شبكة قدس الإخبارية

ورقة جديدة للتفاوض.. هل تنتزع المقاومة مطالبها في الجولة الحالية؟

88888
هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: عاد ملف التفاوض الغير مباشر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي إلى الواجهة من جديد بعد تقديم عرض جديد من قبل الوسيط المصري خلال الأسبوعين الماضيين تم تقديمه لحركة حماس والاحتلال بحضور قطري وأمريكي.

وبحسب مصادر "شبكة قدس" فإن الجلسة الأخيرة التي تواجد بها وفد حركة حماس شهدت حضوراً قطرياً ومشاركة في جولة التفاوض، علاوة عن حضور أمريكي واطلاع واضح في مسار التفاوض والعرض المطروح للتوصل لاتفاق.

ووفقاً لمعلومات "قدس" فإن العرض يشهد تراجعاً إسرائيلياً عن بعض النقاط التي كان الاحتلال يرفضها في السابق، لا سيما فيما يتعلق بعودة النازحين إلا أن هناك بعض الإيضاحات التي تحتاج لضبط في الصياغة لتصبح غير قابلة للتأويل.

وتعمل المقاومة الفلسطينية حالياً على دراسة العرض المتاح حيث من المتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل جولة مباحثات ولقاءات جديدة في العاصمة المصرية القاهرة وبمشاركة الوسطاء بعد أن يتم تسليم الرد النهائي على الورقة المطروحة.

عرض جديد: مقاربات تقلص الفجوات

في السياق، يؤكد مدير مركز عروبة للأبحاث والدراسات الإستراتيجية أحمد الطناني إن العرض الجديد الموضوع على طاولة البحث لدى المقاومة والذي صاغه الوسيط المصري مقدمًا فيه مقاربات تقلص الفجوة ما بين مطالب المقاومة والتعنت الإسرائيلي.

ويقول الطناني لـ "شبكة قدس"  إن العرض يحتوي على الكثير من المقاربات التي تقترب بشكل كبير من ما طلبته المقاومة في منتصف أبريل من الوسطاء، إلا أن الأمر يحتاج إلى العديد من الحسابات الدقيقة، فحجم المسؤولية الملقاة على مفاوضي المقاومة كبيرة جدًا ومطلوب منها أن تدرس كل حرف في العرض الحالي ومآلاته وتفسيراته.

ويضيف أنه: "من المنطقي ألا تقبل المقاومة بصيغ غير واضحة وغير حاسمة وهو ما يؤخر رد المقاومة التي تحاول أن لا تغفل أي تفصيلة وأن تُخضع الموقف لأوسع حالة إجماع بين فصائل وقوى المقاومة تزامنًا مع وجود تسريبات على وسائل الإعلام".

وأتبع قائلا: "ما يخرج على الإعلام من تسريبات حول إيجابية الأجواء أو سلبيتها، إضافة لبعض التصريحات الإعلامية التصعيدية لا يمكن القياس عليها لأن جزء منها يأتي في سياق عملية الضغط والضغط المتبادل ما بين المقاومة والاحتلال، إضافة لضغط الوسطاء لدفع كل الأطراف نحو الموافقة على المطروح حاليًا بهدف إخراج الجميع من عنق الزجاجة".

ويعتقد الطناني أنه وبالرغم من كون المطروح نصيًا يحمل العديد من البوادر الإيجابية، إلا أن استضيحات وتعديلات المقاومة يمكن أن تُقابل بتعنت إسرائيلي، خصوصًا وأن الانقسام بات جليًا جدًا في المستوى السياسي للاحتلال ونتنياهو أمام خيارات محدودة فإما المخاطرة بانهيار ائتلافه الحكومي أو المخاطرة بإنهيار مجلس الحرب، وهو ما يجعل أسلم الطرق وأسهلها أن تنفجر المفاوضات دون إمكانيات الاتفاق، وهو ما تضغط الولايات المتحدة بقوة من أجل عدم حصوله.

ويستكمل مدير مركز عروبة للأبحاث والدراسات الإستراتيجية: "طبيعة شخصية نتنياهو المناورة حتى آخر لحظة تضع كل التقدم الحاصل في مهب الريح في حال استشعر عدم قدرته على تدارك ارتدادات مثل هذا الاتفاق على مستقبله السياسي، وهو ما يجعل من المبكر جدًا التفاؤل بإمكانية وصول الجهود الحالية إلى بر النجاح بالرغم من كل العوامل الضاغطة للوصول لاتفاق".

مسارات المفاوضات: لا تبدو مناسبة

من جانبه، يرى الكاتب والباحث في الشأن السياسي ساري عرابي أن الورقة الحالية بصياغتها القائمة لا تبدو مناسبة بالنسبة للفلسطينيين وحركة حماس خصوصاً لا سيما وأنها لا تتضمن بنداً واضحاً يتضمن وقف إطلاق النار بشكل مستدام.

ويقول عرابي لـ "شبكة قدس" إن "التصريحات الإسرائيلية تعكس رغبة واضحة في استمرار الحرب وليس الأمر مقتصراً على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وإنما يشمل كل المؤسسة الإسرائيلية معنية بتنفيذ عملية عسكرية في رفح وتحديدا محور فيلادلفيا".

ويضيف أن لهجة حركة حماس تبدو مختلفة هذه المرة عما قدم لها في السابق وهو أمر غير مرتبط بتحسن الورقة مثل الانسحاب من "محور الشهداء" نتساريم أو الانسحاب من قطاع غزة دون توضيح شكله غير أن حركة حماس واضح إثبات أنها معنية بابداء جديتها وهو ما جعل تعاطيها مختلفا هذه المرة.

ويشير عرابي إلى أن نتنياهو واضح ما يزال ممسكاً بخيوط اللعبة بالرغم من تصريحات بتسئليل سمويتريتش وايتمار بن غفير التي تظهر بأن هناك عليه ضغوطات من أحزاب أخرى لاستمرار الحرب على القطاع للشهور الثامن على التوالي.

وبحسب الكاتب والباحث في الشأن السياسي فإن نتنياهو أضعف شركائه في الائتلاف الحكومي وتحديداً مجلس الحرب لا سيما غادي ايزنكوت وبنيني غانتس وأظهر الأخير بأنه ضعيف وهو أمر يجعل من الصعب أن تكون هناك صفقة حقيقة في المنظور القريب.

لكن عرابي لم يستبعد إمكانية موافقة حركة حماس على العرض القائم في ظل حالة التفاؤل القائمة والتي تجلت في تصريحاتها الأخيرة التي صدرت عن عدة شخصيات قيادية فيها فيما يتعلق بالورقة التي قدمت لها للتوصل لاتفاق.

ويرى أن التظاهرات الطلابية العالمية لا تبدو مؤثرة بصورة فورية على الحرب في غزة إذ أن التظاهرات قد تبدو مؤثرة في سياق الاستمرارية لكن لا يبدو أن لها مفاعيل ثورية على مسار الحرب الدائرة في القطاع على الأقل في المنظور القريب.