فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: تتسع رقعة الحراك الطلابي الرافض للحرب الإسرائيلية المدمرة والدامية على قطاع غزة في عدة جامعات أمريكية، تزامناً مع تصريحات غاضبة قادمة من الاحتلال الإسرائيلي ضد هذا الحراك الطلابي، الذي وصفه مسؤولون إسرائيليون بالمعادي للسامية وطالبوا بالتصدي له.
ولم تعد شعارات مثل "حق إسرائيل في الوجود"، و"معاداة السامية" تسيطر وحدها على المشهد الأميركي، وباتت تزاحمها الآن شعارات مثل "الأبارتايد"، و"الإبادة الجماعية"، و"التطهير العِرقي"، خاصة بين أوساط الشباب الأميركيين.
ويثير هذا الحراك الرافض للحرب جدلاً خاصة مع محاولة الولايات المتحدة قمع الأصوات التي تتحدث علنا ضد الممارسات الإسرائيلية، وتعهد الطلبة بمواصلة الاحتجاج حتى توافق الجامعات على الكشف عن أي استثمارات مالية قد تدعم الحرب في غزة وسحبها، والعفو عن الطلاب الذين خضعوا لعقوبات بعد المشاركة في الاحتجاجات.
وهذه الاحتجاجات، سببت شعورا بالقلق والذعر لدى الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية على حدّ سواء يعود إلى أن هذا الحراك غير مسبوق منذ احتجاجات حرب فيتنام والاحتجاجات المناهضة للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والأمر اللافت هو امتداد الاحتجاجات إلى خارج الحرم الجامعي في العديد من الجامعات وانضمام أعضاء الهيئة التدريسية لهذه الاحتجاجات.
ويتوقع محللون سياسيون، أن هذا الحراك سيغير بوصلة السياسات الخارجية لواشنطن، خاصة وأن المظاهرات والاحتجاجات في الجامعات قد تشير إلى أن الجيل الجديد يرفض سيطرة الداعمين للاحتلال الإسرائيلي على دوائر صنع القرار، وبالتالي سيخسر الاحتلال دعم واستثمار الجامعات على الأقل.
ويقول الكاتب الأمريكي غريغ غاتفيلد، إن هناك حشودا من الطلبة تقف في وجه الشرطة الأمريكية وإدارة الجامعات تضامنا مع فلسطين ورفضا للحرب على قطاع غزة المستمرة منذ سبعة أشهر.
ويضيف: لقد وجد زعيم مجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك شومر منزله محاطًا بجماهير تهتف ضد إسرائيل وتطالب بوقف إطلاق النار في غزة، ومن المضحك أنني لا أتذكر نفس هذه الحشود تخرج في الشوارع يوم 7 أكتوبر عندما نفذت حماس هجومها، فماذا رأى تشاكي عندما نظر من نافذته في تلك الليلة، وفي الحقيقة فإن الديمقراطيين هم من خلقوا هذه الحشود في المدن الأمريكية.
ويذكر، أن "جميع المحتجين يهتفون ضد إسرائيل ويدعمون حماس، وبينما تستعد إسرائيل لدخول رفح وتزايد رد الفعل هنا أكثر تطرفاً، يتوقع الديمقراطيون منا جميعاً أن نتقاسم هذا الخطر وأن نقوم بالعبء الثقيل".
بحسب الكاتب الأمريكي، فـ"إن منظور الهوية ينهار عندما تكون الضحية بيضاء، ولكن هناك نقطة مضيئة واحدة هنا، فقد تم فضح نظرية التفوق الأبيض من خلال رئاسة جو بايدن وحدها".
ومنذ أسابيع؛ لا يزال التوتر مشتعلاً في الجامعات الأميركية التي تشهد مظاهرات متزايدة ضدّ الحرب في قطاع غزة، من لوس أنجلوس إلى نيويورك، مروراً بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالمياً مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.
ويقول الطلبة المعتصمون، أن ملايين الفلسطينيين ينامون في غزة كلّ ليلة من دون الحصول على الطعام أو المأوى،وقد انطلقت الحركة الاحتجاجية من هذه الجامعة قبل أن تنتشر في أنحاء مختلفة من الولايات الأمريكية، جراء التعبئة القوية جداً التي قام بها طلاب على شبكات التواصل الاجتماعي.
وشن السيناتور الأميركي، بيرني ساندرز، هجوماً على نتنياهو، مشدداً على ضرورة عدم الخلط بين "إدانة القتل" في غزة و"معاداة السامية"، وقال: حكومة نتنياهو قتلت 34 ألفا في 6 أشهر ليس معاداة للسامية ولا مناصرة لحركة حماس".
ويقول عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الأميركي، نعمان أبوعيسى في تصريح له، إن الاحتلال يخشى من الحراك الطلابي لأقصى الحدود، كما أنه يعي جيداً أن الحركة الاحتجاجية ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بدأت في الثمانينات من القرن العشرين وانتهت بسقوط نظام الأبارتايد.
في حين يرى عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية موري في كنتاكي، الدكتور إحسان الخطيب، إن الاحتلال الإسرائيلي ينزعج لإنه متخوف من خسارة الدعم الأميركي إذا ازدادت وتيرة الاحتجاجات، مشيرا إلى أن الدعم الأمريكي هو ما يجعل الاحتلال قادرا على تحدي العالم مثل الأمم المتحدة والعدل الدولية والرأي العام العالمي.