غزة - قدس الإخبارية: أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه لم يبقَ شيء تقريباً لتوزيعه في قطاع غزة، موضحاً أن نقص الموارد شكل تحدياً كبيراً للجهود المنقذة للحياة. وأضاف المكتب، عبر حسابه على منصة "إكس"، الجمعة، أن وضع المياه والصرف الصحي يتدهور بسرعة، ومع حظر دخول المساعدات، لا يمكن للناس اللجوء إلا إلى استخدام الأنقاض والنفايات لسدّ احتياجاتهم.
وتحدث "أوتشا" عن انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية الحيوية وسط تزايد النزوح مع صدور أوامر الإخلاء الجديدة وتكثيف العمليات العسكرية، مشيراً إلى اضطرار حوالى 600 ألف شخص، أي ما يعادل ربع سكان غزة، إلى النزوح القسري من رفح الفلسطينية منذ السادس من مايو/ أيار الجاري، بسبب استمرار العدوان البري الإسرائيلية.
ويبحث معظم النازحين مجدداً عن الأمان في خانيونس ودير البلح، إلا أن هذه المناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية اللازمة لدعم المدنيين الذين يحتاجون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، وحذر المكتب من أن تدفقهم المستمر يؤدي إلى تزايد الضغط على الموارد المتضائلة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية.
وأضاف المكتب وفقاً للأمم المتحدة، أنه في الفترة من 6 إلى 16 مايو نزح ما يقرب من 640 ألف شخص من رفح، بما في ذلك حوالى 40 ألف شخص نزحوا في 16 مايو، موضحاً أنه "لا يوجد أي مخزون متبقٍّ من مواد المأوى داخل غزة".
وقال رئيس "أوتشا" جورجيوس بتروبولوس، على منصة "إكس" الجمعة: "يستمر التدفق المستمر للنازحين في الضغط على الموارد المتضائلة. وقد دخلت كميات محدودة من الإمدادات منذ 6 مايو/ أيار، ولا تزال غير كافية إلى حد كبير لتلبية الاحتياجات المتزايدة".
وسبق أن حذر المسؤول الأممي من نفاد المواد الغذائية المخصصة للتوزيع جنوبي غزة لدى برنامج الأغذية العالمي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، وطالب "بإدخال فوري للمساعدات والوقود".
وفي 11 مايو/ أيار عُلِّقَت عمليات توزيع المساعدات الغذائية التي يدعمها برنامج الأغذية العالمي للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال دون سنّ الخامسة في رفح، ولكنها استمرت على أساس محدود في خانيونس ودير البلح.
وبحسب المكتب الأممي، فإن خمسة مخابز فقط هي التي تعمل في جميع أنحاء غزة، في حين توقف 11 مخبزاً عن العمل، وقد دخلت كميات محدودة من الإمدادات إلى غزة منذ 6 مايو، ولا تزال غير كافية إلى حد كبير لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وأشار "أوتشا" أيضاً إلى أن حركة فرق الطوارئ الطبية في غزة ما زالت مقيدة للغاية، لأسباب منها تزايد انعدام الأمن.
علاوة على ذلك، في 14 مايو/ أيار، أعربت المديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، عن القلق الشديد بشأن البنية التحتية للمياه والوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي في جميع أنحاء غزة، مشيرة إلى أن الآبار الحيوية في شمال القطاع تعرّضت لأضرار جسيمة، بينما تعطلت ثمانية مرافق على الأقل في رفح، ما أثّر في حوالى 300 ألف شخص، كثير منهم من الأطفال الذين من المرجح أن يلجأوا إلى المياه الملوثة ويصابوا بأمراض خطيرة.
وقالت المسؤولة: "عندما ينقطع الماء، يعاني الأطفال أكثر من غيرهم". وأضافت أن "أطفال غزة، الذين عانوا من أهوال لا يمكن تصورها، يستحقون وقفاً فورياً لإطلاق النار وفرصة لمستقبل يسوده السلام".
وأكدت أن العمليات الإنسانية التي أصبحت شريان الحياة الوحيد لجميع السكان في جميع أنحاء القطاع مهددة. ودعت إلى فتح المعابر الحدودية بسرعة، والسماح للمنظمات الإنسانية بالتحرك بأمان وتقديم المساعدة الحيوية المنقذة للحياة التي يعتمد عليها جميع الأطفال في غزة، قائلة "إن الفشل في القيام بذلك سيؤدي إلى مأساة أكبر مما شهدناه بالفعل، وهي نتيجة يجب أن نعمل بشكل عاجل على تجنبها"