شبكة قدس الإخبارية

لأول مرة منذ بدء طوفان الأقصى .. مُسيّرات حزب الله تصل نهاريا

لأول مرة منذ بدء الطوفان .. مُسيّرات حزب الله تصل نهاريا

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: لأول مرة منذ بدء معركة طوفان الأقصى، بلغت مسيّرات حزب الله اللبناني لأول مرة مستوطنة نهاريا، وردّ جيش الاحتلال بغارات استهدف بعضها منطقة البقاع شرقي لبنان، وأنهى بالتزامن تدريبات على توسيع رقعة الحرب.

وسقطت طائرة مسيرة أطلقها حزب الله أمس الأحد في نهاريا التي تبعد 7 كيلومترات عن الحدود مع لبنان بعد أن فشلت القبة الحديدية في التصدي لها، وتسبب انفجارها في اندلاع حريق، ولم يفصح الاحتلال عما إذا كان الهجوم أسفر عن إصابات.

وبحسب وسائل الإعلام عبرية، تعد هذه المرة الأولى التي تتجاوز فيها طائرة مسيّرة لحزب الله الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتصل نهاريا منذ بدء المواجهات عبر الحدود في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتدرس سلطات الاحتلال إمكانية إلغاء الدراسة في المؤسسات التعليمية بنهاريا اليوم الاثنين، وفقا لوسائل إعلام عبرية.

وقالت هيئة البث العبرية إن شكاوى انتشرت بعد إعلان الجيش أن صفارات الإنذار في نهاريا خاطئة ثم اتضح أن مسيرة انفجرت، مشيرة إلى أن الجيش اضطر إلى نشر بيان آخر قال فيه إن الحديث يدور عن حدثين مختلفين.

تصعيد عبر الحدود

وشهد أمس الأحد تصعيدا في الضربات المتبادلة عبر الحدود بين حزب الله وجيش الاحتلال.

فقد أعلن حزب الله استهداف 11 موقعا إسرائيليا، وقد استهدف بالمسيرات ثكنة يردن في الجولان، مشيرا إلى تدمير رادار القبة الحديدية وإيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود.

كما قال الحزب إنه قصف بعشرات صواريخ الكاتيوشا مستوطنة كريات شمونة ومقر قيادة فرقة الجولان في ثكنة نفح، كما هاجم مستوطنة المطلة ومواقع ‏السماقة والرمثا والعباد والمرج وحدب يارون.

وبث حزب الله صورا قال إنها تظهر مشاهد من استهداف مقر قيادة اللواء 769 التابع لجيش الاحتلال في مستوطنة كريات شمونة.

ودوّت صفارات الإنذار 15 مرة في عشرات البلدات في الجليل الأعلى والجولان المحتل.

وتسببت الصواريخ والطائرات التي أطلقها حزب الله في إصابة شخصين بمحيط مستوطنة كريات شمونة، وفي إشعال حرائق ضخمة بعدة مناطق بينها محيط مستوطنة كتسرين غربي الجولان المحتل وكذلك قرب مستوطنة نهاريا.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الحرائق انتشرت في محيط المستوطنة التي تعد أكبر المستوطنات في الجولان عقب سقوط صواريخ على الأقل في مناطق غير مأهولة في المنطقة.

وتدخلت فرق الإطفاء الإسرائيلية وعملت لعدة ساعات للسيطرة على الحرائق. 

في غضون ذلك، شنت الطائرات الإسرائيلية أمس الأحد غارات مكثفة على عدة بلدات بجنوب لبنان، كما استهدفت مجددا منطقة البقاع شرقي لبنان.

وقال الدفاع المدني في جنوبي لبنان إن مدنييْن استُشهدا في غارة إسرائيلية على بلدة حولا.

آليات عمل جديدة 

في الأثناء، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حزب الله أحدث مؤخراً تغييراً على تكتيكاته وآليات استخدامه القوة العسكرية في المواجهات المستمرة عبر الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة منذ بدء الاحتلال حربه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 ونقل موقع صحيفة معاريف العبرية عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إن حزب الله تبنى مؤخراً ثلاثة أنماط عمل جديدة، بعد أن تمكن الاحتلال من الرد على آليات عمله القديمة.

وبحسب معاريف، عمد حزب الله في بداية المواجهات الحالية إلى إطلاق صواريخ ذات دقة إصابة عالية، انطلاقاً من مواقع قريبة من الحدود، وعلى رأسها الصواريخ المضادة للدروع من طرازات مختلفة، وكان يطلق الصواريخ المضادة للدروع من على بعد 5-8 كلم من الهدف الذي خطط مقاتلو الحزب لضربه.

 ورداً على ذلك قام جيش الاحتلال باستهداف عناصر الحزب المسؤولين عن إطلاق هذه الصواريخ ما اضطره إلى تغيير آليات عمله، من منطلق أن المشاركين في تنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ هم من وحدة الرضوان (الوحدة الخاصة في جهاز حزب الله العسكري)، وأضافت معاريف أن حزب الله قرر سحب معظم عناصر الوحدة إلى 20-30 كلم إلى الشمال من الحدود حفاظاً عليهم.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن أولى آليات العمل العسكرية الثلاثة الجديدة التي تبناها حزب الله تمثلت في إطلاق صواريخ وقذائف لا تعتمد على الرؤية المباشرة للهدف، حيث يجري نصب الصواريخ، جلها سوفييتية، على عربات أو شاحنات، وتطلق من الأماكن الأكثر عمقاً التي تمركز فيها مقاتلوه. أما آلية العمل الثانية فتمثلت في إطلاق صواريخ "بركان" التي على الرغم من أنها غير محسوبة على الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية فإن وزنها الكبير يجعل الأضرار الجانبية التي تحدثها تغطي على افتقادها لدقة الإصابة.

وثالثة الآليات الجديدة التي يتبعها حزب الله تتمثل في استخدام المسيرات والحوامات الهجومية، التي تمتاز بوفرتها وكلفتها القليلة، حيث يتم إنتاجها في إيران، لا سيما أنه يمكن للمتحكم بهذه المسيرات والحوامات أن يجلس في إحدى البنايات في بيروت، ويوجه المسيرة أو الحوامة أثناء تحرّكها في أجواء منطقة الجليل شمال فلسطين المحتلة. ولفتت الصحيفة إلى أن مسيرات وحوامات حزب الله الهجومية تمتاز بأنها ذات دقة إصابة عالية، فضلاً عن أنه من الصعب اعتراضها، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يحاول إحباط هجمات الحوامات والمسيرات، عبر تشويش الاتصالات، عبر الأقمار الصناعية في المنطقة.

ويدرس جيش الاحتلال الإسرائيلي توظيف منظومات جديدة في محاولاته إسقاط مسيرات وحوامات حزب الله، وتقول معاريف إن الجيش يدرس استخدام منظومة على غرار مدفع "فالكو" الذي كان يستخدمه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. وفضلاً عن ذلك يدرس جيش الاحتلال العمل على مواءمة منظومة القبة الحديدية، لتصبح قادرة على اعتراض وإسقاط الحوامات والمسيرات.

وتنقل معاريف عن مصادر في المجالس الاستيطانية في شمال فلسطين المحتلة قولها إن المسيرات والحوامات الهجومية تثير حالة من الفزع والاستنفار في عدد كبير من المدن والمستوطنات في الشمال، من منطلق أنه بمجرد أن تتحرك مسيرة أو حوامة في أجواء مدينة أو مستوطنة فإن صافرات الإنذار تدوي فيها، مما يدفع المستوطنين إلى التوجه نحو الملاجئ مع كل ما يصاحب ذلك من خوف وفزع.