* نتنياهو يكرر افتقاره للأسلحة وتعثر الإمداد الأمريكي منذ أربعة أشهر، وهذا منافٍ للواقع الذي بنيت عليه "إسرائيل"، ولكن الهدف هو إخفاء الدور الأمريكي لاعتبارات دولية وتحالفية وقانونية.
* إظهار خلاف أمريكي إسرائيلي منذ عدة أشهر هدفه إخفاء الأدوار وتضليل الدول بأن أمريكا تسهم في الاستقرار وأنها ضد توسع الحرب، وهذا يتطابق مع تصريحاتهم المكثفة مؤخرا وإصرارهم على نشرها بعكس الواقع.
* حالة ترتيب الأدوار في غزة بعد ظهور معالم الهزيمة العسكرية من خلال انسحاب "غانتس" وتحييد "غالانت" إعلاميا عن المرحلة المقبلة في لبنان يدلل على أن الأمريكي يعيد ترتيب مجلس الحرب بما يتماشى مع هدفه الإقليمي، خاصة أن لبنان تداخلاتها معقدة، واستبعاد قيادات إسرائيلية محسوبة على الأمريكي يعتبر تكتيكاً لتعزيز فكرة عدم رغبة أمريكا في التوسع.
* نية الجيش الإسرائيلي إعلان القضاء على كتائب القسام وانتهاء الحرب مؤشر على أدوار جديدة تتطلب هكذا خطوة لأهميتها في إخفاء الهزيمة وتضليل العالم أن الحرب انتهت، وهذا يتطلب إنهاء الإجراءات التي واكبتها من مقاطعة وعزلة ومحاكم دولية، بالإضافة إلى تغيير المصطلحات إلى "عمليات محدودة" و"علاج دقيق" حتى لا تبقى "إسرائيل" مرتبطة بالإبادة والحرب، وهذا يظنون أنه سيسهم في رفع معنوية الجيش الذي سينقلونه لجبهة أخرى دون تحقيقه إنجازاً أصلاً في الأولى، وتخدير للجبهة الداخلية لديهم أنهم أنهوا مرحلة وانتقلوا للأخرى، بينما الواقع هو حرب ستستمر في غزة دفاعية مؤقتا وستكون هجومية في لبنان تماشيا مع رغبة أمريكا التي ترفض وقف إطلاق نار وإنهاء الحرب بضمانات، ما يدلل أن هناك تبادل أدوار أمريكي إسرائيلي لتحقيق فصل الساحات وإعادة ترتيب المشهد لإخفاء الهزيمة.
* تركيز الأمريكي على الحالة الإنسانية في غزة وإظهار قلقه هو دور رئيسي لمرحلة لبنان، وكذلك لمنع دخول أطراف دولية في ملف غزة بحجة أن الأمريكي يرتب المشهد هناك، ويساهم معه وسطاء العرب الذين هم أدواته، والنتيجة مجاعة أكثر وحصار وتضييق.
* من الأدوار التي تكثفت مؤخرا هي لقنوات عربية تابعة للخارجية الأمريكية ونشطاء بحرب نفسية استباقية ضد لبنان، والتي الآن تستخدم هي ذاتها بصور أخرى في غزة، وواضح جدا أن هناك ترتيب أدوار إقليمية سواء بمن أخذ أمر أن يكون وسيطا أو موجها إعلاميا أو معززا للطائفية وفصل الشعوب وساحاتها؛ ليكون الطريق معبدا للإسرائيلي في الجبهة التالية.
ختاما… في ظل خريطة طريق ظاهرها الهدوء والسياسة وباطنها التصعيد بتوجيه أمريكي، نحن أمام تسارع أحداث لن تتجاوز ساعة المقاومة وتوقيتها، وإن ظنت أمريكا أنها ستعبث بعقاربها لخلخلة الطوفان ولفصل الساحات فإن عقارب دولية ستتحرك بعكس اتجاه التخطيط والأدوار التي رسمتها ووكلاؤها في المنطقة، ما يعني أن أحادية القطبية سيتسارع تلاشيها نظرا لحساسية المواقف وتصاعد التجييش والتحريض والتضليل.
وهنا ما زال طوفان الأقصى يحتفظ بمضمونه السياسي، ونجح في تجاوز دور الوساطة العربية الموجهة أمريكياً، وهذا قاد إلى طول أمد الحرب وعزز الساحات، ولاحقا يطور عالما متعدد الأقطاب في ظل نتيجة الطوفان التي تتراكم.. والخاسر من ظن أن "إسرائيل" وُجدت واستقرت لتبقى.