شبكة قدس الإخبارية

التفاؤل الحذر الإعلام الإسرائيلي وصفقة التبادل 

301
ياسر مناع

 تناولت وسائل إعلام الاحتلال رد حركة حماس على المقترح الأخير بشأن إبرام صفقة تبادل أسرى بنوع من التفاؤل، حيث أجمعت للمرة الأولى على أن هناك تفاؤلاً حقيقيًا حيال إمكانية إتمام الصفقة. هذه المستجدات تأتي في سياق إعلان وسائل الإعلام أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) سوف يتجه إلى الدوحة للمشاركة شخصيًا في المفاوضات، مما يعزز من جدية التحركات الأخيرة. لكن التجربة علمتنا أن نتوخى الحذر عند التعامل مع هذه القضية الحساسة، فإبرام الصفقة هو حلم كل فلسطيني غيور على وطنه ومحب لشعبه، ولكن هناك عدة أسباب تدفعنا إلى التحفظ والتعامل بحذر مع هذا التفاؤل.


رؤية متباينة حول الصفقة


ترى حكومة الاحتلال في إبرام صفقة التبادل خطوة ضرورية لتحقيق مكاسب تكتيكية مؤقتة، لكنها لا تعني بالضرورة نهاية الحرب، من منظور الاحتلال، يمكن للصفقة أن تكون مجرد خطوة نحو تهدئة مؤقتة تخدم أهدافًا معينة دون الالتزام بوقف كامل لإطلاق النار.

 

على الجانب الآخر، ترى حماس أن صفقة التبادل هي محصلة لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار، حيث تعتبر الصفقة جزءًا من تفاهم أكبر يتضمن إنهاء العمليات العسكرية وسحب قوات الاحتلال من قطاع غزة، هذا التباين في الرؤى يعكس الفجوة الكبيرة في مواقف الطرفين ويزيد من تعقيد المفاوضات.


الحرب مستمرة وتصاعد العمليات العسكرية


الحرب بين إسرائيل والمقاومة في غزة لا تزال دائرة، وإسرائيل مستمرة في عملياتها العسكرية التي تصفها بالموجهة نحو "الإبادة" ضد البنية التحتية المدنية وضد هياكل المقاومة في غزة.

 

في المقابل، المقاومة الفلسطينية تواصل عملياتها العسكرية، هذا السياق المشتعل يعني أن أي حدث غير متوقع يمكن أن ينسف كل الجهود المبذولة نحو إتمام الصفقة، تجربة المفاوضات السابقة علمتنا أن الأوضاع الميدانية يمكن أن تتغير بسرعة، مما يؤثر بشكل مباشر على المسارات الدبلوماسية.


شروط حماس وتعنت إسرائيل


شددت حركة حماس على ضرورة انتهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من غزة كشرط أساسي لإتمام الصفقة، حماس تبحث عن ضمانات واضحة لتحقيق هذا الهدف، إلى أن حكومة الاحتلال حتى الآن، ترفض منح تعهد خطي بذلك. إذا شعرت حماس بأن الاحتلال يلعب بصيغة الاتفاق ولا يقدم ضمانات ملموسة، فقد تنسحب من المفاوضات. هذا التوتر يزيد من تعقيد المشهد، حيث أن الثقة بين الأطراف لا تزال هشة.

 


حكومة الاحتلال ليست موحدة في رؤيتها للتعامل مع قضية الأسرى، أطراف متعددة داخل الحكومة قد تضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ مواقف أكثر تشددًا، مما قد يدفعه لوضع شروط جديدة لا تتلاءم مع مطالب حماس، هذه الديناميكيات السياسية الداخلية تعني أن نتنياهو قد يجد نفسه مجبرًا على تعديل مواقفه أو اتخاذ قرارات من شأنها تعطيل الصفقة.


مشاركة رئيس CIA هل هي دلالة على الجدية؟


إعلان مشاركة رئيس CIA في المفاوضات الدائرة في الدوحة لا يعتبر مؤشرًا على جدية الجهود المبذولة لتحقيق اختراق في هذا الملف المعقد، سبق وأن قدم إلى الدوحة قبل عدة أشهر دون أن يحقق أي نتائج. فيما أن الولايات المتحدة لا تعد وسيط في هذه القضية.


مشاركة رئيس CIA تعكس أهمية القضية بالنسبة للإدارة الأمريكية ورغبتها في تحقيق تقدم ملموس وإنهاء ملف الأسرى لدى حماس قبل الانتخابات الأمريكية لا إنهاء الحرب، أي أن هذه المشاركة لا تضيف وزنًا إلى المفاوضات أوتزيد من فرص الوصول إلى اتفاق.


خاتمة: الأمل والحذر في آن واحد في ظل هذه الظروف المعقدة، يبقى الأمل في إتمام صفقة تبادل الأسرى حلمًا يتطلع إليه كل فلسطيني. لكن التجربة والواقع يفرضان علينا التعامل بحذر وتفهم التعقيدات التي تحيط بهذا الملف خصوصًا والحرب عمومًا، الحذر مطلوب للحفاظ على الروح المعنوية في أوج حرب الإبادة والحرب النفسية.

#التبادل #الصفقة #وقف إطلاق نار