شبكة قدس الإخبارية

تقريرسلاح المقاومة..مراكمة عبر الزمن والأثر في الطوفان

WhatsApp Image 2024-07-06 at 2.17.16 PM
يزن حاج علي

خاص - شبكة قدس الإخبارية: خاضت المقاومة الفلسطينية عقب معركة "طوفان الأقصى" مواجهةً ضارية مع القوات البرية التي دفع بها الاحتلال للتوغل في قطاع غزة، واعتمدت المقاومة بذلك على الأسلحة المضادة للدروع، صُنع أغلبها في ورش التنصيع الخاصة بالمقاومة في غزة.

 

ولعبت هذه الأسلحة فارقاً نوعياً في مواجهة جيش الاحتلال وإيقاع الخسائر في صفوفه طوال شهور المعركة، ما يعكس قدرة المقاومة على تطوير الأسلحة المناسبة في التصدي لآليات الاحتلال، وفق دراساتٍ مُمنهجة لقدرات العدو وخصائص آلياته ومعداته.

 

أبرز هذه الأسلحة "قذيفة الياسين 105" السلاح الذي أحدث صدمةً لسلاح مدرعات الاحتلال بأكمله، واصطاد دبابات "الميركافا" بمختلف أجيالها منذ اليوم الأول للتوغل البري الإسرائيلي في قطاع غزة، تعرض هذه المادة تاريخ بعض الأسلحة التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية وتستخدمها في قتال جيش الاحتلال.


شكلت انتفاضة الأقصى منذ اندلاعها عام 2000 نقلة فارقةً في تاريخ الفعل المقاوم داخل حدود فلسطين المحتلة، ومن أشكال هذه النقلة محاولات المقاومة الفلسطينية بتطوير وصناعة سلاحها الخاص في تحدٍ للظروف الصعبة وقلة الموارد، فخلال سنوات الانتفاضة نجحت المقاومة بصناعة أسلحة مضادة للدروع بقدراتٍ محدودة واعتمدت على شراء هذه الأسلحة بمبالغ باهظة.

 

قذيفة "الياسين 105"

 

يقول الشهيد القائد أحمد الجعبري بوثائقي "في ضيافة البندقية" عام 2005، إن قاذف "RPG" كان يبلغ ثمنه 20 ألف دولار أمريكي، واستطاعت كتائب القسام الاستغناء عن شراء القاذ بعد إتقانها تصنيعه عام 2004 وأطلقت عليه اسم "قذيفة الياسين".

 

كانت قذيفة الياسين بنسختها الأولى تتمع بخصائص عسكرية متوسطة، إذ بلغ مداها 200 متر وقدرة إختراق 16 سم من الحديد الصلب المستخدم في صناعة دبابات الاحتلال، وونجحت كتائب القسام بنقل خبرات تصنيع القذيفة مع باقي فصائل المقاومة لتصبح رائجة في جولات التصعيد بين المقاومة وجيش الاحتلال في قطاع غزة.

 


الطوفان والإنبعاث بشكلٍ جديد


بعد مرور عدة أيام على معركة طوفان الأقصى نشر الإعلام العسكري لكتائب القسام فيديوجراف يحوي مشاهد تصنيع قذيفة الياسين بنسختها المتطورة والتي أُطلق عليها "ياسين 105" ثم قيام مقاتلو الكتائب بتجريبها في الميدان، وأظهرت قدرة عالية على تدمير الدبابات برأسٍ تفجيري صُمم بشكلٍ ترادفي وقدرة إختراق  60 سم من الحديد الصلب.

 

برز استخدام القذيفة في عمليات استهداف كتائب القسام لأرتال دبابات "الميركافا" وناقلات الجند، وأظهرت الفيديوهات التي وثقت هذه العمليات قدرة السلاح على إلحاق الضرر في مدرعات الاحتلال، لدرجة احتراقاها بالكامل كما أظهرت عملية موثقة أثناء المعارك الأولى في حي الشجاعية شرق غزة.

