بيروت - قدس الإخبارية: قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حزب الله أحدث مؤخراً تغييراً على تكتيكاته وآليات استخدامه القوة العسكرية في المواجهات المستمرة عبر الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة منذ بدء الاحتلال حربه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ونقل موقع صحيفة معاريف العبرية، اليوم الأحد ٢ يونيو ٢٠٢٤، عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إن حزب الله تبنى مؤخراً ثلاثة أنماط عمل جديدة، بعد أن تمكن الاحتلال من الرد على آليات عمله القديمة.
وبحسب معاريف، عمد حزب الله في بداية المواجهات الحالية إلى إطلاق صواريخ ذات دقة إصابة عالية، انطلاقاً من مواقع قريبة من الحدود، وعلى رأسها الصواريخ المضادة للدروع من طرازات مختلفة، وكان يطلق الصواريخ المضادة للدروع من على بعد 5-8 كلم من الهدف الذي خطط مقاتلو الحزب لضربه.
ورداً على ذلك قام جيش الاحتلال باستهداف عناصر الحزب المسؤولين عن إطلاق هذه الصواريخ ما اضطره إلى تغيير آليات عمله، من منطلق أن المشاركين في تنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ هم من وحدة الرضوان (الوحدة الخاصة في جهاز حزب الله العسكري)، وأضافت معاريف أن حزب الله قرر سحب معظم عناصر الوحدة إلى 20-30 كلم إلى الشمال من الحدود حفاظاً عليهم.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن أولى آليات العمل العسكرية الثلاثة الجديدة التي تبناها حزب الله تمثلت في إطلاق صواريخ وقذائف لا تعتمد على الرؤية المباشرة للهدف، حيث يجري نصب الصواريخ، جلها سوفييتية، على عربات أو شاحنات، وتطلق من الأماكن الأكثر عمقاً التي تمركز فيها مقاتلوه. أما آلية العمل الثانية فتمثلت في إطلاق صواريخ "بركان" التي على الرغم من أنها غير محسوبة على الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية فإن وزنها الكبير يجعل الأضرار الجانبية التي تحدثها تغطي على افتقادها لدقة الإصابة.
وثالثة الآليات الجديدة التي يتبعها حزب الله تتمثل في استخدام المسيرات والحوامات الهجومية، التي تمتاز بوفرتها وكلفتها القليلة، حيث يتم إنتاجها في إيران، لا سيما أنه يمكن للمتحكم بهذه المسيرات والحوامات أن يجلس في إحدى البنايات في بيروت، ويوجه المسيرة أو الحوامة أثناء تحرّكها في أجواء منطقة الجليل شمال فلسطين المحتلة. ولفتت الصحيفة إلى أن مسيرات وحوامات حزب الله الهجومية تمتاز بأنها ذات دقة إصابة عالية، فضلاً عن أنه من الصعب اعتراضها، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يحاول إحباط هجمات الحوامات والمسيرات، عبر تشويش الاتصالات، عبر الأقمار الصناعية في المنطقة.
ويدرس جيش الاحتلال الإسرائيلي توظيف منظومات جديدة في محاولاته إسقاط مسيرات وحوامات حزب الله، وتقول معاريف إن الجيش يدرس استخدام منظومة على غرار مدفع "فالكو" الذي كان يستخدمه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. وفضلاً عن ذلك يدرس جيش الاحتلال العمل على مواءمة منظومة القبة الحديدية، لتصبح قادرة على اعتراض وإسقاط الحوامات والمسيرات.
وتنقل معاريف عن مصادر في المجالس الاستيطانية في شمال فلسطين المحتلة قولها إن المسيرات والحوامات الهجومية تثير حالة من الفزع والاستنفار في عدد كبير من المدن والمستوطنات في الشمال، من منطلق أنه بمجرد أن تتحرك مسيرة أو حوامة في أجواء مدينة أو مستوطنة فإن صافرات الإنذار تدوي فيها، مما يدفع المستوطنين إلى التوجه نحو الملاجئ مع كل ما يصاحب ذلك من خوف وفزع.
وفي سياق متصل، صعّد قادة المستوطنين قرب الحدود مع لبنان من حدة انتقاداتهم سياسات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المتعلقة بالمواجهات مع حزب الله، وقال أوفير يحزكيلي، القائم بأعمال رئيس بلدية "كريات شمونا" القريبة من الحدود، إن نتنياهو "لا يريد التحدث عن أي أمر يتعلق بالشمال"، وفي مقابلة أجرتها معه، اليوم الأحد، إذاعة "إف أم 103" أضاف يحزكيلي "تحول هذا الواقع إلى أمر مألوف، هم يبدأون بإطلاق المسيرات التي تنفذ دوريات في الأجواء وبعد ذلك يطلقون الصواريخ" مؤكداً "لقد فقدنا قوة الردع تماماً فحزب الله يعمل كل ما يريد.. في حين أن القيادة السياسية تقول لي: نحن ننتظر حتى يتجاوز حزب الله الخطوط الحمراء، نحن يجب أن ننهي هذه المواجهة عبر جباية أثمان باهظة من حزب الله".