أجرى القسام والاحتلال السبت صفقة تبادل بالنار دون وسيط تُسجَل فريدة في التاريخ؛ حيث استعادت "إسرائيل" جثث مستوطنين مدفونة منذ ثمانية أشهر مقابل أسر وقتل القسام لوحدات خاصة من الجيش.
فشل الاحتلال في وقف قوة المقاومة الهجومية بعد تجدد القصف المركز والمكثف لتل أبيب واستمرار القصف للغلاف ومدن الجنوب هجوما، وكذا أسر ومواجهة واستهداف تجمعات جنود في القطاع ومحيطه، وهذا صفع تباهي ناطق الجيش بإنجازات تبددت واقعا، فاستمر القصف وارتفع رصيد الأسرى لدى القسام.
المفاوضات بمقاس الوسطاء في قاموس المقاومة انتهت، ووضعها لسقف يبدأ بإنهاء الحرب بناء على ما تملكه من أوراق تجاوزت قوتها وسيطا هنا أو مبادرة هناك؛ ستكون خطوة دبلوماسية كبيرة تربط قرارات دولية بإدانة الإبادة ولجم "إسرائيل"، وهي في نفس الوقت إنهاء لدور لم تثبت نجاعته وقوته طوال أشهر إن لم يكن ضاغطا ويتحرك بأمر أمريكي.
استنزاف "إسرائيل" امتد لكل مرافقها وفئاتها وعلاقاتها، وهذا يجعلها في مفترق طرق لن تختار فيه التوقف بل التصعيد بجغرافية متعددة، ومع ذلك سيكون سلباً عليهم واستنزافاً أكبر بطول أمد الحرب.
ما زالت الساعة بتوقيت المقاومة..