شبكة قدس الإخبارية

لبناء قيادة فلسطينية موحدة.. اجتماع تحضيري للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني 

20240707032941

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: عقدت شخصيّات فلسطينيّة مقيمة في الولايات المتحدة اجتماعًا، عبر برنامج (زووم)، للتحضير للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ تسعة أشهر.

وشاركت في الاجتماع عدة شخصيات فلسطينية فاعلة في العمل السياسي في أميركا من نشطاء ورجال أعمال وسيدات أعمال وأطباء ومهندسين وأكاديميين وباحثين وطلبة جامعات، شدّدوا على أهمية مبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني وأهدافها السياسية والوطنية في ظل الوضع السياسي الراهن. 

وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أسامة أبو ارشيد، إن هناك واقعا صعبا يواجه الشعب الفلسطيني بسبب حرب الإبادة في قطاع غزة والسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية. 

وشدّد على أن هذا الواقع يأتي في ظل حالة من الفراغ السياسي الفلسطيني المتزامن مع مخطّطات إقليمية ودولية تسعى لملء هذا الفراغ بهدف تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مبادرة المؤتمر الوطنيّ الفلسطينيّ تأتي لتوفير صوت فلسطيني وطني يُعبر عن تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده في أرضه ونضاله من أجل التحرّر.

فيما قال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مصطفى البرغوثي، إن الشعب الفلسطيني يمر في أزمة عميقة بسبب حرب الإبادة في قطاع غزّة وإعادة احتلال الضفة الغربية. وأوضح أن الفلسطينيين يواجهون وضعاً جديداً يتسم بإعادة الاحتلال، مصحوباً بمشروع حسم سياسي وعسكري يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية واستكمال مشروع الضم والتهويد.

 وأشار البرغوثي إلى أن هذا الوضع الجديد يتزامن مع أزمة سياسية فلسطينية ناجمة عن فشل المشروع السياسي لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ونهج "أوسلو"، بالإضافة إلى غياب الديمقراطية الفلسطينية نتيجة عدم إجراء انتخابات منذ عام 2006، وغياب الشراكة الديمقراطية والوحدة الوطنية.

وأوضح، أن بيان المؤتمر الوطني الفلسطيني وضع الأسس السياسية للتعامل مع هذه الأزمة العميقة، مستندًا إلى الشراكة والعمل الوطني الذي يجمع أبناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها. ودعا إلى قيادة فلسطينية موحدة على أساس برنامج وطني مقاوم، ويسعى إلى استعادة دور منظّمة التحرير قيادة ممثلة للشعب الفلسطيني على أساس الشراكة والوحدة الديمقراطية.

وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، معين الطاهر، إن المؤتمر يسعى إلى إعادة بناء منظّمة التحرير على أسس ديمقراطية وتمثيلية للشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها. وأوضح أن المبادرة تدعو إلى تشكيل قيادة فلسطينية موحدة ترتقي إلى تحدّيات المرحلة وتضحيات الشعب الفلسطيني، ومواجهة المخطّطات الإسرائيلية التي تهدف إلى فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة. وأكد الطاهر أن المؤتمر يشدّد على ثوابت الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير والعدالة والعودة ومقاومة نظام الاستعمار والفصل العنصري. 

وأوضح مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عزمي بشارة، أنه في خضم التعامل مع حرب الإبادة في قطاع غزة واستعادة القضية الفلسطينية مكانتها المركزية، لا يوجد طرف فلسطيني موحد يدافع عن القضية الفلسطينية، حتى لا تبدّد تضحيات وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. وقال إن منظمة التحرير تعرّضت، بعد اتفاق أوسلو، للتهميش، وهي التي كانت تمثل الوطن المعنوي للفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، وتحولت مع مرور الزمن إلى أداة في يد قيادة السلطة الفلسطينية.

وأكد بشارة أن المبادرين والموقعين على هذه المبادرة يدعون إلى عقد مؤتمر وطني فلسطيني يهدف إلى تفعيل طاقات الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده، وهم يؤمنون بأن منظمة التحرير ملك لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، وأن وجود طرف فلسطيني موحد سيكون قادراً على حماية صمود الشعب ومقاومته، والتصدّي للمخطّطات الإقليمية التي تسعى إلى إيجاد طرف يدير قطاع غزّة تحت الوصاية الإسرائيلية. وشدّد بشارة على أنه لا يمكن مواجهة المرحلة المقبلة من دون وجود مرجعية سياسية فلسطينية موحدة في إطار منظمة التحرير، وأن هذا المؤتمر يسهم في تحقيق هذه الوحدة وإعادة تمثيل الشعب الفلسطيني بشكل فعّال وقوي.

