قطاع غزة - قُدس الإخبارية: منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتصاعد تصريحات قادة الاحتلال عن مُخططات إسرائيلية للترتيبات الجديدة في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك وفق ما يطلق عليه إعلام الاحتلال "اليوم التالي للحرب في غزة"، وطُرحت في هذا السياق العديد من التصريحات والمخططات التي بقيت في الإطار النظري، ثم اختفائها في زخم الأحداث المستجدة أثناء القتال بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في قطاع غزة.
قبل أيام، كشف وزير جيش الاحتلال "يواف غالانت" عن خطة إسرائيلية لليوم التالي في الحرب على قطاع غزة، خلال مؤتمرٍ صحفي في العاصمة الأمريكية واشنطن، وأوضح فيه خطته "لإدارة قطاع غزة" في اليوم التالي لانتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتأتي تصريحات "غالانت" في ظل حديث الاحتلال عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة في الحرب والتي تنص على تقليل حدة "العمليات العسكرية" في القطاع وتمركز جيش الاحتلال في المحاور الرئيسية "نتساريم" و "فيلادلفيا.
غير أن خطة "غالانت" حملت في طياتها بعض التفاصيل التي ذكرها في واشنطن، والتي تنص على تكشيل قوة الدولية تشرف على الأمن وانشاء سلطة فلسطينية داخلية تشرف على الشؤون المدنية في قطاع غزة، ويتم ذلك بإشراف إدارة أمريكية وعربية.
مخططات تسقطها الحاضنة الشعبية
وهذه الخطة ليست الأولى من نوعها التي يطرحها الاحتلال نظرياً لإدارة قطاع غزة، فقد طُرح في بداية العام خطة مشابهة تقوم على إقامة إدارة تتكون وجوه العائلات والعشائر، وتتسلم الترتيبات المدنية في قطاع غزة، غير أن هذه الخطة فشلت فشلاً ذريعاً، قبل أن يتم تنفيذها بشكل فعلي على الأرض، وذلك بعد رفض مخاتير ووجوه العشائر الانصياع للتواصل مع الاحتلال بشأن هذه الترتيبات والتفافهم حول المقاومة، وكان الثمن استهدافهم وعائلاتهم من قبل الاحتلال.
لا حيز للتطبيق بوجود المقاومة
وطرح الاحتلال مخططاتٍ أخرى لإدارة قطاع غزة بعد الحرب مع السعي لتشكيل قوة محلية وعربية لإدارة القطاع، وبقيت هذه المخططات حبراً على ورق في ضل صمود المقاومة واستمرار عملياتها في كافة مناطق قطاع غزة، إضافة للحاضنة الشعبية القوية التي تلتف حول المقاومة الفلسطينية وخياراتها، حيث لا يمكن تنفيذ هذه المخططات مع وجود تماسك المقاومة في غزة واستمرارها في عملياتها ضد جيش الاحتلال.
وتأتي خطة "غالانت" الأخيرة في هذا السياق النظري مع التأجيل في تنفيذها لحين انتهاء القتال، والذي لا يوجد أي مؤشرات على انتهاءه في ظل المجازر الدموية التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة.