غزة - قدس الإخبارية: قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن مراوحة الاحتلال في المكان ومحاولاته المتكررة لقضم موقف فصائل المقاومة ورفض التعاطي مع منهجية المرونة التي أبدتها الحركة خلال الشهور الماضية وإصراره على المضي في احتلال معبر رفح وتوسيع العدوان على رفح وغيرها من المناطق يضع المفاوضات برمتها في مصير مجهول.
وأضاف، في كلمة بمناسبة ذكرى النكبة: "قد أعلنا مؤخراً موافقتنا على المقترح المقدم لنا من الإخوة في مصر وقطر والذي كان بعلم الإدارة الأمريكية ومتابعتها، غير أن الاحتلال رد على المقترح المذكور باحتلال معبر رفح والسيطرة عليه والبدء الفعلي بالعدوان على منطقة رفح والدخول إلى مخيم جباليا وحي الزيتون في مدينة غزة، كما أنه أدخل تعديلات على المقترح وضعت المفاوضات في طريق مسدود."
وأكد ان التصريحات الأمريكية الأخيرة التي ترمي إلى تحميل الحركة مسؤولية توقف مفاوضات وقف العدوان مع علم الإدارة الأمريكية نفسها بالإيجابية التي تحلت بها الحركة والتي انعكست على موقفها الأخير تؤكّد من جديد انحياز الموقف الأمريكي إلى العدو، والاستمرار في منحه الغطاء السياسي والدعم العسكري لحرب الإبادة التي يشنّها ضد شعبنا.
وأشار إلى أن حركة حماس على تواصل مع مصر بشأن العدوان على رفح، وخاصة إعادة احتلال معبر رفح، مبينًا اتفاق الطرفين على ضرورة أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من المعبر فوراً، كما أنه لا يحق للعدو التدخل في كيفية إدارة المعبر بل هو شأن فلسطيني داخلي، ونحن سنديره وفق الأصول المعمول بها.
وشدد على أن كثر الحديث بشأن ما يسمى اليوم التالي للحرب وتوالت مواقف الاحتلال الممجوجة بشأن إدارة الوضع في غزة، والقول بإخراج حركة حماس من المشهد، ونحن نقول بأن حركة حماس وجدت لتبقى.
وحول إدارة قطاع غزة، أكد هنية أن إدارة القطاع بعد الحرب سوف تقرر فيه حركة حماس مع الكل الوطني، مستندة في ذلك إلى المصالح العليا لأهلنا في غزة والتسهيل عليهم في كل ما يتعلق بمرحلة ما بعد الحرب وإلى الرؤية الوطنية الناظمة لوحدة الضفة والقطاع.
وأضاف رئيس المكتب السياسي أن إدارة قطاع غزة بعد الحرب كان في صلب الحوار الوطني الفلسطيني الذي انعقد في موسكو قبل شهور وفي اللقاء الثنائي مع الإخوة في حركة فتح الذي انعقد مؤخراً في الصين، وكذلك في اللقاء الذي جمعنا مع الإخوة في قيادة حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية الذي تم مؤخراً في إسطنبول واللقاءات التي تمت مع الإخوة في التيار الإصلاحي الديمقراطي، وسوف نواصل المشاورات مع جميع الفصائل والشخصيات الفلسطينية.
وشدد على أن الحركة مساعيها لوقف هذا العدوان الغاشم بكل الطرق والوسائل الممكنة، وإن أي مسعى أو اتفاق يجب أن يضمن وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل من كل القطاع وصفقة حقيقية لتبادل الأسرى وعودة النازحين والإعمار ورفع الحصار.
ولفت إلى أن سلوك الاحتلال مع المقترحات المتعددة ليؤكد نواياه المبيتة بالاستمرار بالعدوان والحرب وهو لا يأبه لأسراه ولا لمصيرهم.
وتابع، إن الحركة أعدت ملفاً حول الاعتداءات على الأسرى وبدأنا بإيصاله إلى الدول والمؤسسات الإقليمية الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان.
وقال إن فصائل المقاومة التي نراها في كل خطوط المواجهة وخاصة الآن في رفح وجباليا والزيتون التي انكفأ عنها اليوم مجدداً يُسطّرون أمجاد شعب وأمة، ولم تتوقف ضربات المجاهدين من كتائبنا المظفرة في كتائب القسام وسرايا القدس وكل فصائل المقاومة وتوقع بهم الخسائر للشهر الثامن على التوالي رغم الفارق الكبير في ميزان القوة.
وحول طوفان الأقصى، أشار هنية إلى أننا أمام مشهد غير مسبوق في التاريخ أن يتحرك طلاب العالم في أمريكا وأوروبا وأستراليا واليابان وغيرها دعماً للقضية الفلسطينية وتضامناً مع أهلنا في غزة في مواجهة الكيان الغاصب، وتبني مطالب شعبنا في الحرية والاستقلال على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، ومطالِبة بإيقاف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في غزة ووقف تصدير السلاح لهذا الكيان والمطالبة بوقف استثمارات جامعاتهم في الكيان.
وتابع أن غزة التي أضحت أيقونة شباب العالم في كل التحركات، إنها غزة التي أسقطت السردية الصهيونية، وكشفت حقيقة هذا المحتل وطبيعته الدموية.
وقال إن غزة التي وحدت الأمة مجدداً حول فلسطين، وجسدت وحدة الجبهات في محور المقاومة وأطلقت العنان لكل المشاعر المحبوسة والمكبوتة ومنحت الأفق واسعاً أمام إعادة صياغة التاريخ ورسم خرائط الجغرافيا السياسية.
وأوضح: "لكم أن تتخيلوا كيف وقف نتنياهو على منصة الأمم المتحدة قبل طوفان الأقصى رافعاً خارطة فلسطين على أنها خارطة إسرائيل وأنه لا وجود لفلسطين ولا لدولة فلسطينية، لكن بعد الطوفان وقف مندوب الكيان على ذات المنصة في الأمم المتحدة وبعد أن صوت 143 دولة لصالح قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ليرفع صورة أبو إبراهيم يحيى السنوار."