يبدو أن عرب وساطة الإبادة لديهم مهام جديدة في لبنان بعد غزة!
تتداول الأخبار جهودا مصرية مرتقبة في ملف لبنان، وهذا يعني أن أمريكا اتخذت قرار الحرب التي ستقوم بها "إسرائيل" بالوكالة هناك، واستخدام نفس الأدوات التي استخدمتها في ملف العدوان على غزة لتحقيق التالي:
* لمنع غضب الشعوب بحجة أن جهود الوسطاء العرب مستمرة وتحاول منع النزيف، في ظل أنها على مدار 9 أشهر في غزة لم تخدم القضية بل خدرت الشعوب بمؤتمراتها ومقترحاتها الأمريكية المنشأ وإعلامها الموجه أمريكياً، ولم يغب عن لسانهم مطلب تحرير الرهائن وإدخال المساعدات.. "تقزيم القضية".
* إبقاء الوساطة ضعيفة وعربية وبمقاس أمريكي حتى لا تخرج المخططات عن مسارها، خاصة أن هناك قرارا عربيا أمنيا بمواجهة حماس وحزب الله وجبهات المقاومة اتخذ في قمم شرم الشيخ والعقبة، والذي شارك فيها هو من يلبس ثوب الوساطة الآن، وهذا يدلل على فشلهم في غزة ومحاولة الالتفاف على الساحات وعزلها للاستفراد.
* قطع الطريق على دخول دولي وازن في الحلول والنقاشات والمقترحات والضمانات التي تنبثق من توازن قوى واحترام إجباري للمواثيق، حيث أن الضمانة الدولية مضرّة جدا باستراتيجية أمريكا التي تستخدم العرب إطفائيات متى أرادت وتنتهك ما يوقعونه من هدن وقتما تشاء.
* فتح مجال ومساحة سياسية وجغرافية لفكرة لم تلغها أمريكا بل تبحث عن سبل تمريرها وهي قوة عربية، وهذه القوة مهمتها استكمال ما تقوم به "إسرائيل" من إحراق للميدان والإبادة والمجاعة، ومن ثم تأتي هذه القوة الخبيثة بتوافق وبزعامة أطراف وأحزاب من داخل البلد المستهدف بحجة الإغاثة والإعمار والدعم.
* استبعاد وساطة دولية وتعزيز دور عربي ضعيف للوساطة هي رسالة سياسية خطيرة تهدف لدمج "إسرائيل" في المنطقة، وأن دولا عربية تقوم بوساطة بين دول متجاورة، وهذا تعزيز للإسرائيلي ونفي للحق الفلسطيني واستخدام خبيث للسياسة في تفتيت العرب، وكذلك إلغاء جامعة الدول العربية تمهيدا لجامعة دول الشرق الأوسط.
* بعد تأدية دور الوسطاء بنجاح مذكور أعلاه لمشغلهم الأمريكي يبدو توسيع مهامهم دلالة على حملة تخدير كبيرة تتزامن مع تصعيد، وستمتلئ شاشات الوسطاء أثناء الإبادة في لبنان بأخبار الهدن والوساطة وإيجابية المقترحات وغيرها من سبل التخدير.
* أيها اللبنانيون امنعوا العرب من الوساطة كي لا تتكرر الإبادة.
ختاما.. الساعة ما زالت بتوقيت المقاومة، وأمريكا تستنفر كل أوراقها لتستفرد وتنجز وتتموضع، ولكن الميدان رغم ما يمارَس من حرب إعلامية ونفسية وعسكرية من القريب والبعيد يظهر وحدة الساحات ويصفع التهميش الممنهج لروح الشعوب النابضة يوما بعد يوم تفاعلا مع حقٍ كشف الطوفان أن غلمان بايدن يسلبونه بأسماء متعددة.
ولكن التفكير الاستراتيجي للمقاومة وجبهاتها والفشل في استفزازها ونجاحها في الاستنزاف على كل الصعد يُعجز أمريكا ووكلاءها متوجا بعدم تحقيق أي إنجاز للحرب في غزة.
الواضح حتى الآن أن أمريكا لا تريد للأمة أن ترمي بحجارة الحرية إبليس (الملك والأمير والانقلابي) الذي يتحكم بشعوبها، وأنها تريد أن يبقى ذلك فقط مقتصراً على شعيرة في بلاد الحجاز.. بينما تنسف المقاومة هذه النظرية يوماً بعد يوم.