 

كما وظهر حجم الضرر الذي تلحقه القذيفة، بعد انسحاب جيش الاحتلال من مناطق التوغل في جباليا وأحياء مدينة رفحن حيث ترك جيش الاحتلال بعض ناقلات الجند المدمرة والتي تم  استهدافها بقذائف "الياسين 105" وحُطام وبقايا دباباته التي أُعطبت في المعارك مع عناصر المقاومة.

 

وتستخدم باقي فصائل المقاومة الأسلحة المضادة للدروع كقذائف ال آر بي جي وتستهدف بها دبابات الاحتلال كما أظهرت مشاهد بثتها سرايا القدس عدة مرات والبلاغات العسكرية الصادرة عن باقي الفصائل.

 

القذائف المضادة للتحصينات والأفراد "TPG" و "RPG"


إلى جانب القذائف المضادة للدروع استخدمت المقاومة في عمليتها قذائف أخرى من نوعياتٍ مختلفة مخصصة ضد التحصينات والأفراد، ولعبت هذه القذائف دوراً محورياً في عمليات استهداف تجمعات جنود الاحتلال بشكلٍ مباشر، بعد انتشار جنود الاحتلال بين الأزقة وفي بيوت الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

أبرز هذه القذائف قذيفة "TPG" والتي تُستخدم ضد التحصينات والأفراد، وتبنت فصائل المقاومة استخدمها في الكثير من العمليات العسكرية، مع توثيقٍ مصور لها، ويبلغ أثر القذيفة في تدميرها للتحصين أو الساتر الذي يتخذه جنود الاحتلال فينهار فوقهم كما كانت تنشر وسائل الإعلام العبرية عن العمليات التي يتعرض لها جيش الاحتلال هناك.

 


جهود متراكمة لامتلاك السلاح


عانت المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية من شح السلاح وصعوبة امتلاكه منذ انطلاقه، وحاولت التغلب على ذلك عبر عمليات التهريب والشراء والتصنيع طوال العقود الماضية.

 

سعت سرايا القدس لتطوير ترسانة الأسلحة لديها خلال انتفاضة الأقصى كباقي الفصائل، كان ذلك عبر عمليات تهريب وشراء السلاح من تجار مختصين في هذا العمل عبر البحر وعبر الحدود المصرية – الفلسطينية أو عبر الأراضي المحتلة كما صرح أحد قادتها بالفيلم الوثائقي في ضيافة البندقية، إضافةٍ إلى جهودها الذاتية بتصنيع الصواريخ والقذائف.

 

نجحت عمليات تهريب السلاح التي قامت بها المقاومة في قطاع غزة بإدخال كميات سلاح إلى القطاع، وتم كشف محاولات ضخمة كسفينة "كارين أي" والتي تمكن جيش الاحتلال من ضبطها في البحر الأحمر وكانت متجهة من إيران إلى فلسطين بإشراف الرئيس الراحل ياسر عرفات، وكانت تحتوي على كميات ضخمة من السلاح وعدة أنواع من الصواريخ.

 

فيما فشلت عمليات تطوير السلاح وتهريبه في الضفة الغربية بسبب التوغل الاستيطاني والعسكري الإسرائيلي داخل الضفة وإحكام التشديد على الحدود الأردنية – الفلسطينية كونها الجبهة الوحيدة المقابلة للضفة الغربية، إضافة إلى الحملات الأمنية المشتركة من الاحتلال والسلطة بإحباط المقاومة هناك، وإلى يومنا هذه تصدر أخبار مصدرها الإعلام العبري عن ضبط كميات أسلحة مُهربة إلى الضفة عبر الحدود الأردنية.

 

بعد دخول المعركة شهرها التاسع تستمر فصائل المقاومة في استخدام هذه الأسلحة مع تحقيق الخسائر المؤكدة في جيشالاحتلال ، إشارةً إلى المخزون النوعي الذي تمتلكه من الأسلحة والذي تكون عبر سنين متعاقبة وجهود مترابطة لتحقيق هذا القدرة، يتجلى في كل ذلك دلالة "الجدوى المستمرة" للمقاومة.

#سرايا القدس #كتائب القسام #قطاع غزة #الضفة الغربية #طوفان الأقسى #قذيفة الياسين