يدلل إعلان مقترح هدنة بايدن المبهم على أنه تمويه لاستدراج أمني ميداني شاركت فيه أطراف لها علاقة بنشر وتواصل ميداني تريد ربط الخيوط، لأن المقترح عمومي ويتطلب تواصلا مكثفا للاستفسارات، وهذه عقدة أمنية.
* تضخيم الوسطاء لخديعة بايدن وتهليلهم لها مع إعلامهم، وإصدارهم بيانات تطالب حماس بالموافقة عليها مع أنها ليست مكتوبة ولا مفهومة، يعطي إشارة سلبية عن سبب التضخيم.
* إعادة تشغيل الميناء العائم لهدف أمني يؤكد أن الأمريكي يستخدم أوراقه الإنسانية والسياسية بما فيها مصادر الوسطاء وآليات تعاملهم، وسيكون هناك دور كبير للميناء لاحقا خاصة أنه مائي ولا يُقحم أطرافا لها حدود مع غزة كما مصر في العمليات القادمة، وهذا مخرج أوجدته أمريكا لبشاعة دورها القادم دون أن تهتز أنظمة الاستبداد الراعية لها أمام شعوبها.
* إعلان الأمريكي والمصادر الإسرائيلية أن وحدة الأمن الأمريكية شاركت وساهمت في المعلومات والعملية؛ يعني ذلك تلقائيا وبحسب تجارب الأمريكي أنه تم من خلال شركاء "وسطاء" أو متعاونين معهم استخباراتيا من الجوار أو من له علاقة بالتواصل مع حماس.
* فتح قنوات الاحتلال موجات واسعة يوم السبت وتلميح لصيد ثمين "قائد كبير" لا يكون من فراغ، وهذا له ربط بمعلومات سابقة حينما استهجنت "إسرائيل" ما نشر في الإعلام الأمريكي عن معرفة أمريكا بموقع السنوار وعدم إعطائها المعلومات، والعملية من الواضح أنها كانت الهدية.
* تضخيم محللي ومذيعي قنوات الوسطاء والمتفرجين العرب للحدث على أنه إنجاز لنتنياهو يدلل أنها حرب معنوية كبيرة كانت بهدف إحباط الحاضنة الشعبية وتركيع المفاوض المقاوم، وواضح أن التخلص من الموقف الصلب في صمود المقاومة هو مصلحة بايدن وعياله، وتجربة 2012 و2014 في استهداف قيادة المقاومة أثناء التواصل مع الوسطاء لإضعاف التفاوض ما زالت حاضرة.
* عدم صدور بيان من دول عربية وسيطة وغير وسيطة يدين مشاركة أمريكا البشعة المباشرة في المجزرة يعطي دلالة سلبية على الدور الذي هم فيه، ويقود إلى كثير من علامات الاستفهام عن وظيفتهم؛ هل إنهاء الحرب أم إعادة الرهائن ولجم الفلسطينيين؟!
* أعتقد أن النصيرات كانت مفصلا مهما في إعادة تقييم أدوار عديدة فاعلة منذ بداية الحرب بوجوه مختلفة دون إنجاز لهم إلا فقط بيع وقت إضافي، ومؤخرا كُشف عن تقديمهم معلومات أمنية للاحتلال.
* بانتظار تحقيقات المقاومة في النصيرات لحسم السيناريوهات، وتفاصيل تسلسل الاتصال وثقب المعلومة واستخلاص العبر ووجهة المسارات، يبقى الميدان مفتوحا على كثير من الأحداث، و"إسرائيل" لم يسجل لها نجاح استراتيجي بهكذا عملية طالما الحرب مستمرة والمفاوض لا يتراجع.
امنعوا العربي من الوساطة تتوقف الإبادة
محمد القيق