فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: للمرة الثانية خلال أسبوع؛ يصعد وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي من تهديداته ضد فلسطينيي الداخل المحتل 48، الذين يعتبرهم "خطرا على الوجود الإسرائيلي".
ويأتي تحريض سموتريتش باعتباره أن فلسطينيي الداخل المحتل 48 يشكرون جزءا من المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عقب هبة الكرامة التي كانت لفلسطينيي الداخل المحتل مشاركة واسعة فيها.
وأشار بحث حول الكراهية، أجراه "صندوق بيرل كتسنلسون" الإسرائيلي مؤخرا، إلى أنه كل ثلاث ثوان يتم رصد تحريض واحد على الأقل ضد فلسطينيي الداخل المحتل على شبكات التواصل الاجتماعي، بما يتضمن دعوات للاغتصاب والقتل والإحراق والتدمير وحتى التصفية والقتل.
وتعتبر هذه المعطيات، بالغة الخطورة وتوضح مدى تأثير التحريض الذي يطلقه السياسيون الإسرائيليون والمستوطنون.
ويبدو أن سموتريتش لديه حساسية من كل ما هو فلسطيني، فكان عقلا مدبرا للتحريض ضد الفلسطينيين في الداخل والضفة وغزة، وأصدر قرارا بالاقتطاع من أموال المقاصة ووقف تحويلها، والدعوة لإبادة الفلسطينيين ودعا في وقت سابق لحرب شاملة ضدهم.
ولاحقا لحملات التحريض التي يشنها سموتريتش، في 30 يونيو؛ أعربت مقررة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، عن استغرابها من عدم إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي وصفته بـ"العقل المدبر للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين".
وقال سموتريش في مقابلة إذاعية له الثلاثاء، إن "عرب الداخل يشكلون خطرا وجوديا على دولة إسرائيل، ومن المستحيل عدم الحديث عن التهديد الكبير الذي يشكله عرب إسرائيل، حيث هناك أعداد هائلة من العرب داخل دولتنا"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "معاريف" العبرية.
وزعم الوزير الإسرائيلي المتطرف: "يملكون كميات من الأسلحة والذخيرة، ولديهم صواريخ لاو، للتخريب والقنابل اليدوية المسروقة من قواعد الجيش وهم يقطنون في تجمعات".
وادعى، أن الفلسطينيين في الداخل المحتل "عناصر متطرفة قوميا ويجب ألا تحمل أسلحة"، مشددا أن الجبهة الأخرى التي لا ينبغي تجاهلها في سلة التهديدات هي الجبهة الداخلية لفلسطينيي الداخل.
وفي وقت سابق، حرض سموتريتش، على شن حملة عدوانية ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 48 منوهاً إلى خطورة "جبهة عرب الداخل"، واصفاً إياها بجبهة داخلية تشكل تهديداً تجهله حكومة الاحتلال وأجهزتها.
وقال سموتريتش إن شرطة الاحتلال والمسؤولين عنها فشلوا كليا في محاربة هذه الجبهة، وأن حكومة الاحتلال مُطالبة بالتعامل مع هذا الموضوع ببالغ الجدية والأهمية لحله.
وأضاف سموتريتش بتحريض لنظيره وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير على ضرورة شن حملات أمنية على التجمعات السكنية العربية في الداخل المحتل ومصادرة السلاح منها، واصفاً الأمر بأنه أكثر خطراً من خلف حدود الأراضي المحتلة.
واعتمد سموتريتش في تصريحاته التحريضية على الربط بين فلسطينيي الداخل المحتل وبين إيران، باعتبراهم ذراعاً لإيران يقومون بمساندتها في حال اندلاع حربٍ معها.
وعلى الرغم من ادعاءات سموتريتش وتحريضه، فإن السلاح ينتشر كما العنف والجريمة في في الداخل المحتل، الذي تدعمه وتستفيد منه حكومة الاحتلال بشكل مباشر، وسط مخاوف من أن ينقلب "ضدها".