فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: ارتقى منذ بداية الحرب الإسرائيلية الدامية والمدمرة على قطاع غزة، 152 صحفيا وصحفية، بحسب أحدث إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في استهداف واضح وممنهج للصحفيين ومقرات وسائل الإعلام المحلية والأجنبية داخل قطاع غزة.
وتمنع قوات الاحتلال وسائل الإعلام الأجنبية من دخول قطاع غزة لتوثيق الجرائم المرتكبة بحق المدنيين هناك، وسط استهداف الصحفيين المحليين بشكل ممنهج لثنيهم عن نقل فظائع الاحتلال.
وجاء في تحقيق أجرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتبر الصحافيين في غزة أهدافا عسكرية مشروعة.
وقد أثار مقتل أو إصابة أو اعتقال العديد من الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام مخاوف بين منظمات حرية الصحافة من أن جيش الاحتلال يسعى عمداً إلى إسكات التقارير التي توثق الحرب.
وحددت صحيفة "الغارديان" ما لا يقل عن 23 شخصاً استشهدوا منذ بداية الحرب وكانوا يعملون في قناة الأقصى، حيث اعتبر متحدث كبير في جيش الاحتلال أن الصحفيين العاملين لدى مؤسسات مقربة من حماس أو يزعم أنها مقربة من حماس "لا فرق بينهم وبين من يعملون لدى الجناح العسكري لحركة حماس".
ووصف حقوقيون، تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال، بأنه صادم مثير للقلق ويظهر تجاهلا متعمدا للقانون الدولي، مؤكدين أن العمل الصحفي في وسائل الإعلام القريبة من حماس لا يبرر ولا يعتبر شيكا على بياض يسمح لجيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف موظفيها.
وأكدوا أن نقل الأخبار لا يشكل مشاركة مباشرة في أعمال المقاومة، حتى لو نقلوا الأخبار بطريقة متحيزة، وحتى لو قاموا بالدعاية لحماس، وحتى لو كانت قوات الاحتلال تختلف جوهريًا مع طريقة نقلهم للأخبار هذا ليس كافيًا، وفقا لخبراء حقوقيين.
وقال مصدر مطلع للصحيفة، إن الصحفيين المستهدفين كانوا يعملون على التغطية الصحفية داخل مناطق تدور فيها معارك بين المقاومة وجيش الاحتلال، معتبرا أن هؤلاء الصحفيين خاصة العاملين في وسائل إعلام يزعم أنها مقربة من حماس ينظر جيش الاحتلال لهم على أنهم أهداف مشروعة.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه "إذا لم يكن الصحافي جزءًا من الجناح العسكري لحماس، وإذا لم يكن مقاتلاً من حيث الدور أو الوظيفة، فهو مدني".
وقالت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، إن الاحتلال الإسرائيلي نشر معلومات مضللة حول ارتباط الصحفيين بالمقاومين وفشل في تلبية عبء الإثبات لتقديم مثل هذه الادعاءات.
وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية شمل أكثر من مائتي صحافي في غزة، فإن جميع الصحافيين تقريباً قالوا إنهم نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي، وقال نصفهم إنهم يعيشون في خيام، وقال ستة وثمانون في المائة منهم إن منازلهم دمرت جزئياً أو كلياً.
وأكد صحفيون من غزة، أن العديد من الصحافيين استشهدوا وهم نائمون مع عائلاتهم أو خلال تغطيتهم الصحفية.