غزة - قدس الإخبارية: نقلت وكالة أسوشيتد برس عن بيان لجيش الاحتلال قوله إن 36 شخصا من قطاع غزة لقوا حتفهم في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جانبه، قال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ سلسلة التحقيقات والتقارير الصحفية الدولية التي نشرت مؤخرًا بشأن الجرائم والفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال بحقّ المعتقلين في معسكر (سديه تيمان) وتحديدًا فيما يتعلق بالمنشأة التي يحتجز فيها المرضى والجرحى، وكان آخرهم تقرير لوكالة AP الذي أشار بشكل واضح، باعتراف جيش الاحتلال باستشهاد 36 معتقلًا من معتقلي غزة في معسكراته، ما هي إلا محطة واحدة اسمها (سديه تيمان)،إلى جانب وجود سجون ومعسكرات أخرى يحتجز فيها معتقلون من غزة، ولا تتوفر معلومات كافية عن ظروف احتجازهم، منها معسكر (عناتوت، وسجن عوفر وغيرهم).
وأضاف نادي الأسير، إن هذه المعطيات المتصاعدة تأتي مع استمرار الاحتلال رفضه الإفصاح عن كافة المعطيات التي تتعلق بمعتقلي غزة وأماكن احتجازهم، ومنها هويات من استشهدوا في معسكراته.
وأوضح نادي الأسير، أنّ قضية معتقلي غزة تشكّل اليوم التحدي الأكبر للمؤسسات الحقوقية، في ظل جملة الإجراءات والقيود المشددة التي فرضها الاحتلال عليهم، وممارسته لجريمة الإخفاء القسري، وتطويع القانون في سبيل ذلك، خاصّة أنّ عامل الزمن ومرور وقت أطول على استمرار احتجازهم في المعسكرات دون السماح لجهات دولية ومنها اللجنة الدولية لصليب الأحمر بالاطلاع على ظروف احتجازهم، ستشكل كل هذه الأسباب، عوامل أساسية في تصاعد أعداد الشهداء بين صفوفهم.
وبيّن نادي الأسير، إنّ السند الأساسي في هذه القضية هي شهادات المعتقلين المفرج عنهم والتي تمكّنت بعض المؤسسات الحقوقية من جمعها في ظروف صعبة ومعقدة، وكانت صور العشرات منهم قد تحدثت قبل شهاداتهم عن مستوى جرائم التّعذيب التي مورست بحقهم، ومنهم حالات خرجت وقد تعرضت لعمليات بتر في الأطراف نتيجة لذلك.
وأكد نادي الأسير، على أنّ تصاعد الحديث عن ادعاءات الاحتلال بنيته بفتح تحقيقات بشأن ظروف معسكر (سديه تيمان) كواحد من بين عدة معسكرات وسجون تحتجز فيها سلطات الاحتلال معتقلي غزة، هي مجرد ادعاءات لا تحمل أي معنى لمنظومة تمارس الإبادة الجماعية على مرأى من العالم، وتمارس جرائم التّعذيب والإعدامات الميدانية أمام عدسات الكاميرا، وإلى جانب كل هذا نؤكّد أنّ منظومة القضاء الإسرائيليّ شكّلت وما تزال ركن أساسي في ترسيخ كل الجرائم الحاصلة اليوم، ومنها الجرائم المتواصلة بحقّ الأسرى والمعتقلين.
وجدد نادي الأسير، مطالبته بضرورة فتح تحقيق بإشراف دولي بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي مورست بحقّ المعتقلين والأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، كوجه من أوجه الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة منذ 239 يومًا، وذلك على الرغم من الصورة القاتمة التي تلف المنظومة الحقوقية الدولية، وحالة العجز المرعبة التي سيطرت على صورتها ومواقفها، أمام الجرائم والفظائع التي مارسها الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة حتى اليوم.
والأسبوع الماضي، عقدت المحكمة العليا للاحتلال جلسة أولى للنظر في الالتماس المقدم من اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في دولة الاحتلال، ضد التعديلات المطروحة على ما يعرف بقانون المقاتلين غير الشرعيين.
وأكدت اللجنة أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين المعتقلين حدثت في معتقل “سدي تيمان” بناءً على شهادة عدد ممن عملوا في المعتقل الذين أكدوا تعرّض المعتقلين للتعذيب والإهمال الطبي والاحتجاز في ظروف قاسية حيث يُحرمون من الحركة والكلام.
وقبل يومين، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن فلسطينيين اثنين استشهدا من قطاع غزة، في آذار/مارس الماضي، نجم عن قيام عدد من الجنود الإسرائيليين بضربهما، بعد اعتقالهما واقتيادهما إلى منشأة الاعتقال "سديه تيمان" قرب بئر السبع، وليس بسبب ظروف الطريق مثلما زعم جنود إسرائيليون كانوا يحرسونهما.
والشهر الماضي، نشر موقع شبكة “سي إن إن” الأمريكية تقريرا بعنوان “مقيدون ومعصوبو الأعين ومحتجزون بالحفاضات: مبلغون إسرائيليون يكشفون تفاصيل الانتهاكات بحق الفلسطينيين في مركز اعتقال غامض“، كشف فيه مطلعون وعاملون في مراكز الاعتقال الإسرائيلية، عن انتهاكات واسعة وغير إنسانية بحق الفلسطينيين هناك، أبرزها التعذيب، وليس أقلها الإهمال الطبي.
ولليوم 239 على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 36 ألفا و284 شهيدا، وإصابة 82 ألفا و57 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.