شبكة قدس الإخبارية

"التسلل خلف الخطوط".. الأبعاد والأهداف السياسية والعسكرية لعملية المقاومة الأخيرة

download-9
هيئة التحرير

رفح - خاص قدس الإخبارية: شكل إعلان المقاومة  الفلسطينية، فجر الخميس ٦ يونيو ٢٠٢٤، عن تنفيذ عملية تسلل خلف الخطوط بمدينة رفح، بمثابة مفاجأة ميدانية وعملياتية على الصعيد الداخلي الفلسطيني وعلى صعيد جيش الاحتلال في ظل استمرار حرب الإبادة للشهر التاسع على التوالي من قبل الحكومة المتطرفة التي يترأسها بنيامين نتنياهو.

وأعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تنفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل مع إسرائيل، حيث ذكرت الكتائب في بيان مقتضب "في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

وأعاد هذا الإعلان عمليات الإنزال التي كانت المقاومة الفلسطينية تنفذها خلال السنوات الماضية لاسيما في الحرب على غزة عام ٢٠١٤ حينما نفذت مجموعة من العمليات كان أبرزها "ناح العوز" و"أبو مطبيق" وزيكيم وغيرها من العمليات.

وتتزامن هذه العملية مع حديث سياسي عن مفاوضات جديدة للتوصل لاتفاق تبادل بعد أن أفشل الاحتلال الإسرائيلي الجولة السابقة التي أعلنت فيها المقاومة قبولها بالمقترح المقدم من الوسيط المصري، والذي قابله الاحتلال باجتياح مدينة رفح.

ويترافق هذا الأمر مع حصول "شبكة قدس" على تفاصيل مذكرة توضيحية وجهتها حركة حماس إلى فصائل فلسطينية وأحزاب عربية حول المفاوضات غير المباشرة مع حكومة الاحتلال بعد خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخير.

قراءة في المشهد

من جانبه، يقول الباحث في الشأن السياسي والكاتب محمد الأخرس إن كمين المقاومة خلف الخطوط يبعث برسائل عدة منها ما يشير إلى قدرة المقاومة على تنفيذ عمليات نوعية دقيقة وقدرة مقاتليها على تنفيذ عمليات اعتمادًا على بنية تحتية سليمة.

ويضيف الأخرس لـ "شبكة قدس" أن العملية تبعث برسائل سياسية في ذات السياق تبعث برسائل عسكرية تعكس قدرتها على تنفيذ مثل هذه العمليات في ظل واقع معقد في ضوء انتشار ٦ ألوية قتالية عسكرية داخل مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ويشير إلى أن المقاتلين تجاوز السياج الحدودي الذي دمره الاحتلال وكذلك تجاوز الألوية القتالية وهي مؤشرات تعكس تجاوز المقاومة الفلسطينية لهذه التعقيدات من أجل استهداف مقر قيادة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في تلك المنطقة.

وبحسب الباحث في الشأن السياسي والكاتب فإن المقاومة قادرة على تحديد الهدف وتنفيذ العملية ويعود بعض المقاتلين إلى أماكنهم بعد تنفيذ العملية، وعلى البعد السياسي فإنها تأتي في ظل حالة انسداد وتبعث بقدرتها على إدارة حرب استنزاف للاحتلال.

ويستكمل قائلاً: "هذه العملية تأتي في وقت يعول فيه الاحتلال على السيطرة الأمنية هي ليست بالضرورة ستكون مفيدة وستكون مكلفة وتحقق خسائر في صفوف الجنود والقوات التي تحاول توفير سيطرة عملياتية حيث تعتبر هذه العملية استكمال لما يجري في محاور أخرى مثل نتساريم".

نجاح عملياتي

من جانبه يقول مدير مركز عروبة للأبحاث والدراسات الإستراتيجية أحمد الطناني إن نجاح المقاومة في تنفيذ عملية تسلل خلف خطوط العدو في منطقة العمليات بمدينة رفح دليل جديد تقدمه المقاومة من الميدان حول مدى عمق وتعقيد البنية التحتية للمقاومة، وحجم ونوعية الأوراق التي ما تزال تحتفظ بها.

ويضيف الطناني لـ "شبكة قدس" أن "المقاومة تثبت من جديد أنها تدير العمليات القتالية على الأرض بعقلية باردة بعيدًا عن ردات الفعل وتدمج ما بين الأهداف العملياتية لكل عملية والرسائل السياسية واختيار التوقيت والمكان، وهو ما يدلل أن اختيار الموعد ومكان العملية ليس عبثًا، بل اختيار لتنفيذ العملية في محور الجهد الرئيسي لجيش الاحتلال في رفح، ومتجاوزًا الحدود في المناطق الشرقية التي يتمركز بها جيش الاحتلال منذ أشهر، ويعمل متجاوزًا اياها بعدة كيلومترات منذ ما يقارب الشهر".

ويستكمل بالقول: " كل ذلك يعطي رسالة أساسية أن الاحتلال بعيد جدًا عن أي ادعاء بتفكيك أيًا من البنى التحتية أو كتائب المقاومة فهو حتى الان لم يحيد حتى القدرات الهجومية في مناطق العمليات، أما التوقيت فهو مرتبط بدرجة أساسية بإرسال رسائل لكل العالم، أن تعويل الاحتلال على عامل الوقت لاستنزاف المقاومة او القضاء على قدراتها هو تعويل واهم ولا أفق له".

ويدد على أن "الوقت قد حان ليمارس العالم كل الضغوط اللازمة لإيقاف هذا العدوان وحرب الإبادة التي لن تنجح في تحقيق أي هدف من الأهداف التي رفعها الاحتلال".

#غزة #حماس #المقاومة #القسام #طوفان_الأقصى ##طوفان_الأقصى