ونوّه المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، نهاد عوض، بأهمية المبادرة ودورها في حماية ثوابت الشعب الفلسطيني، وأن تكون صوتًا فلسطينيًا وطنيًا أمام المشاريع الدولية والإقليمية لليوم التالي للحرب، والتحدّيات الجديدة التي تواجه النشطاء الفلسطينيين في الولايات المتحدة.

وأشار الناشط والخبير بالشؤون الأميركية والعلاقات الدولية، خالد الترعاني، إلى ضرورة الوحدة الفلسطينية من خلال منظمة التحرير وإعادة الاعتبار لفئات واسعة من الشعب الفلسطيني في خارج فلسطين. وشدد أستاذ دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية بجامعة رتجرز، عبد الحميد صيام، على شمولية فكرة إعادة بناء منظمة التحرير وأهميتها، وضرورة أن يكون المؤتمر جامعاً وشاملاً لمختلف أطياف الشعب الفلسطيني. ورأى أن المؤتمر الوطني الفلسطيني فرصة للبناء على حالة النهوض العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة. وتطرّق الناشط السياسي، نايف الصمادي، إلى ما يميز هذه المبادرة عن غيرها من المبادرات، وآليات العمل المرجوّة من أجل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها.

وشدّدت الأستاذة في جامعة سان فرانسيسكو، رباب عبد الهادي، على ضرورة وجود مرجعية سياسية وطنية فلسطينية وصوت فلسطيني وطني في ظل الظرف السياسي الراهن. وأكّدت أهمية الحديث عن الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده داخل فلسطين وخارجها، والتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه، بما في ذلك حقّ العودة. كما شدد المهندس والخبير، جمال البرغوثي، على الحاجة إلى تفعيل الطاقات الكامنة للشعب الفلسطيني والفاعلة في مختلف المؤسسات والهيئات والنقابات المستثناة من العمل السياسي في المؤتمر الوطني.

كما شدّد الناشط السياسي، فيليب فرح، على حاجة الفلسطينيين في الولايات المتحدة للتغلب على التحدّيات الجديدة في العمل السياسي، وأهمية إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية ووحدوية للفلسطينيين في الخارج. وشدّدت الكاتبة، سوزان أبو الهوى، على أهمية الحديث عن آليات لبناء قيادة فلسطينية موحدة على أساس برنامج سياسي وطني. وتطرق الناشط السياسي والكوميدي، عامر زهر، إلى ضرورة وضع أسس قانونية لحماية العمل السياسي للفلسطينيين في الولايات المتحدة، وتحدّيات العمل في ظل ترقب الانتخابات الأميركية القادمة. وكما شدد الناشط، فهد أبو عاقل، على أهمية التفكير في آليات إعادة بناء منظّمة التحرير في ظل سلب القرار الفلسطيني.

ويذكر أن أكثر من 1370 شخصية فلسطينية من حوالي 45 دولة وقعوا على النداء الداعي إلى المبادرة إلى قيادة فلسطينية موحدة وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، وغالبيتهم شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، مثل الناشطين، المهنيين، الأطباء، الباحثين، الأكاديميين، الفنانين، الكتاب، الصحافيين، الشخصيات القانونية، طلبة الجامعات، بالإضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متنوعة بصفتهم الشخصية.

ويعقد الموقّعون على المبادرة من كل دولة اجتماعات تحضيرية لتنسيق المواقف والترتيب للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني.

 وجاء الاجتماع التحضيري لفاعليات وشخصيات فلسطينية متنوعة في الولايات المتحدة بعد عدة اجتماعات تحضيرية عقدت في فلسطين المحتلة، وبريطانيا، ولبنان، وقطر، والكويت، وإسبانيا، وبلجيكا، وفرنسا، ويستمر عقد هذه اللقاءات في الأسابيع المقبلة في دول عربية وغربية أخرى.