مدينة طولكرم ومخيماتها، نظراً لقوة فصائل المقاومة فيها ووجود عشرات المطاردين، وخلال الاجتياح عاث جيش الاحتلال خراباً في المدينة ومخيميها الاثنين نور شمس وطولكرم، وتعرض حينها مخيم نور شمس لقصفٍ من طائرات "الأباتشي" العسكرية وعمليات هدم وتجريف لعشرات البيوت مع تخريب الشوارع على غرار ما يحدث هذه الأيام.


عقيدة الضاحية.. من لبنان إلى قطاع غزة ثم الضفة الغربية


تُعرف سياسة تدمير المنازل والبنى التحتية باسم "عقيدة الضاحية" وهي استراتيجية عسكرية تقوم على استخدام القوة المفرطة في المناطق التي تنشط فيها المقاومة وحاضنتها، وقام جيش الاحتلال بتنفيذها أول مرة خلال حرب تموز عام 2006  في منطقة الضاحية الجنوبية وألحق دماراً واسعاً بها تحت ذريعة استهداف مقرات حزب الله.


ثُم أصبحت تُستخدم هذه الطريقة في كافة الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الأعوام الماضية، ونفذت بشكل واسع أثناء العدوان المستمر الذي بدأ منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.


وتخلف عقيدة الضاحية دماراً واسعاً في المنازل والعمارات والبنى التحتية، إما من خلال القصف الجوي أو القصف المدفعي، أو التدمير بواسطة المدرعات والجرافات العسكرية، وينفذ الاحتلال هذه السياسة اليوم في مخيمات طولكرم وجنين وقطاع غزة.

 

عقيدة الضاحية واستهداف الحاضنة الشعبية


لا تقتصر أهداف جيش الاحتلال عند استخدامه لعقيدة الضاحية على استهداف المقاومين وقتلهم فقط، بل تحمل هذه الاستراتيجية أهدافاً أخرى تحاول قوات الاحتلال من خلالها تدمير ممتلكات الفلسطينيين في المناطق التي تنشط فيها المقاومة في محاولةٍ لكسر الحاضنة الشعبية للمقاومة وإلحقاق الأضرار بالممتلكات كانتقامٍ عشوائي من الحاضنة الشعبية.


وخلال الاجتياحات الأخيرة لمخيمي نور شمس وطولكرم؛ قام جيش الاحتلال بتدمير وإحراق العشرات من المحلات التجارية على امتداد شارع نابلس قرب مخيم نور شمس، واستدعاء جرافاتٍ ضخمة لتدمير مداخل المخيم وأزقته وحتى هدم بعض البيوت وإلحاق أضرارٍ فيها.


ووثقت مشاهد تجريف مدرعات الاحتلال أزقة حي المنشية في مخيم نور شمس اليوم، كما فعلت في اقتحاماتٍ سابقة، وهذا ما يقوم به جيش الاحتلال من عمليات نسف وتدمير للمنازل الفلسطينية في قطاع غزة.


عقيدة الضاحية.. نجاحٌ أم إجرام وانتقامه


لم يحقق جيش الاحتلال أياً من أهدافه خلال حروبه السابقة على لبنان وغزة وعملياته العسكرية في الضفة الغربية؛ بل سقطت عقيدة الضاحية وكافة سياساته التدميرية أمام اشتداد وصمود المقاومة في قطاع غزة، وتصاعد قوة حزب الله العسكرية، وتقدم مجموعات المقاومة في جنين وطولكرم.


ولم يقتصر الفشل على الصعيد العسكري فقط؛ بل زادت هذه الإجراءات العدوانية من التفاف الحاضنة الشعبية حول المقاومة في كل مناطقها رغم دمار الاحتلال وهمجيته، غير أن الاحتلال لا زال يمارس خططه الدموية عند كل اقتحام، ليس بحثاً عن النصر، بل انتقاماً عشوائياً يغذيه الحقد.

#قطاع غزة #الضفة الغربية