خاص - شبكة قدس الإخبارية: يروج جيش الاحتلال عبر وسائله الدعائية إلى خديعة "المناطق الآمنة" التي يجبر الفلسطينيين في قطاع غزة على التوجه إليها، حتى أصبحت هذه المناطق أماكن تجمع النازحين وخاصة في جنوب قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
ويدعي الاحتلال أن المنطاق التي ينزح إليها الفلسطينيين مناطق لن تتعرض للاستهداف ولا يوجد بها أي قتال، غير أن خلال أيام العدوان قام جيش الاحتلال باستهداف هذه المناطق بالطائرات والدبابات وخلف فيها مجازر دامية ضد النازحين الذين يقطنون بها في ظروفٍ قاهرة بالأصل.
أبرز هذه المناطق التي روج لها جيش الاحتلال مناطق جنوب وادي غزة والتي تُعرف بالمنطقة الوسطى، ومناطق جنوبي القطاع، جميع هذه المناطق قام جيش الاحتلال باستهدافها، وخلف القصف الجوي على تلك المناطق استشهاد مئات الفلسطينيين وإصابة الآلاف.
وشهدت مديني رفح وخانيونس عمليات نزوحٍ كبيرة في أول الحرب بعد ادعاءات جيش الاحتلال أن هؤلاء المناطق مناطق آمنة، فقام جيش الاحتلال باجتياح مدينة خانيونس مرتكباً المجازر الفظيعة بها، كما وهاجم مراكز إيواء النازحين فيها مع قيامه انتهاكات بحق المدنيين، شملت اعتقالهم وتعذيبهم أو إعدامهم ميدانياً.
مجزرة الخيام..أفظع المجازر وسط أكاذيب الاحتلال عن المناطق الآمنة
في ليلة 26 أيار الماضي أغارت طائرات الاحتلال الحربية على منطقة تجمعٍ لخيام النازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أطلقت طائرات الاحتلال نيرانها على خيام النازحين الآمنين في ساعات الليل، فاحترقت الخيام على النازحين في مشهدٍ من مشاهد الإجرام الصهيوني والمأساة الفلسطينية المستمرة، ووثقتها كاميرات الإعلام بكافة تفاصيلها المروعة التي احتوت الأشلاء المتفحمة ورؤوس الأطفال المقطعة.
ارتقى في المجزرة 45 فلسطينياً من النازحين جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وأُصيب 249 بالحروق والجروح، وكما هي عادة جيش الاحتلال فقد بدأ في أعقاب المجزرة بنسج الأكاذيب عن عدم مسؤوليته عن المجزرة تارةً وعن ضربه لإهدافٍ تعود لحركة حماس قرب خيام النازحين.
ومن المجازر المشابهة التي استهدفت النازحين في مناطق تم الادعاء أنها آمنة مجزرة مدرسة الجاعوني في مخيم النصيرات، وأدت المجزرة إلى ارتقاء عشرات النازحين.
دعاية يكشف زيفها الدم الفلسطيني المسفوك
يستمر الاحتلال الإسرائيلي بنشر روايته الكاذبة عبر مآكيناته الإعلامية لعلها تُحسن صورته عالمياً، ويمارس خدائعه على منظمات حقوق الإنسان بحديثه عن توفيره "للمناطق الآمنة" للنازحين، غير أن جرائم الاحتلال المستمرة تكشف أكاذيب.
ويؤكد العدوان على قطاع غزة أن همجية جيش الاحتلال ورغبته بسفك الدماء لا توقفها أي خطوط أو مواثيق حقوقية ودولية، وأن دعاية "المناطق الآمنة" قد كُشفت فعلاً بدماء الأطفال التي سفكها الاحتلال في هذه المناطق وعلى امتداد قطاع غزة بأكمله.